الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

رغم الآلام.. "مستعمرة الجذام" تشهد أعظم قصة حب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«حبيبة أبوها وضى عينه، تمت ١٧ سنة، وعودها صرخ قال أنا الجمال، كتروا خطابها رايحين جايين، عوج أبوها طاقيته، وقال: بنتى لساها عود أخضر، ما لها جواز قبل الأوان، مشى الزمان يحبى يا دوب عدت شهور، والغصن دبل.. صابه المرض.. إيه الحكاية؟ البنية الصبية صابها المرض.. «جذام»! مرض عميان ملقاش إلا ست الحسن ويصيبها.. يكونش المرض ذاته وقع فى دباديبها.. هو كده لازم.. ما ينصابش غير أحلى زهرة وإلا ما يبقاش اسمه ابتلا.. ومن هنا بدأت حكاية «سعد الهنا»».

«سعد الهنا» ٥٦ سنة، من قرية «طماى الزهايرة» بمدينة السنبلاوين، تقول بفخر: «أنا من بلد كوكب الشرق أم كلثوم، ودا أول نصيب ليا من اسمى «سعد الهنا»»، وتستكمل: «أهل البلد كانوا تملى يقولوا إنى حلوة وعودى جميل وأبويا راجل محترم، وستات الناحية كانوا عاوزين يجوزونى لأولادهم، وقتها كان عمرى ١٧ سنة، تعبت، جسمى كله كان بينشر عليا وقالولى محسودة، خدنى أبويا للحكيم عرفنا إنى عندى «جذام»، واتحجزت فى «مستعمرة الجذام» مع ناس من كل حتة فى مصر، بقوا أهلى وناسي، وفى عز حزنى كنت بابتسم وأقول يا صبر أيوب، مرضت بعد ما كنت ماشية فى وشى زى الفل، واتغربت عن أهلى كنت بشوفهم فى الزيارات لكنه قدر الله».
وتبتسم: «بعد ما تعبت كان فى ناس من بلدنا بتطلبنى للجواز من أبويا، لكن قلت لا أنا مش هتجوز حد سليم وأنا عيانة، ويريد ربنا يرزقنى بشاب صعيدى أصيل فى المستعمرة، يحبنى ويهون عليا المرض والغربة، أبويا رفض إنى أتغرب للصعيد، لكن الحب كان أقوى من أبويا وعيلتي، واتجوزته واستأجرنا أوضة فى أبو زعبل، وربنا كرمنا واشترينا بيت، وخلفنا ٦ عيال زى الورد كلهم اتعلموا أحسن علام، واتجوزوا والحمد لله كلهم ربنا معافيهم».
وتختتم حديثها بابتسامة رضا قائلة: «ربنا ما بياخدش من العبد كل حاجة، وإن افتكره بمرض ولا نقص بيعوضه بحاجة تانية أحسن منها، المهم الصبر، وآدينى ربنا عوضنى بزوجى وأولادى وكفاية الرضا اللى فى قلبى على كل ابتلاء».