الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التعليم الصناعي في الجامعات خارج الخدمة.. 4 كليات صناعية فقط في الجامعات الحكومية.. عبدالغفار: مشاكل بالجملة.. ميزانية ضعيفة ومناهج لا تطابق سوق العمل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، وهو يعلن عن تطلعه لتطوير الصناعة، من خلال الاهتمام بالتعليم الصناعي، واهتم بإصدر قرارات لبناء جامعات دولية وأهلية وتكنولوجية، تهتم بالتخصصات الصناعية، من أجل التنمية والبناء فى مصر. 


لكن اهتمامات الرئيس فى واد، والواقع فى واد آخر، فالمدارس الصناعية الثانوية العامة، جميعنا يعرف جيدًا حال تلك المدارس، الخالية من الطلاب الهاربين من الأسوار، بالإضافة إلى تهالك الورش والأدوات والماكينات، والبعض من هذه المدارس لا يوجد بها أدوات للتدريب، وإن وجدت دراسة تكون نظرية غير جدية. 
وفى الجامعات، لا يوجد سوى 4 كليات فقط للتعليم الصناعى بمصر، كما أن حال كليات التعليم الصناعى لا يختلف عن وضع المدارس الثانوية>
«البوابة نيوز» تفتح ملف التعليم الصناعي، فى مبادرة منها لتحول نظر الدولة نحو تلك الجامعات والمدارس المتهالكة، والعمل على نشر الوعى المجتمعى بضرورة تغيير نظرة المجتمع للفنيين.
أقسام محدودة
ويوجد فى مصر ٢٧ جامعة حكومية، و٤ جامعات أهليّة غير ربحية، و٢٠ جامعة خاصّة مملوكة للقطاع الخاص، بالإضافة إلى ١٢ أكاديمية، وبذلك يكون إجمالى عدد الجامعات مع الأكاديميات فى مصر ٦٣ جامعة وأكاديميّة، نصيب التعليم الصناعى من جميع الجامعات الحكومية هو ٤ كليات توجد فى جامعة السويس، وجامعة حلوان، وجامعة بنى سويف وجامعة سوهاج. 
تختلف أقسام الكلية وتتنوع من جامعة إلى أخرى، فأقسام كلية تعليم صناعى بجامعة السويس، تشتمل قسم الميكانيكا، وقسم الكهرباء، بجانب قسم الإنشاءات المدنية والمعمارية، وقسم النسيج، وتتشابه جامعة سوهاج مع جامعة بنى سويف فى تلك الأقسام باستثناء تواجد قسم النسيج بها. أما أقسام كلية تعليم صناعى بجامعة حلوان، فتنقسم إلى قسم تكنولوجيا سيارات وجرارات، وقسم تبريد وتكييف، بجانب قسمى كهرباء وإنتاج، وقسم تكنولوجيا إلكترونيات. وبالنسبة لأقسام الكلية بجامعة بنى سويف، فتضم قسم تكنولوجيا التحكم فى العمليات، وقسم مدني، بجانب قسم المنسوجات، وعمارة، والأجهزة الدقيقة، وقسم الإلكترونيات، والإنتاج، والعلوم الأساسية. 
وهناك مشاكل عديدة تواجة كليات التعليم الصناعى، فميزانية الوزارة تقف عائقا أمام تحديث العدد والآلات التى يتدرب عليها الطلاب خلال فترة الدراسة، بل اقتصر التدريب العملى خلال الإجازة الصيفية فى المصانع على الجانب النظرى فقط، فضلا عن صعوبة إيجاد المدرسين وعمداء الكليات، ومن جانب آخر فإن نظرة المجتمع للتعليم الصناعى كانت وراء الإقبال الضعيف على الكليات. 

الاختلاف الكبير
قال الدكتور سيد تاج الدين، عميد كلية الهندسة جامعة القاهرة، إن هناك اختلافا كبيرا بين كلية التعليم الصناعى وكلية الهندسة سواء فى المقررات أو عدد السنوات الدراسية، وعقلية الخريج، ولكنها كلية محترمة تخرج لنا مدربين ومعلمين فنيين للعمل فى السوق التى تحتاج هذا النوع من العلم. 
