الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس عاطف مهنى: ترجمة "الإنجيل" حفظ لكلمة الله.. وأؤيد تطوير الترجمات لمساعدة الأجيال الجديدة.. الإنجيل مترجم إلى أكثر من 1500 لغة ولهجة.. وبدأت في القرن الأول الميلادي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد الكنائس المسيحية بمذاهبها المختلفة، حالة من الحراك اللاهوتى، والتى تناقش فقط داخل أسوارها ومع العلماء ورجال الدين، حيث تهتم المذاهب المسيحية فى مصر بالحوار حول بعض القضايا، ومنها الوحى، والكتاب المقدس، وترجماته، والتفاسير، والنظريات العلمية، والمخطوطات القديمة، والتراث العربى المسيحى، والأسفار القانونية.
وقررت كنائس مصر التواصل مع مجلس كنائس الشرق الأوسط، وترددت الأنباء عن بعض أنشطة المجلس، ومنها نشاط لجنة الحوار اللاهوتى، والتى تغير اسمها إلى لجنة الحوار المجتمعي.
وفى إطار الحراك الذى تشهده الكنائس هذه الفترة، حاورنا الدكتور القس عاطف مهنى، رئيس سنودس النيل الإنجيلى المشيخى فى مصر، ومدير كلية اللاهوت الإنجيلية المشيخية، وأستاذ العهد الجديد واللغة اليونانية، وأحد المشاركين فى إعداد عدد من الترجمات الجديدة، والمشارك فى عدد من المحافل الدولية والمسكونية حول العالم.. فإلى نص الحوار

■ ما اللغات الأصلية التى كتب بها الكتاب المقدس؟

الكتاب المقدس، العهد القديم، كتابان كتب باللغة العبرية، وهما عبارة عن ٣٩ كتابًا أو سفرًا، والعهد الجديد به ٢٧ كتابًا أو سفرًا مكملة، وتسمى بالعهد الجديد، وكتبت باللغة اليونانية.

■ ما تاريخ الترجمات للكتاب المقدس؟

الكتاب المقدس من قديم الزمان يترجم إلى لغات متعددة، من القرن الأول الميلادى، ومن قبل ذلك سنة ٢٠٠ قبل الميلاد.
والذى كتب بالعبرية تمت ترجمته إلى اللغة السبعينية، وهى اليونانية، لأنه فى ذلك التوقيت كان العالم بدأ فى التحدث باللغة اليونانية، وهى كانت اللغة المنتشرة، وتمت ترجمته فى مصر، وفى الإسكندرية تحديدًا.
وشارك فى الترجمة ٧٠ شخصًا، فسمى بتلك الترجمة، ومنذ ذلك الزمن، وهو من ٢٠٠ قبل الميلاد، والترجمة حدثت بالفعل.
وبالنسبة للعهد الجديد والذى كتب فى القرن الأول الميلادى، بعد موت وقيامة السيد المسيح، فإن أقدم الترجمات كانت القبطية والسريانية، واللغه الإثيوبية أو الأنهارية، والترجمة القبطية لم تكن ترجمة واحدة، ولكن كانت منقسمة إلى عدة لهجات مختلفة قبطى صعيدى وبحيرى وأخميمى وفيومي.

■ هل تؤيد وجود ترجمات أم لا؟ 

من التاريخ التى سردته، يقول إن هذا القديم يتحدث عن أن هذه الترجمات لازمة، لأن هذا الكتاب كان كتابا بالنسبة لأصحابه، وهو كتاب الله، والكلمة التى به هى الكلمة التى أتت لنا من خلال الأنبياء من قبل الله، فطبعًا مهم جدًا أن اتباع الدين المسيحى أو الدين اليهودى بالنسبة للعهد القديم أو العهد الجديد يريدون فهم كلمة الله لهم بأفضل صورة ممكنة، وبالتالى حركة الترجمة مهمة جدًا، ويجب أن تكون بلغة سليمة ومفهومة وقريبة لكل إنسان.
والكتاب المقدس مترجم إلى أكثر من ١٥٠٠ لغة ولهجة فى العالم، وهو أكثر كتاب مترجم إلى هذه اللغات، وارتبط الأمر بانتشار المسيحية.

■ هل تؤيد وجود ترجمات حديثة أم تكتفى بترجمة عربية واحدة؟

العربى مثله مثل باقى اللغات، فمثلًا لدينا عشرات الترجمات باللغة الإنجليزية، ولدينا ترجمات إلى اللغة العربية، بعضها يعود للقرن العاشر الميلادى، وبعضها للقرن الثالث عشر.
وحاليًا لدينا ترجمات كاملة للكتاب المقدس، مثل ترجمة فاندايك، والترجمة اليسوعية، والمشتركة، وكلمة الحياة، وأنا أعتقد أن الترجمات مهمة جدًا، لأن مع كل زمن اللغة تتطور.
وربما فى زمن ما نجد بعض الكلمات لم تعد مستخدمة، أو مفهومة، فليس خطأ أبدًا أن يكون هناك تطوير للترجمات، من أجل مساعدة الأجيال المختلفة أن يفهموا كلمة الله بأفضل وأدق طريقة قريبة لجيلهم وزمانهم ولغاتهم.
والمهم أن الترجمة تكون دقيقة، وليست فكرة الترجمة صحيحة أم خطأ، المهم أن تصبح الترجمة دقيقة وأمينة فى النقل من اللغة الأصلية إلى اللغة المترجم بها، بطريقة تحتفظ بالمعنى وتنقله إلى جيل وزمن معين بأفضل صورة ممكنة.

