الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

وداعا ريم البنا.. أنشودة فلسطين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شمس الهوا في النفوس لاحت.. فأشرقت عندها القلوب، صراع مرير مع مرض سرطان الثدي، أودى بحياة ريم البنا، رائعة الفن الفلسطيني وأنشودة القضية الفلسطينية، كانت لها فلسطين أغنية وحلم وطريق، حلمت وغنت وقاومت الاحتلال الصهيوني، لتودعنا وتحملنا حلم كل عربي باسترداد فلسطين، ولكنها بكرت مثل كل شباب فلسطين، ستظل فلسطين تصدح بأغانيها التي سطرت من خلالها حكايات شعب رفض أن يخضع ولو مرت السنون.
وُلدت ريم في ديسمبر 1966 بمدينة الناصرة عاصمة الجليل، وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ، والتي استمدت منها حبها للموسيقى وغناء الشعر، درست "البنا" الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى في موسكو، أنهت ريم دراستها الأكاديمية التي كانت مدتها 6 سنوات، وتخرجت عام 1991 من معهد "Gnesins" الروسي، وأثناء هذه المدة أصدرت ريم ألبومين من الغناء: "جفرا، ودموعك يا أمى"، في المعهد تعرفت البنا على الموسيقي الأوكراني ليونيد أليكسيانكو، الذي درس الموسيقى والغناء معها في موسكو حيث كانا يعملان معًا في مجال الموسيقى والتأليف وتزوجت منه وعادا ليعيشا معا في الناصرة الفلسطنية، ولكنهما لم يدم الزواج وانفصلا في 2010.
لم تكن ريم مجرد مغنية فلسطينية عادية، بل مزجت في أغانيها بين التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية، قاومت من خلالها سلطات الإحتلال الصهيونية، والتي ضاقت وفشلت في أن تسكت صوت ريم المقاوم للعدوان الإسرائيلي.
شاركت ريم في مناهضة كل ما يحارب الإنسان ويقف أمام نشاطاته المشروعة، فغنت في عدة محافل عالمية ومحلية لنصرة حقوق الإنسان، الأمر الذي منح ريم شهرة عالمية واسعة في شتى المجالات.
بدأت ريم شهرتها في أوائل التسعينيات حينما غنت ألبوم للأطفال من كلمات فلسطينية تراثية، ولم تكت ريم بالغناء فقط بل قامت بتلحين كلمات لأكبر شعراء في فلسطين والطن العربي ومنهم: "توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم"، تقول ريم عن أغانيها: "جزء من عملنا يتألف من جمع النصوص الفلسطينية التراثية غير الملحنة، حفاظًا على هذه النصوص من الضياع، نحاول تأليف موسيقى عصرية مستوحاة من الموسيقى الفلسطينية التُراثية لتتماشى مع هذه النصوص".
في 2016 غيب المرض ريم عن الغناء، حيث فقدت صوتها بسبب مرضها الشديد، في رسالة وجهتا لجمهورها وهي من أشهر رسائلها: "صوتي الذي كنتم تعرفونه.. توقّف عن الغناء الآن أحبتي.. وربما سيكون هذا إلى الأبد.. لا أعلم.. لم يستطع الأطباء معرفة السبب بعد كل الفحوصات والصور التي لا تُظهر أي علاقة بين مرضي وشلل الوتر اليساري الذي تسبب به عطب ما في العصب الموصول به.. والسبب؟ "مجــهــول"، ولكنها قاومت السرطان كما قاومت الاحتلال الصهيوني قبل أن يغيبها الموت بعد عامين من المقاومة، كانت ريم تعلم قرب الموت بعدما ذكرت حوار لها بينها وبين طبيبها قائلة بألم: أذكر إنني في أول سؤال وجهته عند ظهور النتيجة كان (كم تبقى لي في الحياة ومتى سأموت؟) عندها أجابني الطبيب لماذا تشبهون المرض بالموت حتما ستشفين منه وبعد أن خضت التجربة المؤلمة اكتشفت أن كل حالة تختلف عن الأخرى، وأن لا علاقة بين حالات الموت بالسرطان، وأن المعنويات العالية ستساعدني على الشفاء وتجارب الآخرين لا تعني موتي".
رحلت أيقونة السلام والأنشودة الفلسطينية ريم البنا، تاركة خلفها أغاني قاومت الاحتلال وبعدما عجز الكيان الصهيوني على إسكاتها نجح السرطان فيما فشلت فيه إسرائيل.