اشتهر بلقب «صاحب الحنجرة الذهبية» الذي أطلقه عليه مغني الأوبرا العالمي «بلاسيدو دومينجي».
وهو لقب يستحقه صاحب الصوت الجهوري العذب، الذي طالما أشجانا وأشجى قلوب جماهيره على مدار سنوات وعقود بأغنياته الوطنية والرومانسية، فضلًا عن عشرات التترات للمسلسلات الدرامية، والتي لا تزال تعيش في وجدان جماهيره رغم مرور سنوات طويلة عليها.
هو على الحجار أسطورة الغناء المصرية الذي تميز دومًا بعشقه الشديد للوطن، فانعكس ذلك على أغنياته وفنه، وحسبما قال يومًا: «من لا يهتم بقضايا وطنه لا يستحق لقب فنان».
أغنيات الحجار الوطنية دومًا، كانت ترصد أحداث الوطن، وتؤرخ لأحداثه المهمة فيغني بصوته الشجي له.
ومنها «رباعيات» صلاح جاهين، «الموت على الأسفلت» لعبدالرحمن الأبنودي، و«هنا القاهرة» لسيد حجاب و«عم بطاطا» لجمال بخيت، و«ضحكة المساجين» و«يا مصري» و«بوابة الحلواني».. إلخ.
وتواصلت مسيرته مع الأغنيات الوطنية التي كان آخرها أغنية «الرهان عليك» والتي أنتجتها مؤسسة «البوابة» وشدا بها في المؤتمر الذي عقد مساء الأربعاء الماضي دعمًا للرئيس عبدالفتاح السيسي.
وعودة إلى البدايات فقد ولد فنانا الكبير في عام ١٩٥٤، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بكلية الفنون الجميلة، وتخرج فيها ليتفرغ بعدها لمشواره الفني، خاصة أنه ينتمي لأسرة فنية، فوالده هو إبراهيم الحجار، وهو مطرب معتمد بالإذاعة المصرية، وواصل طريقه في الغناء ليحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، خاصة بعدما تبناه الموسيقار بليغ حمدي الذي اكتشفه فنيًا، ثم تبناه عمار الشريعي رائدًا في «التترات»، لكن ظلت أمنيته غناء رباعيات الشاعر صلاح جاهين، الذي أقنع الموسيقار سيد مكاوي بتلحينها، ووافق بعد جهد كبير، لينجح الحجار ويصبح من أهم مطربي جيله ليمتعنا بأغانيه التي مزجت بين الشجن والحنين معا، وليتفرد بكونه أهم مغني «تترات» فى مصر، التي خلدت في وجدان جمهوره وطبعت في ذاكرة الأجيال، حيث تربع كنجم لتترات المسلسلات على مدار ٣٠ عامًا.
تلك المسيرة الطويلة تعاون خلالها مع أهم الملحنين والشعراء، ومنهم «عمار الشريعي، عمر خيرت، ياسر عبدالرحمن»، ومن الشعراء كثيرون منهم «سيد حجاب، الأبنودي»، أما أبرز تترات المسلسلات التي غناها فهي «الأيام، الشهد والدموع، ذئاب الجبل، أبوالعلا البشري، الليل وآخره، المال والبنون»، حيث كان صوته دائمًا عنوانًا لنجاح أي عمل درامي غنى مقدمته أو نهايته.
إضافة إلى ما سبق، فالحجار له رصيد هائل من الأغنيات الرومانسية التي لا تنسى، فضلًا عن أغنياته الإنسانية التي تلقي الضوء على معاناة الإنسان بشكل عام والعربي بشكل خاص منها «فلسطيني، ولبناني»، وغيرها من الأغنيات التي مست القلوب والوجدان، وأثارت تعاطفًا كبيرًا مع المضطهدين في كل زمان ومكان.
