السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

نجمة "ذئاب الجبل": أنا مبسوطة بلقب "أم البنات".. ميرنا وليد: "اتيتمت بدري قوي.. والوحدة جعلت مني امرأة قوية"

الفنانة ميرنا وليد
الفنانة ميرنا وليد في حوارها للبوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرت بظروف أسرية فى غاية الصعوبة منذ طفولتها، لكنها رغم ذلك استطاعت الصمود ومواجهة تقلبات الحياة، حتى أصبحت ضمن نجمات الفن فى مصر والوطن العربى، نظرا لموهبتها وحضورها الكبير أمام الكاميرا وعلى شاشات السينما والتليفزيون.
هى النجمة «ميرنا وليد» التى تحدثت لـ«البوابة نيوز»، عن حياتها وما مرت به من صعوبات وتحديات منذ صغرها، وكان أشدها فاجعة هو موت والدها، الذى كان سببا فى انكسارها وحسرتها وطفولتها المفقودة منها ويتمها مبكرا. 
كما أظهرت فى حوارها جوانب من حياة تلك المرأة القوية وبناتها خاصة مع اقتراب عيد الأم، لتحكى عن الظروف الصعبة التى وضعها فيها القدر، وصارت امرأة قوية لا تعرف التراجع أو الاستسلام؛ فأبحرنا معها منذ طفولتها وحتى هذه اللحظة التى تعيشها، ومناطق أخرى مختلفة وأسرار تبوح بها لأول مرة، وكانت معها هذه المعايشة:


ميرنا التى لا يعرفها أحد
«ميرنا وليد» فنانة غنية عن التعريف، ولكن كإنسانة كثير منا لا نعرفها، والبعض يراها أيقونة مغلقة، فلذلك أبحرنا بداخلها عن ميرنا الإنسانة التى لا يعرفها أحد، فأجابت:
أعى أن كثيرين لا يعرفونى جيدا، فحياتى الخاصة فرضت عليها سياجا من الخصوصية، فأنا لبنانية الأصل من أب وأم لبنانيين، ولدى أخ واحد فقط، وفى الحقيقة لدى جذور مصرية، فأنا اسمى ميرنا وليد المصرى الشعرانى، وأساس لقب الشعرانى هو جدى نسبة إلى باب الشعرية؛ لأن جدى ذهب إلى لبنان واستقر بها وتزوج امرأة من هناك، وجئت إلى مصر وأنا لدى عشر سنوات، واستكملت تعليمى فيها وتربيت بها، وبدأت العمل فى مجال الفن مبكرا للغاية، وكنت فى الصف الأول الثانوى من خلال فيلم «الراعى والنساء».
ثم بعد أن انتهيت من المرحلة الثانوية، درست بمعهد السينما، وعندما أردت أن أحصل على الجنسية المصرية، قالو لى لا بد أن تأتى بخمس عشرة ورقة من جدك كى تحصلى على الجنسية، وأنا لم أشاهده فى الأساس فكان من المحال وقتذاك أن أحصل على الجنسية، وظللت على هذا فترة كبيرة دون أن أشعر أننى أحتاج إليها؛ لأن بمنتهى الصراحة مصر من البلاد التى لا تشعر الأجانب أنهم غرباء، لذلك عمرى ما شعرت أننى غريبة عن مصر قط.
ثم تزوجت وحصلت بعدها على الجنسية المصرية، وأصبحت أحمل الجنسيتين اللبنانية والمصرية.


إحساس اليتم.. قاتل
قاطعتها: أشعر من كلامك أنك لم تتحدثي عن طفولتك وكأنها كانت غير سعيدة، ولا تتمتعين بها مثل أى طفلة، فبادرت قائلة: هذا صحيح، فطفولتى بالفعل كانت غير سعيدة بالمرة ولم أشعر بها، وهذا جعلنى أكثر تأملا وعمقا.

فقطاعتها مرة أخرى: ماذا تقصدين تحديدا؟ فاستكملت:
لا أعتبر طفولتى كانت سعيدة إطلاقا؛ لأن بشكل عام كل الأطفال يقضون حياتهم لعبا وضحكا أكثر ودلعا مع أهلهم، وبالنسبه لى لم أدلل، وقد فقدت الدلع من أسرتى ولم أعش كطفلة، وبالمعنى الدارج «متدلعتش»؛ حيث والدى توفاه الله وكان عمرى أربع سنوات ونصف، فالشعور باليتم يجعل الأمور تختلف أكثر؛ فقد تيتمت مبكرا للغاية، وقبل أن آتى إلى مصر عشت فى مدرسة داخلية فى لبنان، فالظروف حكمت على بذلك، حيث بلدنا فى ذات الوقت كانت مليئة بالحروب، ووالدتى أرادت أن تسافر منها كى تنفق على شقيقاتى وتقوم بتربيتهن أفضل تربية، فحياتى كانت بها العديد من المطبات، خاصة التحاقى بمدرسة داخلية لأننى أعتبر أننى قضيت الجيش وأنا طفلة، بالإضافة إلى الظروف التى وضعت بها، ومواجهة أمى للحياة بعد موت والدي، وأهم شىء أننى حرمت من أبى مبكرا، وأيضا أمى وأخى حرمت من العيش معهم، وكتب على أن أعيش وحيدة فكل هذه التخبطات بجانب قسوة المدرسة الداخلية وصرامتها التى تربيت بها، جعلت منى امرأة أخرى ذات شخصية قوية.

