الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مريم.. أصيب زوجها بالجذام وغرق نجلها وفقدت سمعها

مريم وصبحي زوجان
مريم وصبحي زوجان يبكيان منذ 15 عام بمستعمرة الجذام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يا عدرا فرحيهم وفى حضنك ضميهم، دول باسم الرب صبروا صبر النبى أيوب، شافوا اللى ماحد شافه، واتقهرت القلوب، طردوهم الأطباء، خافوا منهم الأحبة، كانت يا دوب ترنيمة تطيب جراحهم، ومهما المرض حاربهم، والفقر كمان جابرهم، كان الصبر زادهم، والطريق لآخره حلفوا بالإنجيل يكملوه، مصطحبون أبناءهم الـ٣، وحفيدهم المعاق، تلك نبذة بسيطة عن قصة كفاح مريم وصبر صبحي.
عقد إكليل الزوجين صبحى إيليا حبيب الشاب الوسيم ومريم يوسف سعد قبل ٣٣ عاما، بأبوقرقاص بمحافظة المنيا، وهما فى أتم صحتهما، أدى خدمته العسكرية بعد زواجه، ليفاجأ الزوج بعد أيام قلائل من إنهاء الخدمة، بإصابته بمرض «الجذام»، فما كان منه إلا أن كتم خبره عن زوجته، خوفا من مغادرة المنزل والتخلى عنه، لكن القدر قال كلمته وعلمت الزوجة ما اجتهد الزوج فى كتمانه، لكنها وقفت معه وتصدت معه للفقر والمرض بكل ما أوتيت من قوة، وكأنها فى ساحة قتال، كما كانت دائما تقول عن نفسها أنها ابنة الرب وتملك صبر المرأة الصعيدية.
تقول مريم: «الدكاترة فى المنيا كانوا بيطردونا من عياداتهم لما يعرفوا أن زوجى مريض جذام، مرعوبين من العدوى، والناس كانت بتخاف مننا، لدرجة أنه كان بيشتكى من «البواسير» وكان محتاج جراحة والأطباء رفضوا الاقتراب منه، لحد ما فقد نظره بسببها، وبعد عذاب ٨ سنوات، وافق طبيب يعمله العملية من غير أى تكاليف، بعد ما حلفت له إنى عايشة معاه وما اتعدتش وكمان خلفت منه ٣ ولاد صحاح».
وتستكمل «مريم» قائلة: «كافحت وخدمت زوجى كأنه طفلي، وربيت ولادى الـ٣ لحد ما بقوا رجالة، وكل سنة الكنيسة تكرمنى فى المنيا كأم مثالية شقيت على زوجها وعيالها، ومن ١٥ سنة اتحجزنا فى مستعمرة الجذام لحد النهارده مكملين، وكنت أنا الست الوحيدة المرافقة لزوجها وكمان خدمت المرضى المجاورين لزوجي».
وتضيف قائلة: «ربنا اختار لزوجى يفقد بصره، ولكن هو دلوقتى محتاج عملية «تفريغ قرنية» لأنها دايما مصدعاه غير أنه بيتحرك بصعوبة بسبب الجذام، ومحتاج ١٦ ألف جنيه ومش معانا منهم غير الستر، وأنا كمان محتاجة سماعة أذن لأنها اتكسرت وأنا واقفة فى طابور العيش بالغلط فى الزحمة».
واختتمت حديثها وابتسامة الرضا تعلو جبينها قائلة: «راضية بأكتر من كده، كفاية أن ربنا اختارنى وابتلانى وعلمنى الصبر، صحيح ابنى مات غريق وهو طفل، ومن حزنى فقدت السمع، وزوجى عاش حياته مريض وعاجز، وحفيدى معاق ولا بيتكلم ولابيتحرك، وولادى اللى شغال بيغسل سيارات واللى بياع فى سوبر ماركت وكلهم عايشين فى شقة إيجارها ٨٠٠ جنيه، نفسى حد يساعدني، ووافقت على نشر قصتى فى الجرنال وأنا خايفة أجرح مشاعر ولادي، لكن عايزة حد يساعدنا».