الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

اليوم.. العالم يحتفل بـ"ساعة الأرض"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساعة الأرض التي تحين في وقت لاحق مساء اليوم السبت بمختلف أنحاء العالم، هي تقليد دولي استنه الصندوق العالمى للطبيعة برافديه الصندوق العالمي للطبيعة والصندوق العالمي للحياة البرية في عام ٢٠٠٧، منطلقا من مدينة سيدني الأسترالية وبموجبه قام أكثر من 2 مليون شخص من سكان المدينة بأكبر حركة شعبية تسعى للمحافظة على البيئة من الآثار السلبية للتغيرات المناخية بإطفاء الأنوار في المنازل والأماكن العامة.
نجحت الفكرة ولقت قبولا واستحسانا في مختلف دول العالم، وتحولت (ساعة الأرض) على مدى ١١ عاما بالتدريج إلى ظاهرة عالمية واليوم وبعد مرور أكثر من عقد علي انطلاقها يبلغ عدد المشاركين فيها ما يقرب من 1.8 مليار نسمة حول العالم، مستهدفين تشكيل رأي عام عالمي ضاغط في مجال الحفاظ على المناخ، والتذكير بمخاطر التغير المناخي، والمشاركة في ترشيد استهلاك مصادر الطاقة باعتبار أن للأجيال القادمة حقا فيها.
منذ انطلاق المبادرة العالمية لإطفاء الأنوار، والمعروفة بـ (ساعة الأرض)، من مدينة سيدني، تم اختيار يوم السبت الأخير من شهر مارس من كل عام، للاحتفال عالميا بها، نظرا لأن هذا التوقيت أقرب ما يكون لما يعرف بـ (الاعتدال الربيعي)، أي تساوي الليل والنهار في جميع المناطق على سطح الأرض. 
لم تكن مصر بمنأى عن هذه المبادرة، فقبل تسعة أعوام وتحديدا بعد انطلاقها بعامين انضمت إلى الدول المشاركة فيها، لتنضم في هذا التوقيت لمصاف 88 دولة و4 آلاف مدينة و929 معلما من المعالم الشهيرة حول العالم أطفاءت أنوارها في (ساعة الأرض)، تضامنا مع كوكب الأرض لحمايته من الآثار السلبية الخطيرة للاحتباس الحراري وتغيرات المناخ.
في العام الماضي وصل عدد الدول المشاركة في (ساعة الأرض) إلى 180 دولة قامت جميعها بإطفاء أنوار أكثر من ١٢ ألف معلم وموقع سياحي وأثري، وشارك 2.5 مليار شخص حول العالم في هذا التقليد، ومازالت مصر تحرص حتى اليوم على إطفاء أنوار عدد من المعالم الأثرية والسياحية لمدة ساعة في يوم السبت الأخير من شهر مارس، تضامنا مع دول العالم وتعزيزا للوعي بأهمية اتخاذ خطوات جادة للحد من معدلات الاستهلاك، ووقف الهدر في موارد الطاقة، وتجديدا للدعوة لتغيير الممارسات اليومية لتقليل التأثيرات البيئية، والمساهمة في انخفاض مستوى انبعاثات الكربون التي تعد واحدة من أكبر التحديات التي تواجه العالم.
الثابت علميا، أن كوكب الأرض يعاني من التغيرات المناخية الناشئة عن عبث الإنسان بالاتزان البيئي الطبيعي لها، الأمر الذي لا يؤثر على مفردات الطبيعة فحسب، بل إن له تأثيرا متناميا على الصحة والنمو الاقتصادي وموارد المياه والغذاء لسكان الأرض، والتغيرات المناخية الشديدة واسعة الانتشار، يتأثر بها جميع سكان كوكب الأرض بدون استثناء، ومن أثارها انكماش الكتل الجليدية بسبب تغير المناخ، ويؤثر ذلك بشكل كبير على موارد المياه وتوفرها لمئات الملايين من البشر، بالإضافة إلى هجرة الكائنات الحية من مناطقها التي عاشت في تناغم مع الظروف الطبيعية فيها على مدى آلاف السنين لمناطق أخرى، حيث باتت الحياة في نفس المكان أمرا صعبا عليها.
هناك آثار سلبية على إنتاج المحاصيل بما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن الغذائي وسبل كسب العيش ، الأمر الذي يؤكد أهمية وضع خيارات للتخفيف من التغيرات المناخية والتكيف معها باعتبارها الطريقة الوحيدة لتقليل المخاطر، و(ساعة الأرض) ماهي إلا تذكير بأن ما يحدث بشأن آثار التغير المناخي في مختلف مناطق العالم سيتحدد بشكل كبير بناء على قدرة الإنسان واستعداده للتقليل من انبعاث غازات الاحتباس الحراري.