وقال حتى الآن لا يوجد تعاون بين كلية هندسة القاهرة وأى من كليات التعليم الصناعي، مشيرا إلى أن دور كليات الهندسة يكمن فى التحاق أصحاب الدبلومات من خلال المعادلات إلى الكلية، لكنه يتمنى التوسع فى فى مجال التعليم الفنى والصناعي، لأن مصر تحتاج بشدة الآن هذا النوع من التعليم. 


وأكد الدكتور محمد أيمن عاشور، عميد كلية الهندسة جامعة عين شمس، أن كليات الهندسة لديها تخصصات تخدم الصناعة وتطويرها بعمل الأبحاث، فهناك فرق بين خريج الهندسة التكنولوجية أو التعليم الصناعى وخريج الهندسة، وأضاف: هندسة عين شمس تعد نفسها ببرامج وأبحاث متقدمة للدخول فى صناعات الجيل الرابع وربط البحث العلمى بالصناعة، إنما يوجد فرق كبير بين خريجى الكليتين، نوع الدارسة مختلف والتعاون الموجود حاليا بيننا وبين التعليم الصناعى والدبلومات الفنية هو الالتحاق بكلية الهندسة بعد فترة الدبلومات الفنية والمدارس الصناعية بالتنسيق الخاص للطلبة بشرط التميز. 
وأشار إلى أنه ليس شرطا التوسع فى إنشاء كليات التعليم الصناعى، بل يمكن إنشاء برامج خاصة موازية داخل كليات الهندسة لتدريس المنهج التطبيقى ولخدمة الهندسة التكنولوجية، كما لو كان فى كلية التعليم الصناعي، والتى تؤهل لأن يكون الخريج مهندسا موجها إلى التكنولوجيا الفنية، وهذا الأمر يأتى عن طريق البرامج الجديدة والأقسام الموازية ومقررات دراسية معينة، وأيضا يمكن عمل بروتوكولات مع بعض الجامعات الأجنبية المتخصصة عن طريق «التوأمة».



نظرة المجتمع 
وقال الدكتور أحمد عبدالرحيم، عميد كلية التعليم الصناعى بجامعة سوهاج، إن كليات التعليم الصناعى فى مصر تشهد مشاكل كثيرة منها نظرة المجتمع للخريجين منها على أنهم أقل من خريجي الكليات الأكاديمية، هذا ينعكس بالسلب على نسبة دخول الطلبة كليات التعليم الصناعي، حيث إن كلية التعليم الصناعى بجامعة سوهاج يوجد بها ٤٠٠ طالب فقط، فالفرقة الثانية بها ٧٢ طالبا، هذا مع العلم أن الكلية قوة الاستيعاب بها تصل إلى ١٥٠٠ طالب، ونحن قمنا بفتح القبول لها على مستوى الجمهورية فى تنسيق عام ٢٠١٧ – ٢٠١٨ ولكن لم يتقدم سوى عدد قليل. 
وأضاف: المشكلة الثانية تتمثل فى صعوبة إيجاد أعضاء هيئة تدريس وعمداء لها، فجميع المهندسين يرفضون التدريس أو عمادة كلية التعليم الصناعي، وذلك لنظرتهم أنها أقل وهو حاصل على بكالوريوس هندسة أعلى منها، وتابع نعانى أيضًا من نقص المعدات والورش اللازمة للتدريب، ونقوم كلية بتعويض ذلك من خلال عقد بروتوكولات تعاون مع الشركات والمصانع لإعطاء تدريب عملى للطلاب بها. 
