تعد دار الكتب أعرق المؤسسات الثقافية، في مصر والوطن العربي، وهي بمثابة خزانة للفكر، وملجأ الباحثين، الذي يتسع لكل قديم وحديث، وتعتبر الملاذ الآمن لكل ما خطه القلم.
اهتدى على مبارك، ناظر المعارف «وزير التعليم» في عهد الخديو إسماعيل إلى فكرة إنشاء دار للكتب والوثائق القومية فتحدث مع الخديو الذي أصدر الأمر بإنشاء دار الكتب «خانة الخديوية المصرية» في مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من مارس ١٨٧٠ بالطابق الأرضي بسراي الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديو إسماعيل، بدرب الجماميز لتكون أول دار وطنية للكتب في الوطن العربي، على غرار مكتبات أوروبا.
وكان الهدف الرئيسي وراء إنشائها «تجميع المخطوطات النفيسة مما حبسه السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون على المساجد والأضرحة ومعاهد العلم».
بقى مقر دار الكتب بدرب الجماميز، ولكن مع زيادة محتوياته دعت الحاجة إلى إنشاء مبنى آخر، وهو المعروف الآن بـ«دار الكتب» وموجود بمنطقة باب الخلق بالقاهرة، وافتتح في ١٩٠٤، وإلى رملة بولاق بكورنيش النيل كان المقر الأخير له، حيث بدأ إنشاؤه في ١٩٦١ وافتتح رسميًا في ١٩٧٧.
وكان الهدف من إنشاء الصرح الكبير نشر الوعي الثقافي، وتقديم الخدمة للباحثين بطريقة سهلة، وإحياء التراث العربي، وصيانة مقتنيات الدار التراثية.