الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

هنا سيناء.. النصر أو الشهادة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على أرضها ترجل الأنبياء، وبين جبالها ووديانها سكنت الحكمة منذ آلاف السنين‏، إنها سيناء التي مشى على أرضها أبو الأنبياء إبراهيم ليعلم البشرية كلها معنى الإيمان‏، ولامستها أقدام المسيح عيسى مع أمه البتول مريم لينشر بذور الحب والسلام، وفوق رمالها المقدسة مرت جيوش الصحابة، في زحفهم نحو أفريقيا حاملين مشاعل نور التوحيد.


إنها سيناء أرض البطولات والأمجاد والعزة والكرامة، بوابة مصر الشرقية التي تثبت دومًا أن المقاتل المصري خير أجناد الأرض، تتوالى على رمالها حكايات البطولة والفداء والتضحية.

وها هي قواتنا المسلحة تخوض من جديد معركة العزة والكرامة ضد من أرادوا بمصر وشعبها شرا، ضد القتلة الفجرة الذين يستبيحون الدم والأرض ويتاجرون بالدين، لكن هيهات أن يحدث ذلك فلشعب مصر جيش يحميه، ولأرض مصر أسود تدافع عنها، وأبدًا لن يستطيع أحد أن ينال منها.


«البوابة نيوز»، كان لها شرف معايشة أسود سيناء على الجبهة، لنروي لكل مصري يحب وطنه بطولات وتضحيات أبنائه، وماذا يفعل هؤلاء الأبطال من أجلنا ومن أجل مصر؟، وكيف يتحملون الصعاب والشدائد من أجل دحر الإرهاب ودك حصونه.

بطولات وقصص ترويها «البوابة نيوز» يوميًا لقرائها الأعزاء من على «الجبهة» من أرض الشرف والكرامة، ليعرف الجميع حجم التضحيات المبذولة على أرض سيناء، وليعرف الجميع أن سيناء هي أشرف ساحات النضال والتضحية وأن رجال القوات المسلحة يؤكدون أنهم ماضون بكل عزيمة وإصرار لاجتثاث جذور الإرهاب والتطرف، واستعادة البناء والاستقرار والتنمية فى كل ربوع مصر.


أسود مصر يحمون العرين

توضأت قبل أن أقصدها وأقسمت أن أحارب مع أبطالها بكل ما أوتيت من قوة، وأن أطهر وجهى برمالها التي سالت عليها دماء الشهداء وأن أنقل لكل مصري ما يصنع على أرضها من بطولات وأمجاد.

وقد يسأل سائل، وهل للخوف طريق في قلب من يذهب إلى سيناء؟ وهنا أجيب: أبدًا لن ولم يعرف الخوف طريق كل من يجعل قبلته أرض الفيروز، فثبات من عند الله ينزل على قبلك، وسكينة من عند الرحمن تحيط بك، فأنت ذاهب إلى الأرض المقدسة الطاهرة، أرض سطرت أعظم الحكايات عن بطولة الجندي المصري.

هنا سيناء، هنا الرجال عندما تحب أن تعرفهم، هنا الأبطال الذين تشرف بهم وتتمنى مرافقتهم فيما تبقى لك من عمر، هنا الأسود يحمون العرين، هنا سيناء لا صوت يعلو فوق صوت المعركة؛ بشائر النصر ترفرف فى السماء، فلول الإرهابيين يهرولون كالفئران أمام رجال الجيش والشرطة الذين أقسموا على تطهير الأرض وحماية العرض حتى لو كلفهم ذلك الغالي والنفيس.

مشاعر لا يمكن وصفها وأنت في طريقك لنيل شرف مصاحبة أسود سيناء المشاركين في العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨، لكنك حتما ستشعر بالفخر وأنت بين هؤلاء الأبطال.


في السادسة والنصف من صباح السبت الماضي تحركنا من إدارة الشئون المعنوية التي تبذل جهدًا خارقًا في العملية سيناء ٢٠١٨ متجهين إلى أرض الفيروز، وفى الثامنة والنصف وصلنا إلى أحد التمركزات العسكرية لنقضي فيها يومنا استعدادًا للسفر إلى سيناء.

نقطة الانطلاق كانت من مقر قيادة الجيش الثاني في الإسماعيلية في الخامسة و٢٤ دقيقة من صباح الأحد توجهنا إلى إحدى نقاط الارتكاز الأمني بمنطقة "الملييز" تمهيدًا للانتقال إلى مقر قيادة العمليات العسكرية في شمال سيناء.

حفاوة الاستقبال تفوق كل شيء، الروح المعنوية لدى الضباط والجنود تمنحك الثقة في أن مصر ستنتصر على الإرهاب رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين؛ الجميع يتسابقون من أجل توفير جميع سبل الراحة للوفد الإعلامي العسكري.

