أم حسن، "ست صعيدية بـ١٠٠ راجل"، ربت أبناءها الـ٦ بعد أن قُتل زوجها على يد ابن عمه بسبب الخلاف على الأرض، فلم تستسلم وأكملت المسيرة من بعده، وتحملت الصعاب حتى ينشأ أبناؤها نشأة صالحة.
وتروى أم حسن قصتها وتقول: "تزوج والدي، وتركنا أنا وإخوتى لأمي، فتولت هي مسئولية تربيتنا بمفردها حتى كبرنا، وتزوجت أنا من رجل محترم كان يعمل موظفًا بالوحدة الصحية، ولم يكتب لي القدر أن تكتمل فرحتى، حيث قتل زوجي على يد ابن عمه، وترك لي مسئولية تربية أبنائنا الـ٦، ثلاثة بنين وثلاثة بنات، وكان عمري وقتها حوالى ٣٥ عامًا، وكان معاش زوجى لا يتعدى ٥٠٠ جنيه".
وتتابع: "كنت أبيع الفول، وأصنع الزبادى، وأشترى العديد من الأشياء وأبيعها، ولم أكن أجيد القراءة أو الكتابة، فكنت أطلب من أبنائى أن يدونوا لي الأسعار على الأشياء، وعملت مشاريع صغيرة حتى أستطيع أن أنفق على البيت".
وتكمل أم حسن: "مر الزمن، وكبر أبنائى ومنهم من أنهى تعليمه، ومنهم من تزوج، وبدأت الأمور فى التحسن، لكن القدر كان يخبئ لي مفاجأة جديدة، فبسبب أن المنزل الذى أعيش فيه أنا وأولادى كان قديمًا، قررت أن أعيد بناءه من جديد، وأثناء عملية البناء سقط حائط المنزل على ابنى الذى كان عمره ٢٢ عامًا، فى ذلك الوقت، ويعمل أمين شرطة، وأثناء نقله للإسعاف مات وأنا أحتضنُه على صدري". وتختتم أم حسن: "في النهاية أحمد الله على كل ما مررت به، وإننى استطعت أن أربى أبنائى تربية حسنة، وأنصح كل أم أن تغرس المحبة داخل قلوب أبنائها، وكل ما أتمناه أن يجد أصغر أبنائى وظيفة يعمل بها، وأتمنى أن أنال شرف زيارة بيت الله ورسوله".
