السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عبدالمعطي حجازي: علينا التصدي لتصنيع الإرهابيين

الشاعر الكبير أحمد
الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فتح الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي، النار على الكثير من السلبيات التي اعتبرها معوقة للحرب على الإرهاب التي تخوضها مصر في هذه الفترة، وكذلك تمنع مصر من استعادة دورها ومكانتها الثقافية المعهودة، مطالبا بضرورة دراسة الأسباب والعوامل التي تمنع مصر من تصدر المشهد الثقافي كما كان الوضع في العقود الأولى من القرن الماضي.
وقال حجازي في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" على هامش مشاركته في فعاليات الأقصر عاصمة الثقافة العربية: إننا في أمس الحاجة إلى الثقافة وهى في أمس الحاجة إلينا في الوقت الراهن، لأن الأوضاع الثقافية التي ورثناها أدت إلى ما نحن فيه، ومن يدرس أوضاعنا في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات، سيكتشف أننا تأخرنا كثيرا، لذلك علينا أن نبحث عن الأسباب التي أدت إلى تراجع النشاط الثقافي المصري، وأن نعالج هذه الأسباب وأن نضع حلولا وأن نصحح الأخطاء التي نقع فيها وألا نكتفي بالفعاليات التي نقيمها في المناسبات المختلفة فإنها لا تصنع الثقافة ولكن النشاط الدائم هو الذي يصنعها، وذلك من خلال مراجعة ومحاسبة النفس ومقابلة النقد وعدم الضيق بالملحوظات والعمل على تشجيع الأجيال الجديدة بالإضافة إلى معرفة حق الأجيال السابقة.
وأضاف حجازي: الثقافة لا تنشط ولا تنهض إلا من خلال وسائل وأدوات وأجهزة ومنابر، ولابد من مراجعة وضع المسرح الآن وما كان عليه من قبل، وأيضا السينما والنشر والأدب والشعر والرواية والنثر إلى آخره ومعرفة أسباب تراجع ومعالجة هذه الأسباب.
وأكمل حجازي: إننا في أشد الاحتياج إلى الثقافة في صراعنا مع الإرهاب ولكننا نردد هذا الشعار كما نردد الحديث عن تجديد الخطاب الديني، وفي نفس الوقت نترك العابثين بالخطاب الديني مثل السلفيين وغيرهم بكامل حريتهم حتى أنهم يؤسسون الأحزاب السياسية، ويستخدمون أجهزة الإعلام ويعملون بكل حرية، رغم أنهم خطر علينا لا يقل عن الإرهابيين، بينما لا يقوم الازهر الشريف بواجبة حتى الآن.
وطالب حجازي الدولة بأن تكون جادة في محاربة الإرهاب بوسائلها، مشيرا إلى أن لديها الكثير من الوسائل الناجعة التي لم تستخدمها بعد، قائلا: الحرب على الإرهاب ليس فقط حملا للسلاح فقط، وإنما مواجهة للفكر، فقبل أن يحمل الإرهابي سلاحه يجلس أمام من يلقنه ما يؤمن به ويجعله يحمل السلاح عن قناعة، ومن هنا يجب علينا ان نبدأ من النقطة التي يتم فيها تصنيع الإرهابيين، بدلا من أن نواجه الإرهابيين، فنحن الآن نواجهه ولكن ندفع الكثير من الأرواح التي تسقط من هؤلاء الشهداء الذين يسقطون في الساحة، فلا بد أن نقلل من خسائرنا وذلك بالمواجهة الفكرية للإرهاب، فلا يجب خلط الدين بالسياسة وكل شيء قائم على المواطنة وليس على الدين، فالدين في المسجد والكنيسة والقلب وليس في السياسة ولا أحد يستغل الدين لأنه في هذه الحالة يعتبر تجارة تؤدي إلى الوضع الذي ما نحن فيه الآن.
وأوضح حجازي، أن علاقة المثقف بالدولة سيئة للغاية منذ أكثر من ستة عقود مضت، فلا مكان له في الحياة العامة، وإنما يتم استغلاله وعندما يرفض أو ينتقد أو يعلن رأيه أو طالب بحريته يُلقى به داخل السجن أو النفي ويضطر إلى السكوت أو النفاق، مؤكدا أن الثقافة المصرية تعاني منذ 60 عاما السابقة على الأقل وهذا الوضع الذي تعانيه الآن يعود إلى خمسينات وستينات القرن الماضي، وكانت الثقافة لاتزال مزدهرة بوجود كبار المبدعين مثل طه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وعبدالوهاب، وأم كلثوم، ويوسف وهبي إلى آخره.
كما أشاد حجازي، بالعرض المسرحي المغربي "خريف" بأنه أفضل ما قدمه المغاربة في المسرح، فهم قدموا شيئا غير معروض، لأن المسرح هنا اشبه بالمسرح الشامل الذي يجمع بين التمثيل والرقص والحركة التي استخدمت على خشبة المسرح، بالإضافة إلى استخدام العامية والفصحى في الحوار وهذا عملا جيدا في المسرح عامة وفي المسرح العربي خاصة، فنحن لا نشاهد شيئا مثل هذا من قبل.