رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس عزت شاكر يكتب: تعلم النظرة المتجددة للآخر

القس عزت شاكر
القس عزت شاكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال برنارد شو: «إن أذكى رجل عرفته فى حياتى هو خياطى، لأنه كلما ذهبت إليه أخذ قياسى من جديد، بينما صنَّفَنى الناس بمقاييسهم تصنيفًا نهائيًا». إنها عبارة بالغة الأهمية فهو يريد أن يقول لنا لا تنظر إلى الإنسان كأنه جماد، وحاول اكتشاف الآخر من جديد فى كل مرة تلتقى به.
مشكلتنا كشعب شرقى أننا عندما نُكوِّن تصورًا عن شخص معين، من الصعب جدًا أن نغيِّره مهما مر الزمن. فعندما نكوِّن فكرة عن شخص ما أنه خبيث، أو متهور، أو أنانى، أو عنيف، أو كذاب، أو شهوانى.. إلخ. تبقى هذه الفكرة عنه طوال العمر، وكأنه جماد لا يتغير، ونحكم على كل كلمة يقولها من خلال الصورة التى كونَّاها عنه. 
لقد دخل الرب يسوع مرة بيت رجل فريسى اسمه سمعان، وجاءت امرأة وجلست عند قدميه، وبدأت تبل قدميه بالدموع وتمسحهما بشعر رأسها، إحساسًا منها بالندم والتوبة على خطاياها، ولكن سمعان قال فى نفسه:
«لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيًّا لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِى تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئِةٌ» (لو٣٩:٧).
لقد كوَّن صورة عنها وكأنه لا يمكن أن يأتى اليوم االذى تتوب فيه، وتتغير حياتها، إنها نظرة غير صحيحة للإنسان. ولكن ما أجمل كلمات الوحى الإلهى عنها إذ يقول:
«وَإِذَا امْرَأَةٌ فِى الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً» ع ٣٧. لقد تغيرت، لقد نالت حياة جديدة.
إن كل حدث يجتاز فيه الإنسان يؤثر فيه ويغيِّر فى شخصيته. إن الكرسى يظل كما هو كرسى، والمكتب يظل كما هو مكتب مهما مرت السنين، أما الإنسان الذى يجتاز كل يوم فى أفراح وأحزان، وأمراض وتجارب، ونجاح وفشل، ومواقف وخبرات، فإنه يتغير. هذا إلى جانب إيماننا بروح الله المُغيِّر، الذى جعل من شاول الطرسوسى بولس الرسول، وأغسطينوس النجس الشرير قديس عظيم. 
لذلك أرجوك تعلم أن تنظر نظرة متجددة لكل شخص تعرفه. تعلم أن تتحرر من تصوراتك السابقة عنه، محاولًا إعادة اكتشافه من جديد فى علاقة ناضجة. لا تنظر لأى شخص تعرفه بنظارتك الملوثة بذكريات ماضية مؤلمة، أو الملوثة بما سمعته من آخرين عنه. إن التغيير يحدث فى لحظة، ومن تظن أنه شاول قد يكون أصبح بولس.