■ لماذا نجد بعض اللاهوتيين يهاجمون الترجمات وعدد آخر يرحب؟

توجد ميزة فى وجود ترجمة سائدة مستخدمة فى العبادة داخل الكنائس، على أساس أن هذا يوحد الشعب المسيحى عندما نستخدم جميعا ترجمة واحدة بقدر الإمكان، لتسهل على البعض حفظ الكلمة المقدسة، وهذا الأمر مهم بالنسبة لنا فى منطقة الشرق الأوسط.
ومهم أن نحفظ كلمة الله، ونتذكرها عن ظهر قلب، لكن هذا لا يمنع أبدًا من وجود ترجمات متعددة تساعد فى الفهم فى كل جيل بلغة تناسبه، ما دامت دقيقة. 

■ هل توجد ترجمة جيدة وأخرى سيئة؟

نعم توجد ترجمة جيدة وأخرى سيئة، بناء على دقتها فى نقل المعنى، لكننى أريد توضيح فلسفة مختلفة وراء الترجمات، حيث توجد مدارس للترجمات المختلفة، ونحن نعلم أن أى ترجمة فيها قدر من التفسير مرتبط بفهم المترجم للنص والأمر، وبالطبع وهو ينقل من لغة إلى أخرى تصنع على قدر فهمه من التفسير ويقوم بنقله، فبالتالى فى فلسفة فى الترجمات.
وتوجد ترجمات تحاول أن تكون حرفية، أى تحاول تعمل كمرآة تعكس اللغة الأصلية التى تنقل منها فى كل شيء، فحتى لو يوجد جملة غامضة فى اللغة الأصلية، ليس هناك مانع من أن يقولها بصورة غامضة أيضًا فى الترجمة.
وحتى إذا حاول أن يحافظ على شكل البناء الخاص بالجملة قدر ما يستطيع، فالمترجم يعتبر نفسه ملتزمًا وأمينًا للترجمة، وهذه مدرسة محترمة.
وهناك مدرسة أخرى، تقول إن الترجمة غرضها أن القارئ يفهم، وبالتالى لا يجد مشكلة على قدر المستطاع ولا يجد حلًا لها، ويضعها بلغة أبسط، فتكون ترجمة تفسيرية، لأنها تعمل مع المشكلات.
فالمدرسة الأولى تترك حل المشكلات والمعضلات سواء اللغوية أو التاريخية، أو مشكلة فى البناء، وتتركها للتفسير والتأويل، وتتركها للمفسر للتعامل معها، أما المدرسة الثانية فتحاول إيجاد ترجمات مبسطة، وفى مرات تأخذ جزءًا من دور التفسير، فتحاول وضع ترجمة بسيطة وفيها قدر من الشرح على قدر ما تكون مجموعة المترجمين فاهمين الأمر، ليبسطوه للمستقبل.
واستطيع أن أقول إن الاثنتين مدرستان محترمتان، ولكن يظل أن الترجمة القريبة من الأصل الملتزمة مهمة جدًا، والترجمات الثانية تكون معينة فى الفهم مع التفاسير المختلفة.

■ هل كلمة الله الموحى بها عندما تترجم يضيع تأثيرها كوحى؟

نحن كمسيحيين نؤمن بأن كلمة الله الموحى بها، وكانت توجد ترجمة دقيقة تظل محتفظة بتأثيرها، لأننا نؤمن بأن الله بذاته وبروحه القدوس، هو الذى أعطى هذه الكلمات، وهو القادر أن يحفظها حتى فى الترجمات، على أنها تحتفظ بتأثيرها على الإنسان المتلقى لها، فالترجمة الجيدة الدقيقة، هى أيضًا محتفظة بمضمون الوحى، أى الكلمة القادمة من الله ذاته، عن طريق الأنبياء والبشر.

■ ما رأيك فيما يُثار حول وجود كتابات أو أناجيل جديدة وعليها خلاف؟

هذا الكلام غير دقيق، وغير علمى، لأننا نمتلك تاريخًا عظيمًا لتجميع الكتاب المقدس وأسفاره المختلفة، وتاريخ عظيم من آباء الكنيسة، وتوجد مجامع مسكونية اجتمعوا فيها وأقروا وأفرزوا، بناء على معايير دقيقة جدًا.
وأفرزوا الأسفار القانونية التى ذكرت عددها من الأسفار غير القانونية، والتى من الممكن أن نجد بداخلها تعاليم طيبة، لكنها ليس لديها نفس سلطان كلمة الله الموجودة فى الأسفار القانونية، وأن التى ترى وتؤمن بها الكنيسة، فهى موحى بها وآتية من الله.
الأسفار غير القانونية ليس لديها سلطان كلمة الله الترجمة القبطية للعهد الجديد منها الصعيدى والبحيرى والفيومى.. والمترجم أمين على الكلمة