الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الفدية".. إرهاب إلكتروني.. مصر الثالثة أفريقيًا في التعرض للهجمات العام الماضي.. تكبد المؤسسات والدول خسائر فادحة.. وخبراء: لا توجد أنظمة مؤمنة 100%

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الفدية الخبيثة"، هجمات إلكترونية تخترق الأنظمة والحواسيب والهواتف، عبر برامج تجسس بغرض السيطرة على المعلومات، من خلال ثغرات يستغلها القراصنة، يتحكم بعدها كليًا أو جزئيًا في الأجهزة ويغير محتواها، فيما تنتشر تلك الهجمات في ثوان معدودة وتتسبب في خسائر فادحة لدول ومؤسسات، من خلال تدمير البنية التحتية، إذ يقود تلك الهجمات مجموعات متفرقة من المافيا، مما ينذر بحدوث فوضى حال تسريب أو سرقة أسلحة إلكترونية من دول صممتها لأجل الحروب.
وحذرت شركة تريند مايكرو للأمن السيبراني من أن مصر قد تكون إحدى أكثر الدول المعرضة لخطر الهجمات الإلكترونية في القارة الأفريقية، وفى بيان صادر للشركة نفسها فقد رصدت أكثر من 242 ألف هجوم للبرامج الخبيثة في مصر خلال الربع الرابع من عام 2017.
كما يعد هذا هو ثالث أكبر معدل للهجمات في القارة بعد جنوب أفريقيا والمغرب، ويأتي التخوف الأكبر من ارتفاع عدد هجمات البرامج الخبيثة على الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والتي ارتفع عددها إلى 301 هجمة في الربع الرابع من 2017 بمعدل زيادة بلغ 37% مقارنة بالربع الثالث.
وكشف تقرير صادر أن القطاع الصناعي في مصر كان الأكثر تضررا بهجمات البرامج الخبيثة، وتلاه قطاع التعليم، ثم المواقع الحكومية، وقطاعي العقارات والتكنولوجيا. كما تعرضت شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا لاختراق من وحدات قرصنة إلكترونية مصدرها كوريا الشمالية الشهر الماضى.
صفات الفدية الخبيثة 
نوعان من برمجيات الفدية الخبيثة؛ الأول يقوم على تشفير البيانات فقط مع إعطاء قدرة للمستخدم على الوصول إليها مع عدم قدرته على فك تشفيرها، أما النوع الثاني فيقوم بإبعاد المستخدم نهائيًا عن البيانات، أي وضع حاجز بينه وبين جهاز الكمبيوتر، وليس تشفير البيانات فحسب، ولا يستطيع المستخدم عبوره إلا من خلال دفع الفدية.
وتشير التوقعات إلى أن عدد أجهزة إنترنت الأشياء سيصل بحلول عام 2020 إلى أكثر من 20 مليار جهاز، وهي أجهزة بطبيعتها ضعيفة التأمين، ويسهل اختراقها والسيطرة عليها، وإذا حدث هذا فقد يتسبب في انهيار منظومة الإنترنت بأكملها، أو على أقل تقدير توقف خدمات الإنترنت في العديد من مناطق العالم.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية لم تسلم من الهجمات الالكترونية، التي شهدت هجومًا إلكترونيًا باستخدام "إنترنت الأشياء" في 21 أكتوبر 2016، وتمكن حينها بعض القراصنة من السيطرة على أجهزة بسيطة متصلة بالإنترنت، مثل بعض الألعاب الإلكترونية، وأجهزة تشغيل الموسيقى، وكاميرات متصلة بالإنترنت، وبعض الأدوات الإلكترونية المنزلية، واستخدام هذه الأجهزة في إطلاق هجوم إلكتروني على العديد من المواقع الإلكترونية، مثل تويتر ونيتفليكس، وبعض الشركات المشغلة لنطاقات Domains المواقع الإلكترونية مثل شركة Dyn DNS، وإغراق الخوادم المشغلة للمواقع بمليارات الطلبات التي تفوق قدرة الخوادم على معالجة البيانات والاستجابة للطلبات، مما تسبب في انقطاع الخدمة عن عدد كبير من المستخدمين لمدة وصلت إلى 11 ساعة.
وفى هذا السياق يقول "مالك صابر" مسئول برمجيات، أنه لا يمكن أن يوجد ثغرات معينة يمكن للهاكرز أن يدخل من خلالها، ولكن الهاكرز يقوم بالبحث والتدقيق في النظام حتي يجد ثغرة يمكنه الدخول واختراق النظام من خلالها، وذلك لأن مسألة الاختراق ليست سهلًا والتصدي له ليس مستحيلًا، ومن يحاول اختراق أنظمة أمنية يستمر وقت طويل ويبذل جهد كبير حتى يتمكن من اختراق النظام، ولكن مهما وصلنا لدرجات الأمن للأنظمة الخاصة بنا لن نستطيع أن الأنظمة أمنة بنسبة 100%، ولتفادي الهجمات الإلكترونية لابد أن يكون النظام الأمني الخاص بنا قوى بما فيه الكفاية.
وشدد "صابر" على أن الاحتياطات الأمنية التي يجب على الافراد والشركات القيام بها للتصدي لتلك الهجمات التي من المتوقع حدوثها فى الفترة المقبلة بشكل أكثر وعلى نطاق أوسع من المرات السابقة، كما يجب أن التأكد من أن النظام الأمني الخاص بنا حديث وإغلاق "البورت" غيرال مستخدمة وعدم تركها مفتوحة باستمرار.
وفى السياق ذاته يقول الدكتور شريف هاشم، خبير الانترنت، إن هناك إجراءات وخطوات تم إتباعها في مصر للتصدي للهجمات الالكترونية، كما أن العالم كله يتوقع أن الهجمات الالكترونية سوف تزيد في الفترات المقبلة وخاصة الدول التي شهدت هجمات إلكترونية في السابق، ومن المتوقع أيضًا أن الهجمات سوف تكون أكثر تعقيدًا عما سبق.
وأوضح "هاشم" أن الدول التي ستشهد أحداث جديدة عليها مثل روسيا التي تشرف على تنظيم كأس العالم، ستشهد أنماط وهجومًا الكترونيًا عنيفًا وغير مسبوقة في خلال الفترة المقبلة، مثلها مثل أي دولة سواء مصر أو غيرها ستشهد تطورات رياضية أو إجتماعية أو سياسية سيزداد الهجوم الإلكتروني عليها وبأنواع أقوى من الأنواع والانماط المتوقعة.