الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أول موسوعة تؤرخ للاستحكامات الحربية والتراث العمراني لمدينة رشيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت مؤسسة الأمة للاستثمارات الثقافية أول موسوعة من نوعها تؤرخ للإستحكامات الحربية والتراث العمراني لمدينة رشيد التي انتصر أهلها على الحملة الانجليزية بقيادة فريزر عام 1807، بعد أن تم اكتشاف أعظم أثر أسهم في فك رموز الحضارة المصرية بها وهو حجر رشيد على يد علماء تابعين للحملة الفرنسية بقيادة الجنرال مينو 1798 الذي أشهر إسلامه وتزوج من احدى بنات المدينة.
والموسوعة التي تشمل جزءين من تأليف الدكتور محمود درويش أستاذ الآثار الإسلامية كلية الآداب جامعة المنيا، ويتعرض الجزء الأول لتاريخ الاستحكامات الحربية ويقع في (608) صفحات، بينما يتناول الجزء الثاني التراث العمراني ويقع في (534) صفحة.
واستطاع المؤلف من خلال الحفائر وضع المخططات والرسوم التوضيحية لعناصر القلعة بعد تحديد جميع معالمها المعمارية والفترات الزمنية التي مرت بها هذه المعالم كل على حده، تحديد أعمال التجديد طوال الفترة منذ القرن الثالث عشر حتى القرن التاسع عشر في عهد الظاهر بيبرس والسلطان قايتباي والسلطان الغوري والعصر العثماني وعصر محمد على، كذلك أمكن الوصول إلى أن هذه القلعة قد أنشئت على غرار فنار الإسكندرية الذي أنشئت عليه قلعتها.وأمكن تتبع أساسات القلعة وتوثيقها وتصويرها، ورسم مخطط كامل لها في كل فترة من الفترات التي مرت بها، وبذلك أمكن وضع حد للجدل الذي ثار حول هذه القلعة وتاريخها وتطور موقعها وعناصرها الحربية وهذا ما لم يحدث من قبل، كما تم وصف القلعة التي لم يسبق لأحد أن وصفها أو قام بدراستها دراسة مستفيضة كاملة.
كما أجريت الدراسة التاريخية الوافية لمدينة رشيد، والدراسة الوصفية الاستقرائية للاستحكامات الحربية استنادا إلى الحفائر والعناصر الثابتة المتبقية بالقلعة، والدراسة التحليلية لعناصر التخطيط المعماري والعناصر المعمارية والدراسة المقارنة مع الاستحكامات المعاصرة.
وكان المؤلف قد بدأ في عام 1989حفائر بأولى هذه القلاع وهي قلعة العبد، والتي أمكن من خلالها الكشف عن جميع أجزاء القلعة، وتشمل الواجهة الجنوبية والبرجين الواقعين على طرفيها والمدخل والحواصل والمزاغل المزودة بالمدافع، ومن ثم وضعنا عددا من الرسوم التخطيطية التي سيتم عرضها خلال الدراسة.
يتبع المؤلف المناهج العلمية في دراسة الآثار والتي تشمل المنهج الوصفي الاستقرائي والمنهج التحليلي والمنهج المقارن حيث تضمن الباب الأول دراسة تاريخية وحضارية تهدف إلى تتبع تاريخ المدينة، وتنقسم إلى فصلين تناول أولهما تاريخ رشيد قبل العصر المملوكي ويشمل فترة ما قبل الفتح الإسلامي، وبعد الفتح الإسلامي، والعصر العباسي والطولوني، والعصر الفاطمي، والعصر الأيوبي. وتناول الفصل الثاني مدينة رشيد في العصر المملوكي والعثماني والحملة الفرنسية والحملة الإنجليزية وعصر محمد علي. وقدركزت الدراسة التاريخية على الحملات التي تعرضت لها المدينة والتي كانت مدعاة لبناء الاستحكامات، وتعرضها لأهم غزوتين في تاريخها وهما الحملة الفرنسية عام (1798م) والحملة الإنجليزية عام (1807م).
أما المنهج التحليلي والمقارن فقد اتبعتهما الدراسة من خلال التخطيط المعماري للاستحكامات الحربية في العصور القديمة والاستحكامات الإسلامية منذ فجر الإسلام حتى نهاية العصر الأيوبي والاستحكامات الحربية الصليبية والمملوكية وفي العصر العثماني وعصر محمد علي، كما تناول دراسة تحليلية ومقارنة للعناصر المعمارية بالاستحكامات الحربية وتشمل الأسوار والمداخل والمزاغل والسقاطات والحواصل والبرج الداخلي وبرج المراقبة والمراحيض والحمامات والسلاسل التي تربط القلاع لتغلق المواني ومواد البناء.