دورات تدريبية
من جانبه،  الدكتور أحمد عبدالرحيم، عميد كلية التعليم الصناعى بجامعة سوهاج، إن كلية التعليم الصناعى بالجامعة تستعد لمجموعة من الدورات التدريبية على تخصصات عديدة، تلك التدريبات سوف تتاح للطلبة والعمال والخريجين مجانًا. وأشار إلى أن الجامعة تعلن عن تلك الدورات لسد حاجة المصانع السبع التى سيتم افتتاحها فى محافظة بنى سويف قريبًا، موضحًا أن الدورات التدريبية سوف تبدأ بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسوف تكون مجانًا لجميع العاملين والطلبة، وأشار إلى أنهم يبحثون صرف مبلغ يومي للمتدربين تكون قيمته ٢٠ جنيها. 
وعندما سألت «البوابة» دكتور عبدالله جمعة، عميد كلية التعليم الصناعى حلوان، عن أسباب عدم تجديد المعدات والمعامل بكلية التعليم الصناعي، قال هذا يسأل عنه وزير التعليم العالي، لأنه هو الذى يحدد الميزانية، فمن أين أجدد المعدات والمعامل دون إيجاد ميزانية.. وتابع، أما بالنسبة لأن المناهج لا تطابق سوق العمل، فقال إن جميع كليات الجامعات المصرية المناهج التى تدرس بها لا تصلح لسوق العمل، فالمشكلة ليست مقصورة على كليات التعليم الصناعي، وهذا يسأل فيه أيضًا وزير التعليم العالي. 
ويكشف سامح أحمد عبدالرحمن، طالب بالفرقة الثالثة كلية التعليم الصناعى ورئيس اتحاد الكلية، عن مشاكل الطلبة فى كليات التعليم الصناعى، فيقول إن المعدات التى تتم الدراسة عليها قديمة، وغير مواكبة لسوق العمل، وبالتالى ما ندرسه لا علاقة له بالشغل العملي. وتابع أما التدريب الذى من المفترض أن نجتازه فى خلال الصيف، فتقوم الكلية بإرسالنا إلى المصانع للتدريب العملي، لكن هذا التدريب يتم بشكل نظري، ويقتصر على اطلاعنا على الماكينات والشغل نظريا فقط، دون تدرب عملي، وعندما نعود للكلية يتم سؤالنا عن ماذا فعلنا بالمصنع؟ نجيب بما رأينا وبذلك ننجح فى التدريب العملي!. 
عضوية النقابة
كما أشار عدد من طلاب كلية التعليم الصناعى الفرقة الثانية بجامعة سوهاج، إلى عدم اعتراف نقابة المهندسين بهم، وقالت مارتينا عاطف، طالبة بالفرقة الثانية كلية التعليم الصناعى بجامعة سوهاج، دخلت كلية التعليم الصناعى بمجموع أعلى من ٩٠ ٪، وفرق ٠.١٪ فى دخولى كلية الهندسة، والآن أنا طالبة بكلية ليست لها نقابة، فنقابة المهندسين ترفض انضمامنا لعضويتها.
وقال عميد كلية التعليم الصناعى بحلوان، إن طلاب الكليات الصناعية ليس لهم حق فى الانضمام لعضوية نقابة المهندسين، ليس لأنهم أقل من خريجي كليات الهندسة، وإنما لأن لكل كلية قوانينها الخاصة، فطبيعة الدراسة فى كليات الهندسة تختلف عن الكليات الصناعية، فخريج الهندسة يدرس مواد أكاديمية، أما خريج التعليم الصناعى فيدرس مواد تربوية وتكنولوجيا، وهناك مواد تدرس للكليتين بنفس الاسم، ولكن مضمونها يختلف حسب طبيعة كل كلية، فالهندسة تدرس المادة من ناحية النظريات وتحليلها، أما كلية التعليم الصناعى فتدرس نفس المادة من الزاوية الفنية التكنولوجية.
