الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

النار والخروج من الجنة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا يا أسيادنا معلش ثقافتى على أدى ومش فاهمة وعايزه حد يفهمنى، وأكيد فى ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين اللى أصبحوا غير مسئولين على اللى بيتقال بين الناس ومش فاهمينه يفهمونا 
حد يفهمنا هل من الممكن الخروج من الجنة؟ ففى الدار الآخرة هناك الجنة والنار، وليس هناك اختيارات أخرى، وكما ذكر الله فى كتابه العزيز أن أصحاب النار خالدون فيها وبئس المصير، وهناك آيات كثيرة تدل على الخلود فى النار، وأيضا فى الجنة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، قوله تعالى فى سورة النساء: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا).
وأيضًا هناك من يعذب فى النار ويكفر عن خطاياه ثم يعفو عنه الله ليخرجه من النار إلى الجنة، وإلى هنا تبدو الأمور رائعة ومنطقية فى تسلسل تفسير بعض الآيات الخاصة بخروح البشر من النار إلى الجنة ولكن هناك آية وقفت عندها كثيرًا، حيث اختلف عليها العلماء فى تفسيرها، يقول الله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِى النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِى الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ).
حد يفهمنا هل من دخل الجنة يخرج منها إذا شاء الله؟ سؤال اختلف العلماء فى الإجابة عليه وفقًا فيما جاءت به الآية، وأيضًا حد يفهمنا أى أرض وأى سماء يتحدث عنها الله عز وجل فى الآخرة ففى قوله تعالى (يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ، كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ، وَعْدًا عَلَيْنَا، إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين صدق الله العظيم)، وهل ستكون الأرض هى الأرض والسماء هى السماء وهنأ الإجابة فى قوله تعالى (يوم تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ، وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) حد يفهمنا ألا توجد فى الجنة سماء وأرض على شيء نطيء عليه أقدامنا فهى أرض، وهناك سماء أيضا فوقنا! وتفسير ما دامت السموات والأرض والحلفان بها فيها بعض التفسيرات. 
فهذه كناية عن لغة العرب، وهى كناية عن الأبديّة، لو قلتُ لواحِدٍ منكم: أعطيك هذا المال كل شهر ما أشرقَتْ شمس، إذا ربطتُ هذا العطاء بِسُنّة كونيّة ثابتة فهذا العطاء دائم أبدى سرمدي، فكلمة ما دامت السماوات والأرض كناية عن الأبديّة، فقد فسر بعض العلماء معنى ذلك (إلا ما شاء ربك)، من الزيادة على قدر مدة دوام السماوات والأرض، قالوا: وذلك هو الخلود فيها أبدًا. 
حدثنا ابن حميد قال: حدثنا يعقوب، عن أبى مالك، يعنى ثعلبة، عن أبى سنان: (وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك)، قال: ومشيئته خلودهم فيها، ثم أتبعها فقال: (عطاء غير مجذوذ) أى عطاء من الله غير مقطوع عنهم. 
واختلف أهل العربية فى وجه الاستثناء فى هذا الموضع. فقال بعضهم فى ذلك معنيان: 
أحدهما: أن تجعله استثناء يستثنيه ولا يفعله، كقولك: «والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك»، وعزمك على ضربه. قال: فكذلك قال: (خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك)، ولا يشاؤه [وهو أعلم ]. 
والقول الآخر: أن العرب إذا استثنت شيئا كثيرا مع مثله، ومع ما هو أكثر منه، كان معنى «إلا» ومعنى «الواو» سواء. فمن كان قوله: (خالدين فيها ما دامت السموات والأرض) سوى ما شاء الله من زيادة الخلود، فيجعل «إلا» مكان «سوى» فيصلح، وكأنه قال: «خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، لأن الله لا خلف لوعده. وقد وصل الاستثناء بقوله: (عطاء غير مجذوذ)، فدل على أن الاستثناء لهم بقوله فى الخلود غير منقطع عنهم.
وقال آخر منهم بنحو هذا القول. وقالوا: جائز فيه وجه ثالث: وهو أن يكون استثنى من خلودهم فى الجنة احتباسهم عنها ما بين الموت والبعث، وهو البرزخ، إلى أن يصيروا إلى الجنة، ثم هو خلود الأبد. يقول: فلم يغيبوا عن الجنة إلا بقدر إقامتهم فى البرزخ. 
قال أبوجعفر: وأول الأقوال فى ذلك عندى بالصواب، القول الذى ذكرته عن الضحاك، وهو (وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك)، من قدر مكثهم فى النار، من لدن دخلوها إلى أن أدخلوا الجنة، وتكون الآية معناها الخصوص، لأن الأشهر من كلام العرب فى «إلا» توجيهها إلى معنى الاستثناء، وإخراج معنى ما بعدها مما قبلها، إلا أن يكون معها دلالة تدل على خلاف ذلك. فالخلود فى الجنة مرتبط بمشيئة الله.. فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا؟