ينطلق قبل طلوع الفجر فى رحلة أسبوعية شاقة إلى المحافظات الساحلية، خاصة الإسكندرية لجلب السمك والعودة به إلى إحدى المناطق الشعبية بالقاهرة. رحلة تمر بمحطات عدة ليعود مع طلوع الشمس إلى منطقة أرض اللواء، ليبدأ «أبوالفضل» برص جميع أنواع الأسماك البحرية على مناضد من الخشب.
ظروف الفقر وضغط الحاجة الملحة هو ما دفعه إلى مزاولة مهنة بيع السمك، بجانب أنه ورثها عن أبيه وأجداده، وبدأ بالحديث، قائلًا: «شغال فى المهنة من حوالى عشر سنين، ولما أبويا مات توارثت المهنة من بعده، وبتمنى فى يوم من الأيام يكون عندى محل لعرض وبيع الأسماك». قال أبوالفضل: «إقبال الزباين بيكون أكثر على البربون والسنجارى والمياس والدينيس، وفيه فئة معينة من الناس بيشتروا الجمبرى والسبيط عشان أسعارها غالية بس فى الآخر كل نوع له زبونه».
ويضيف: «فيه فرق بين الزباين زمان ودلوقتي، كنا زمان نجيب طاولتين سمك بريالين، وكانت حوالى ٤٠ كيلو وكانت بتخلص وكنا بنشطب الساعة ٢ أو ٣ الضهر، لكن دلوقتى الوضع اختلف ومش كل الناس تعرف فى أنواع السمك فيه ميعرفوش غير البلطى والبورى بس، وفيه بيخافوا يجربوا أى أنواع، أصل فى الآخر السمك ده مزاج».