في السادسة و٣٣ دقيقة صباحًا عبرنا قناة السويس لنتذكر جميعا نصر أكتوبر العظيم؛ ولندعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر أبطال مصر في معركتهم ضد الإرهاب؛ ووصلنا إلى منطقة «المليز» في الثامنة و٤٥ دقيقة من صباح الأحد انتظارا لفوج التأمين الذى سيصحبنا في رحلتنا إلى أرض البطولات والأمجاد، وفى الواحدة والنصف من ظهر نفس اليوم وصل عدد من مدرعات التأمين مع دورية من أبطال القوات المسلحة إلى نقطة التمركز الأمني بمنطقة "المليز" وبدأت الرحلة إلى أرض الفيروز.

انطلقنا في طريقنا إلى سيناء خلف مدرعة قائد تأمين الطريق التي تؤمن الجميع ومعها سيارات التمشيط تقوم بمهامها من أجل مرور بقية المدرعات والسيارات بشكل آمن يضمن سلامة الجميع.

وخلال تلك الرحلة أكد أحد أبطال القوات المسلحة أن عملية تأمين الطريق وتمشيطه تتم بصورة يومية ومستمرة للكشف عن العبوات الناسفة التي تزرعها العناصر الإرهابية على الطريق بهدف استهداف القوات لافتا إلى أن ذلك يتم من خلال الأكمنة والدوريات الأمنية والانتشار المكثف لنقاط الارتكاز الأمني، مشيرًا إلى أن عملية التأمين جزء مهم جدًا من عمل القوات المسلحة خلال حربها ضد الإرهاب الذى أوشك على الانتهاء في سيناء.


ومن داخل كابينة المدرعة العسكرية حيث مكان جلوسي خلف قائد تأمين الطريق قام عنصر الاستطلاع المتواجد أعلى سطح المدرعة بإطلاق عدد من الرصاصات الحية التحذيرية أثناء مرور إحدى السيارات القادمة في المواجهة، وتوقفت السيارة على الفور عقب إطلاق الرصاص؛ وعندما سألت قائد التأمين عن سبب إطلاق النيران قال: نحن دائمًا في وضع الاستعداد القتالي ونشك في أي سيارة غريبة تسير على الطريق ولا بد من إطلاق رصاصات تحذيرية لإيقافها والكشف عن هوية من فيها، فإذا لم يستجب سائقها ويتوقف عند سماعه الطلقات التحذيرية يتم التعامل معها على الفور.

وبعد التأكد من هوية مستقلي السيارة انطلقنا مجددًا في طريقنا إلى سيناء، ولاحظت تمركز عدد كبير من الأكمنة والدوريات الأمنية بصورة منتظمة ومسافات ثابتة على طول الطريق، ومررنا على منطقة بغداد ونقطة تأمين «بئر لحفن» ثم مطار العريش وذلك بالتزامن مع عمليات التمشيط التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة المدنية، وذلك فى ظل وجود المدنيين الذين يمارسون حياتهم وأنشطتهم بشكل طبيعي.

وصلت المدرعات التي تقلنا إلى مقر قيادة العمليات العسكرية في انتظار تعليمات جديدة لبدء المهمة، وفى أول ليلة لـ«البوابة نيوز» في شمال سيناء خيم الهدوء على مدينة العريش، مع وجود دوى الطلقات التحذيرية من حين لآخر، وتمشيط القوات للشوارع وانتشار الارتكازات الأمنية في كل مكان لبث الطمأنينة في نفوس أهالي العريش الذين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي وسط دعاء مستمر للقوات المسلحة بأن ينصرها الله في معركتها ضد الإرهاب.


ويلاحظ كل من يمر في شوارع العريش وعلى الطريق المؤدى لشمال سيناء أن كل من يقابلنا يرفع شارات النصر، فبمجرد أن يرى مركبات القوات المسلحة يرفع شارة النصر، ويدعو لمصر وجيشها بالنصر، ويدعو الله سبحانه وتعالى أن يطهر سيناء من الإرهاب والإرهابيين.

وما أن تطأ قدماك أرض الفيروز، تستعيد على الفور ذكريات نصر أكتوبر المجيدة، فما يحدث هناك حرب ومعركة ضد الإرهاب تضاهى حرب ١٩٣٧، ونتذكر جميعا يوم السادس من أكتوبر، لحظة أن رفع الجندي المصري علم بلاده مع أول خيط من نور الحرية، إنها أروع أسطورة في التاريخ الحديث بدأت فصولها بتحطيم خط باريف المنيع الذى تصورت إسرائيل أنه لا يمكن أن يقهر، والحق يقال إن جيشنا يحارب على أرض سيناء من أجل تحقيق نصر جديد على الإرهاب وأذنابه وسينتصر في معركته كما انتصر في أكتوبر ١٩٧٣.