وأكد أن خريج الكليات الصناعية يتميز بمهارة أفضل من خريج كليات الهندسة، مشيرا إلى أنه خريج كلية الهندسة جامعة القاهرة، وقال أعمل مدربا بنقابة المهندسين الذين يعانون من بطالة، لعدة أسباب أهمها جملة شهيرة وسط المهندسين هى «المهندس يتفك بـ ٢٥ فنى» بمعنى أن المصنع يحتاج ٢٥ فنيا ومهندسا واحدا فقط، كما أن المهندس عمله الأصلى هو تصنيع ماكينات الإنتاج، ومصر لم تعمل على تصنيع الماكينات، بل تستورد ما تحتاجه من الخارج، مشيرًا إلى أن مطالبة الطلاب بالانضمام لنقابة المهندسين من أجل الحصول على لقب «الباشمهندس»، موضحا أن خريج التعليم الصناعى له نقابتان، التربية لأنه يعد خريج كلية تربية صناعية أو نقابة التطبيقيين وينضم لها من يعملون كفنيين بمجالاتهم فى المصانع.
وأضاف أن الكلية أنشأت مكتب توظيف بالكلية تعلن من خلاله الشركات والمصانع عن حاجتها لتوظيف الخريجين لديها، أيضًا نعمل تدريبا داخليا بالكلية للطلبة داخل الورش وتدريبا خارجيا بالمصانع والشركات يشرف على الطالب مشرف من المصنع ومشرف من الكلية لتقييمه، أيضًا هناك برتوكولات تعاون بينا وبين بعض الشركات الصناعية مثل الكهرباء لتدريب الطلاب فيها. 
وعلق أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج على مشكلة عدم اعتراف نقابة المهندسين بالخريجين قائلًا: «هذه المشكلة يتم حلها من خلال مجلس الكلية والنقابة، ولكن أنا كرئيس جامعة مسئوليتى تعليمية فقط «مشيرًا إلى أن هذه المشكلة تؤثر بالسلب على دخول الطلبة، ولكن مع افتتاح مشاريع جديدة صناعية وضمان توافر فرص عمل أصبح الإقبال الآن جيدا».
إنشاء 8 معاهد 


وقال الدكتور عادل عبدالغفار، المستشار الإعلامى لوزارة التعليم العالي، إن خطة الوزارة تشمل التوسع الأفقى والرأسى فى مجال التعليم الفنى والتكنولوجي، مشيرا إلى أن هذا العام سيشهد ظهور ٣ جامعات تكنولوجية، وهي: القاهرة الجديدة، والكلية التكنولوجية بقويسنا، والكلية التــكنولوجية ببنى ســـــويف، فى تخصصات، التشييد والصيانة ومواد البناء، والعلوم الصحية والتطبيقية، والمصايد واستزراع الأسماك، والترميم، والكهرباء والطاقة، والفندقة والخدمات السياحية، والصناعات الإلكترونية والمعدنية، والجلود، وإنتاج الورق والطباعة، والسيارات والشاحنات من إجمالى ٨ جامعات سيتم إنشاؤها على مراحل. 
ولفت «عبدالغفار» إلى أنه تمت الموافقة على إنشاء ثمانية معاهد عليا خاصة فى جميع التخصصات مع التركيز على التخصصات التكنولوجية، ولأول مرة تم إلزام المعاهد بكراسة الشروط الجديدة الخاصة بالمعاهد التكنولوجية، التى أعدها قطاع المعاهد الصناعية والهندسية للعمل بها خلال الفترة المقبلة.
وكان مجلس الوزراء قد أصدر قرارا بانشاء الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية كنموذج فريد لأول كلية تقنية على مستوى الجامعات المصرية الحكومية، وكان إنشاء «الكلية المصرية الصينية للتكنولوجية التطبيقية» ثمرة للتعاون بين جامعة قناة السويس ومعهد بكين لتكنولوجيا المعلومات وذلك لنقل الخبرة الصينية فى مجال التعليم التكنولوجى إلى مصر وتغيير ثقافة المجتمع المصرى عن التعليم الفني، وتقبل الكلية الطلاب المصريين والوافدين الحاصلين على الثانوية العامة علمى (علوم أو رياضيات)، ومدة الدراسة بالكلية أربع سنوات تتضمن ٦٠٪ للجانب العملى والتطبيقي، و٤٠٪ للجانب النظري.