فى اندفاع غير محسوب، من قبل عدد من القوى السياسية، وفيما بدا وكأنه رد فعل، أهوج ومتسرع، على الحكم ببراءة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى، راحت تلك القوى ترمى بكل ثقلها فى «حضن» تنظيم الإخوان الإرهابى مرة أخرى، فى حالة أقرب ما تكون إلى الانتحار السياسى، منها إلى عمل احتجاجى عقلانى منظم يهدف إلى التعبير عن الغضب، أو السعى لمحاكمة سياسية لم تكن من ضمن مهمات القاضى الجليل، رئيس محكمة الجنايات التى حاكمت مبارك بتهمة القتل ووجدته غير مذنب.
هذا التصرف غير المسئول أوجب علينا أن نسرد جزءًا من تاريخ تلك الجماعة، كيف تعاملت مع القوى السياسية المختلفة منذ نشأتها وحتى الآن، مرورا بعصور: الملكية والثورة وعصرى السادات ومبارك، كيف تعاملت مع أحزاب الأغلبية ورجال الثورة وتفاهمات مرحلة الرئيس الراحل أنور السادات.
وذلك ليمضى من أراد فى طريقه عن بينة ويقف ليتأمل من أراد عن تبصر، نبراسنا فى كل ذلك حب جارف لهذا البلد الأمين، الذى لا تضعه النظرية الإخوانية الإرهابية العالمية فى بؤرة اهتمامها قط، اللهم إلا إذا كان يمثل نقطة انطلاق لتحقيق حلمها فى العودة إلى مقاعد السلطة مرة أخرى، لممارسة فنون الإقصاء والانتقام من الخصوم والقوى السياسية المختلفة.. والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.