وتضم الموسوعة كما هائلا من الوثائق الخاصة بتلك المدينة، تشتمل على كافة التصرفات الشرعية، وكافة القضايا التي تعكس نمط الحياة في تلك المدينة منذ بداية العصر العثماني وحتى الوقت الحاضر، وتشمل وثائق محكمة رشيد بأرشيف الشهر العقاري بمدينة دمنهور، وتقع في (355) سجلًا يحوي كل منها قرابة (2000) وثيقة.، ووثائق محكمة رشيد في القرن (19م) بأرشيف دار المحفوظات القومية.،ووثائق محكمة الإسكندرية بأرشيف الشهر العقاري بمدينة الإسكندرية، وتقع في (350) سجلًا، تحوي مئات الوثائق الخاصة بمدينة رشيد.،وحجج الوقف العثمانية المحفوظة بأرشيف وزارة الأوقاف بالقاهرة.،وحجج الوقف العثمانية بأرشيف دار الوثائق القومية بالقاهرة.،ووثائق محكمة الصالحية النجمية بأرشيف محكمة الشهر العقاري بالقاهرة.،وتعكس الوثائق الحياة الاجتماعية والاقتصادية وأشكال التخطيط العمراني المختلفة بمدينة رشيد من منتصف القرن (10هـ/16م) وحتى القرن (13هـ/19م).
شغل المؤلف العديد من المناصب الإدارية والعلمية بالمجلس الأعلى للآثار بمصر (1980:1977-1983-1995) والمؤسسة العامة للآثار بالعراق (1983:1980) وجامعة المنيا (1995: الآن)على النحو التالي: مفتش الآثار الإسلامية والقبطية بمنطقة رشيد، مفتش الآثار بالمؤسسة العامة للآثار بالعراق، عضو بعثة الترميم والحفائر بقصر الأخيضر ومدينة بابل الأثرية ومدينة سامراء ومشروع إنقاذ آثار سد حديثة والمتحف العراقي،ومدير آثار منطقة رشيد والبحيرة،ومدير متحف رشيد الوطني ومعهد الحرف الأثرية إلى جانب عمله، وشارك في الإشراف على ترميم قلعة قايتباي بالإسكندرية،ومدير المشروع القومي لترميم وتطوير آثار مدينة رشيد،وشارك في مشروع تطوير وإعداد العرض المتحفي لمتحف رشيد، وأنشأ معهد الحرف الأثرية الذي يتكون من قسمي الخشب والسجاد اليدوي،ورئيس بعثات الحفائر بقلعة قايتباي وقلعة العبد على ساحل البحر المتوسط وزاوية البواب بمنطقة أبو مندور،ومدير النشر العلمي لآثار الوجه البحري،والمشرف على ترميم آثار منطقة وسط الدلتا وعضو اللجنة الفنية لمشروع ترميم آثار فوة بمحافظة كفر الشيخ،وأنشأ إدارة مشروعات ترميم الآثار الإسلامية والقبطية بالوجه البحري وتولى إدارتها.
وعين بقسم الآثار بكلية الآداب جامعة المنيا (1995)،وأنشأ مركز البحوث والدراسات الأثرية،ونائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي، ووكيل كلية السياحة والفنادق ورئيس قسم الإرشاد السياحي، ورئيس مجلس قسم الآثار بكلية الآداب، ورئيس مجلس إدارة مركز البحوث والدراسات الأثريةبجامعة المنيا (2011-2016)، وله أكثر من ثمانية وستين بحثا في العمارة والفنون الإسلامية والقبطية والدراسات الوثائقية والمخطوطات
وتعد الموسوعة إضافة للمكتبة العربية. وسوف تضع رشيد وتاريخها وآثارها العريقة أمام القارئ بحسب تنوع آثارها الحربية التي تشمل القلاع والأسوار،والمدنية التي تشمل العمائر التجارية والصناعية ومنشآت الرعاية الاجتماعية والدور والمنازل، والعمائر الدينية التي تشمل المساجد والزوايا والأضرحة، وفنونها التي تشمل الرخام والخشب والبلاطات الخزفية.