الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر نادت!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصر نادت فلبوا نداها.
مصر دعت فأسرعوا لتلبية دعاها.
مصر أمرت فكلنا اليوم فداها.
مصر تكلمت ووجهت فكلنا جميعا على هداها.
مصر قالت لقد استباحوا حرقة مدنها وقراها.
مصر تبكي لأن الإجرام استباح دماها.
مصر توصي أبناءها فعلينا تنفيذ وصاياها.
مصر تخطركم إنكم جميعا في امتحان أمانة صعب، إما إن تثبتوا إنكم فعلا أبنائها ولكم شرف الانتماء على أرضها ونيلها وصبحها ومساها.
مصر تعيش تضمد في جراحها من الإصابات لرصاص طائش صوابه وأخطأت مرماها.
مصر تصارحكم فاستمعوا كيف حاولت أيادي الشر إن تطال عقلها فحرقوا مراكز البحوث ومستودعات الحضارة وتركوها فريسة للنيران اللعينة فكانت لحظة صعبة ما أقساها.
مصر تخطركم إنهم اقتحموا مراكز السيادة وأخرجوا المجرمين من السجون وأطلقوا نيران الفوضى على هيبة الدولة فتبت أياديهم وشلت عقولهم لأنهم ضربوا وطنا في حراسة السماء وردت عليهم فتوالت عليهم الضربات التي دافعت عن شرف الأمة ولوائها وما أغلاها.
مصر تعيش الآلام وما أقساها.
صوبوا حقدهم تجاه عيونها ومراكز القوة فيها وحاولوا غرس السكين في قلبها وفي صدرها وفي ذراعها وحاولوا كسر عمودها الفقري لكن جاءت مشيئة الله وما أعلاها.
قالت السماء كلمتها أدخلوا مصر بسلام آمنين.
مصر تنادي اليوم وما أحلى نداها.
مصر تتغنى بكم وتفاخر العالم فما أعذب غناها.
مصر تقول لكم إن جيلكم صنع معجزة لم تحدث من قبل لقد استطعتم وأعلنتم العزم على إن تعيدوا بناء الدولة على أرض رغم عنف وجرم ما أصابها وما تعرضت له من شروخ وتمزق وتصدع في كل بناء على الأرض قام المصري بتشييده وبناها.
مصر تقول لكم أنتم ضبطتم شريان النيل العظيم وصنعتم هذا الوادي الذي تغنى به الشعراء والمبدعين وأرسيتم دعائم الحضارة على الأرض وعلى رباها.
مصر تذكركم أرادوا هدم الدولة التي أسسها أجدادكم عندما أقاموا أول مجتمع موحد وأعرق حكومة موحدة وبناء جيش يحمي كل شيء على أرضها ويحمي حماها.
مصر تطلب منكم أن تثبتوا للعالم أنتم أحفاد المبدعين وبناة الحضارة وصنعتم التاريخ وسطرتم صفحات المجد بكل الجهد والعرف وسالت على الأرض الدماء لتصيغوا منظومة خالدة يرددها العالم ويعيش في أجوائها وصداها.
مصر تدعوكم لتبرهنوا للعالم إنكم دعاة وبناء حضارة تخاطبون بلغة العين وتشدون التقدم مهما كانت التضحيات، فهل أريد إن أستعيد الأيام القريبة السوداء، حيث كانت مصر على شفا حفرة من النار لولا عناية الله وإصرار أبنائها المخلصين الذي تسلموا المسئولية وأمانتها وكانت مصر في طريقها إلى الجاهلية، إن أمراء السوء استسلموا بعد إن أصبحت مصر على وشك إن تكون أشلاء دولة، فالعالم كله يبكي على حالنا وعلى أحوالنا وعلى تاريخنا وهل تتصورون إن مصر لو تركت بدون يقظة الشعب وتنفيذ الجيش لأوامر الجماهير بالتحرك لكانت مصر عبارة عن بقايا وطن.
سوف يكتب التاريخ عن صمود الصحوة المصرية بعد الخراب والدماء الذي لحق بها والتراب التي أهيل عليها وعلى المفاهيم الجديدة للبلطجية الذين أهتموا بسلطة الدولة تحت أسم الشرعية المزعومة.
كل شيء أصبح في ضياع الأمن والكهرباء والمرافق والبنية الأساسية وتدهور التعليم وانهيار في كل ركن على أرضها وعلى أمنها وعلى أسرها وشبابها وشابتها وأطفالها، الترويع طال الجميع وأصبح شعار حياتنا ومنظومة أدائنا، كنا مقدمون على حرب أهلية، والتنابذ سمعة التعامل والتعالي من الحاكم على الشعب وأصبحت الأمة تدار برأسين وليس برأس واحد ورئيسين وليس رئيس واحد ورئاستين الأولى في الاتحادية والثانية في المقطم، والمقدسات انهارت والقيم ضاعت فقد إختفى المشروع القومي وتحولت البلاد والأمة إلى مجتمع الأهل والعشيرة ولا يوجد وطنية لكن المنظومة المصري انحصرت في الولاء للجماعة وليس للوطن.
مصر تدعوكم إلى صناديق الاقتراع وتطالبكم بحق قدسيتها في نفوسكم إن تطرحوا خلافاتكم جانباً وتضعوها على الرف ونتسلح بوحدة الفكر وتنوع الرأي وتطالبكم بحق كل مالها عليكم من واجب الأداء إن تختاروا قيادتكم لمسيرة الوطن القادر بكل الجسارة مواجهة التحديات بكل الأمانة، لا يعرف المسكنات أو تأجيل العمليات الجراحية لاستئصال الأورام الخبيثة والأدران من جسد وصدر الوطن.
مصر تنادي وتوصي أبناءها من أعماقها وتقول لهم إن صناديق الاقتراع هي عنوان الصحوة وأقصر الطرق إلى التقدم.
مصر تنادي صناديق الاقتراع هي الصوت والضوء معا وصوت المصريين جميعا والضوء لمزيد من الاستنارة والتقدم لينير لنا الضوء الطريق حتى لا نقع في المطبات أو نصطدم بالألغام.
مصر نادت فلابد وإن نلبي نداها.
مصر العطاء قبل الأخذ.
مصر التضحية والفداء.
هذا هو أقدس نداء.