الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

قصص من المونديال.. "الفاشية" تنتصر وتهديدات "موسوليني" تمنح إيطاليا اللقب مرتين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع اقتراب كأس العالم بروسيا 2018 الحدث الأهم والأبرز في عالم الساحرة المستديرة، نسترجع أحداث نسختين من أهم نسخ كأس العالم على مر التاريخ؛ حيث إن السياسة لعبت دورا مهما جدا بهما وكان للدكتاتورية وسياسة الترهيب التي اتبعها الزعيم الفاشي الإيطالي "موسوليني" مع اللاعبيين يد الحسم في فوز إيطاليا بكأس العالم في كلتا النسختين 1934 و1938 على التوالي.

والبداية مع بينيتو أندريا موسوليني هو أحد أكثر الحكام الديكتاتورية على مر التاريخ وأحد زعماء الحركة "الفاشية" الإيطالية ومؤسسيها قد تختلف معه كثيرًا وقد تتفق أيضا إلا أنه يجب أن نعترف أنه جلب لبلاده لقبين من المونديال من خلال سياسته.
فموسوليني حاول استخدام الثقافة الشعبية لتحقيق أهدافه والسيطرة على المجتمع الإيطالي وكان يرى أن الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص هي إحدى أولوياته للسيطرة على شعبه فبنى الاستادات ودعم تطوير المنتخب الإيطالي حيث جنس المنتخب لاعبين من أمريكا الجنوبية وهما المدافع الأرجنتيني الصلب لويس مونتي ومواطنه ريموندو أورسي صانع الألعاب ومر المنتخب بعد ذلك بأكثر فتراته الكروية انتعاشًا تحت قيادة المدرب الأسطوري فيتوريو بوزو.
وفي عام 1934 وقع اختيار تنظيم كأس العالم على إيطاليا بعد العديد من الاجتماعات للاتحاد الدولي لكرة القدم لتحديد البلد المنظم ورأي موسوليني وحليفه هيتلر أن تلك البطولة هي خير وسيلة للترويج لكل من الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية خاصة قبل أوليمبياد برلين 1936 املين أن يلتقي البلدين في العرس النهائي للبطولة.
انطلقت البطولة بنظام خروج المغلوب وافتتح المنتخب الإيطالي مشواره بانتصار عريض على الولايات المتحدة الأمريكية بسبعة أهداف لواحد ليواجه في الدور التالي المنتخب الإسباني الذي عاني أمامه الأمرين فانتهت المباراة الأولى بالتعادل بهدف لمثله حتى حسمت إيطاليا مباراة العودة الفاصلة بهدف نظيف لجوسيبي مياتزا لتلاقي في نصف النهائي منتخب النمسا الذي تفوقت إيطاليا عليه بهدف نظيف لتصل للمباراة النهائية في انتظار القائز من مواجهة المانيا وتشيكوسلوفاكيا، في انتظار قمة سياسية رياضة بين "موسوليني" و"هتلر" ولكن تشيكو سلوفاكيا حققت مفاجأة بإقصاء ألمانيا أحد أكبر المرشحين من نصف النهائي بثلاثة أهداف لواحد.

واحتضن ملعب "الحزب الوطني الفاشي" المباراة النهائية وسط 55 ألف متفرج وبحلول الدقيقة الـ71 أحرز بوتش نجم المنتخب التشيكوسلوفاكي هدف مفاجئ في مرمى الطليان تحت أعين "موسوليني" الذي تواجد في المدرجات مما أدى لاشتعال المباراة أكثر وقتال لاعبي إيطاليا إلى أن أدركوا التعادل بعد مرور عشر دقائق من هدف تشيكوسلوفاكيا عن طريق رايموندو أورسي، وسط فرحة عارمة في المدرجات ليتم اللجوء للوقت الإضافي الذي سرعان ما سجل المنتخب الإيطالي الهدف الثاني بعد مرور خمس دقائق منه عن طريق أندرياس كيافو، لتنتهي المباراة بفوز إيطاليا وتحقيق كأس العالم للمرة الأولى، ليزداد بعد ذلك جنون موسوليني والفاشية لمساهمته في تتويج منتخب بلاده بتلك البطولة من خلال ترهيب لاعبين المنتخب الإيطالي عن طريق إجبارهم على تأدية التحية الفاشية قبل المباريات بل إن زي المنتخب أيضا كان يحمل الشعارات الفاشية. 
وبعد أربع سنوات أقيمت النسخة الثالثة من كأس العالم في فرنسا وحضر إليها 15 منتخبًا وكانت الحسبة في تلك البطولة سياسية أكثر منها رياضية حيث أرادت فرنسا الاستفادة من حجم الدعاية الذي تحظى بها الدولة المستضيفة قبل شهور من الحرب العالمية.
وأرسل هتلر منتخب ألماني معتزا بمبادئ النازية وبنفسه وموسوليني أراد الاحتفاظ بالكأس في روما للتأكيد على قوة النظام الفاشستي من خلال كرة القدم والمجر بأقوى منتخب في أوروبا في ذلك الوقت تسعى للفوز باللقب مما يؤهلها لحفظ مكانتها كحليفة لألمانيا هذه هي الأجواء المحيطة بالبطولة، العالم يتجه للجنون ولا أحد يريد أن يلعب كرة القدم بل أرادوا الحرب.

انطلقت البطولة بنظام خروج المغلوب للمرة الثانية وافتتحت إيطاليا مشوارها بفوز على النرويج بهدفين لهدف لتلاقي من بعدها البلد المضيف وتقصيه من البطولة بثلاثة هداف لهدف ثم تلاقي البرازيل في نصف النهائي وتتفوق عليها بهدف دون رد لتتأهل للنهائي وجها لوجه مع المجر وجرى النهائي يوم 19 يونيو 1938 على ملعب "أوليمبيك دي كولومبوس" في العاصمة باريس وأشارت العديد من المصادر إلى أن موسوليني كان قد وجه رسالة للاعبي المنتخب الإيطالي قبل المباراة، قائلا لهم إما النصر أو القتل.
"بدأت المباراة وتقدم المنتخب الإيطالي في الدقيقة السادسة عن طريق جينوكولاي ساي، ولكن سرعان ما أدرك المنتخب المجري التعادل بعد دقيقتين عن طريق بالتيتكوس قبل أن يسجل سالفيو فيولا هدف التقدم مرة أخرى في الدقيقة السادسة عشرة ويعزز جينوكولاي ساي التقدم بهدف ثالث قبل أن يقلص شاروشي النتيجة بتسجيل هدف ثان للمجر قبل أن يؤكد سالفيو فيولا على أفضلية وأحقية إيطاليا بهذا اللقب بهدف رابع لتحتفظ إيطاليا باللقب للمرة الثاني على التوالي وتنتصر "الفاشية".
ولكن الإعلام تحدث بعد المباراة عن أن حارس المجر تساهل في صد التسديدات من إيطاليا متعمدًا أن يكون هو يد العون للاعبين الطليان، وقال الحارس في تصريحات، لاحقة إنه بعدما سمع ما تردد من أنباء عن تهديد موسوليني اللاعبين الطليان بالقتل إذا لم يفوزوا، أنه ربما سمح بدخول مرماه أربعة أهداف لكنه على الأقل أنقذ 11 لاعبًا من القتل في دقيقة.