الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ناجي طالب.. رجل الثورة العراقية

ناجي طالب
ناجي طالب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم منذ ست سنوات، توفى أحد الضباط العراقيين الأحرار، الذين خططوا لثورة 14 تموز"يوليو" 1958م، التي أنهت الملكية وأسست الجمهورية العراقية، وتولى منصب رئيس وزراء العراق، إنه القيادي العسكري والسياسي العراقي الراحل ناجي طالب.
ولدّ ناجي طالب بن محمد علي العنزي عام 1917 بمدينة الناصرية في جنوب العراق، من أسرة عربية، من طبقة الأثرياء في المجتمع العراقي آنذاك، والده الحاج طالب بن محمد علي بن محمد صالح من ملاكي الأراضي ورئيس بلدية الناصرية بعد تشكيل الحكم الوطني وقيام المملكة العراقية سنة 1921، وأصبح نائبا عن لواء المنتفك في جنوب العراق لعدة دورات برلمانية، ولناجي عدة أشقاء منهم الدكتور الجراح حسين طالب والتاجر الحاج كاظم طالب وحمودي طالب الذي يمتلك أقدم دار للسينما في مدينة الناصرية.
أكمل ناجي طالب دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدينة الناصرية وبتفوق متوجهًا لإكمال الثانوية المركزية ببغداد ضمن قسمها العلمي وبعد نجاحه بتفوق أيضا كانت رغبة والده أن يكمل دراسة الطب في إنجلترا أو أوروبا ولكن ناجي كان يرغب بتحقيق طمحوه ضمن الكلية العسكرية العراقية.
تزوج ناجي طالب سنة 1948 من امرأة تعمل مدرسة في إحدى مدارس بغداد.
– حياته العسكرية: التحق بالكلية العسكرية بدورتها السريعة سنة 1937 وتخرج منها سنة 1938 ومنح رتبة ملازم ثان ضمن صنف المدفعية في الفرقة الثانية (ل1- ف1) في شمال العراق، وفي سنة 1941 رقيّ إلى رتبة ملازم أول، وشارك في دعم موقف حركة مايس 1941 التحررية الوطنية، حيث اشتبك مع الجيش البريطاني عند عودته للعراق (الاحتلال الثاني) قرب بغداد وكان أمر البطرية المدفعية وأصيب على إثرها في منطقة الرأس إصابة طفيفة.
بعد الحرب العالمية الثانية أوّفد مباشرة إلى بريطانيا وأكمل دراسته العسكرية في منطقة “وولج” ثم في مديرية المدفعية في ” لاركهل ” سنة 1946، كما كان الأول على دورته في كلية الأركان العراقية ودرس أيضا الأركان في ” كامبرلي ” ببريطانيا سنة 1950.
وخلال تلك الفترة وفي أحد التمارين العسكرية أعجبت به السلطات الملكية وبعد الاطلاع على صفاته من ” ذكاء ولياقة بدنية ووسامة وإتقانه للغة الإنجليزية ” تم مفاتحته بأن يكون مرافقا لملك العراق، التحق بهذا المنصب لعدة شهور وقدم استقالته لأنه لم يكن مقتنعا، وكانت موافقته محاولة لإرضاء السلطة الملكية ومنعا للإحراج الذي يترتب على الرفض منذ البداية – علما أن هذا المنصب كان يحلم به أي ضابط عسكري ليتقرب من دوائر الحكم آنذاك.
عملً في كلية الأركان العراقية لفترة وكان كفوءًا وله قدرة على التعبئة والقيادة والتنظيم من خلال أعماله في هذا المجال في الجيش العراقي، عيّن ملحقا عسكريا في السفارة العراقية سنة 1954، لكن بعد أن أبعد عن بريطانيا بسبب موقفه الوطني والقومي من علاقة بريطانيا مع إسرائيل ومحاولاتها تجزئة الأمة العربية بهذا الكيان إلى قطع غير منسجمة، عادّ إلى العراق وعمل معلمًا ضمن مدرسة الضباط ومديرية التدريب بوزارة الدفاع العراقية حتى العام 1957.
– حياته السياسية: في سنة 1956 انتمى إلى تشكيل الضباط الأحرار السري واختير عضوا للجنة العليا التي أسهمت في إسقاط النظام الملكي، وكان وقتها أمر اللواء (15) مشاة في مدينة البصرة بجنوب العراق، وبعد ثورة 14 تموز 1958 وقيام الجمهورية العراقية عيّن وزيرا للشئون الاجتماعية في أول وزارة شكلها عبدالكريم قاسم رئيس الوزراء ووزير الدفاع وكالة. فيما بعد قدم استقالته مع عدد من الوزراء – وعرفت في حينها ” استقالة الوزراء القوميين ” في شباط 1959، على نهج وسياسة عبدالكريم قاسم، واستدعّى ناجي طالب بعد فترة للتحقيق، بسبب حركة الشواف ” انتفاضة الموصل” 1959 ولكنه قدم رسالته الشخصية إلى رئيس الوزراء يعلن عدم معرفته بما حدث وليس له علاقة بالأمر. وأطلق سراحه على الفور. وكان هذا اهم حدث في بداية حياته السياسية. 
بعد قيام حركة 8 شباط 1963 بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ضد حكم عبدالكريم قاسم تم اختياره ضمن التشكيلة الوزارية كوزير للصناعة وبعد حركة 18 تشرين الثاني 1963 بقيادة الرئيس الراحل عبدالسلام عارف تم اختياره وزيرا للخارجية، وأصبح في أهم منصب سيادي وهو عضو في مجلس الرئاسة المشترك مع القاهرة وفي فترة حكم الرئيس الراحل عبدالرحمن عارف أصبح رئيسا للوزراء 1966-1967، علما أنه كان مرشحا لرئاسة الجمهورية العراقية بعد مصرع الرئيس عبدالسلام عارف في حادثة الطائرة بجنوب العراق عام 1966.
كان ناجي طالب مؤمنا عند تسلمه قيادة الوزارة بالحل الديمقراطي للحكم والانتخابات ومعالجة قضايا النفط ومسالة حرب الشمال ” العلاقة مع الكرد” باعتبارهم جزء من أبناء الوطن الواحد ووحدة الصف العراقي.
وعلى الصعيد العربي ارتبط بعلاقات مع شخصيات عسكرية وسياسية كان من أهمها مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي ارتبط معه بعلاقة صداقة شخصية منذ أول زيارة للوفد العراقي بعد الثورة في ايلول 1958.
كان ناجي طالب محط إعجاب من قبل الجميع على مختلف المستويات والاتجاهات فقد وصفته وثائق وزارة الخارجية البريطانية ” بأنه شخصية قوية وحساسة ومعادي للنظام السابق وذكي ويتسم بالحكمة والصمت …”
توفي في 23 مارس 2012.