سر مفاتيح الشخصية 
ميرنا وليد لديها عدة مفاتيح فى شخصيتها، وعن هذا تقول:
«أنا من مواليد برج العذراء ومحبة للحياة للغاية، فأنا إنسانة طبيعية وغير متكلفة، وأعشق البساطة فى عملى وفى حياتي، وأحب الذى يتعامل معى يكون صادقا إلى أقصى درجة ممكنة، فأنا أكره الكذب، فالذى يريد أن يأخذ عينى يكون صادقا ويحترم عقليتى؛ فأنا عاطفية جدًا، وأعشق الاهتمام والدلع، وفى الوقت ذاته عملية للغاية وأحب عملى بجنون، وأكره التكلف والتصنع والادعاءات الكاذبة؛ فالإنسان الصادق يكون مريحا للغاية وإذا ترك الشخص انطباعا خاطئا، لا أحاكمه، بل أعطى له ألف فرصة، ولكنه إذا استنفد فرصة، لا أتعامل معه ثانية، ولدىّ قناعة أنه ليس هناك شخص ولد شريرا أو مؤذيا أو أنانيا؛ لأن تلك الصفات السيئة ناتجة عن عدة عوامل خارجية أثرت فيه، لأننى دائما أفترض فى أى شخص حسن النية إلى أن يثبت العكس، ووقتها سوف أحدد الموقف الذى آخذه منه على حسب.

سمن على عسل
تتمتع الفنانة ميرنا وليد برصيد كبير لدى جمهورها ومحبيها، ولها قاعدة جماهيرية، ورغم ذلك فإنها مبتعدة كثيرا وهذا جعل الأقاويل والتكهنات تزداد عليها خلال الفترة الماضية، وكان آخرها أن زوجها سبب ابتعادها عن الفن، وأن بينها وبينه مشاكل كبيرة أدت إلى الانفصال.. وعن هذا قالت:
لا لا إطلاقا، هذا الكلام عار تماما من الصحة وغير صحيح إطلاقا، فعمرى ما كان بينى وبين زوجى مشاكل، فهو رجل ضابط طيار وإنسان متفاهم للغاية، والحمد لله أنا وهو سمن على العسل، وكل ما فى الأمر أننى حرمت من إحساس العيلة وأنا طفلة، وبالتالى أكثر شىء أحافظ عليه هو عائلتي، خاصة بعد إنجابى للبنات، وهذا جعلنى أبتعد عن عملى بالفن خلال الفترة الماضية، وبالنسبة للأقاويل والتكهنات فأنا قد اعتدت عليها، وأنا طفلة منذ أن بدأت عملى فى هذا المجال كان هناك أشخاص وصحف تزوجنى لرجالة ثم تطلقنى من رجال آخرين. 
وأتساءل مع نفسى أنا تزوجت أين؟ لدرجة فى النهاية جعلتنى أفرض على حياتى الخاصة سياجا من السرية التامة، ولم أشعر بالندم قط للابتعاد عن الفن مقابل أسرتى؛ فبنتىّ هما السند الحقيقى لى فى الدنيا، ومهما حصدت من نجاح فنى، فالشهرة والأضواء زائلان، لكن أسرتى هى النجاح وثروتى الحقيقية؛ فحب بنتىّ لى مغرقنى حنان وسعادة. 

أم البنات 
تزوجت الفنانة ميرنا وأنجبت مبكرا للغاية، وأصبحت أما لبنتين، فهذا دفعنا لسؤالها: هل الأمومة مبكرا غيرت حياتها، وهل هى أم دكتاتورة أم ديمقراطية، وهل يسعدها لقب أم البنات، ومن أقرب لها فى الشكل والطباع؟ 
فأجابت: كلمة تغيير هذه قليلة جدا جدا عن ما أشعر به، فهى لم تغير حياتى فقط، لكنها غيرت أحلامى ويومياتى، ولدى بنتان مريم ومايا، واحدة منهما عمرها ٨ سنوات والأخرى سبع سنوات ونصف، فأنا لست أما دكتاتورة إطلاقا؛ فأنا حنونة معهما إلى أقصى درجة، وحتى عندما تخطئ إحداهما لا أجد عقابى يضايقهما، وأيضا قبل أن أتزوج وأنجب كان لا يفرق معى عمرى وأيامى مطلقا، وعندما غنت أم كلثوم أغنية «ابتديت أحب عمرى»، بالفعل أنا أصبحت هكذا وأفهم كلمة السيدة العظيمة أم كلثوم هذه بعد إنجابى للبنات، وأحب عمرى بجد فهما لونتا حياتى فأصبح لها طعم أجمل. 
وأيضا أخاف على عمرى أكثر بعد وجودهما فى حياتى؛ لأن قبلهما كنت لا أعمل لعمرى حساب لأننى إنسانة مغامرة بطبعي.

قاطعتها: هل تتمنى ميرنا وليد إنجاب ولد؟ فأجابت: لم أضع هذا الأمر فى حساباتى مطلقا؛ فلقب «أم البنات» يسعدنى للغاية، وأقص لك حكاية، عندما أخبرونى أول مرة أننى حامل قمت بشراء فساتين وعلقتها فى الدولاب قبل أن أعرف هل الجنين بنتا أم ولدا، وزوجى آنذاك قال لى كنت خائف للغاية أن يكون الجنين ولدا، وكنت لا أعرف أن أقول لك ماذا أو كيف أخبرك؟ والحمدلله ربنا رزقنى بالذى أتمنى وليس بنتا واحدة بل اثنتان، وبالنسبة للشكل أرىه أن ليس أحدا منهما يشبهنى؛ فهما تشبهان والدهما أكثر، ولكن الاثنتين هما مثل روحى وطباعي.


عيد الأم والهدايا 
لدى ميرنا بنتان لم تكملا سن العشر سنوات، هذا ما دفعنا لسؤالها: هل ابنتاكِ تدركان فكرة الاحتفال بعيد الأم، وماذا عن الهدايا التى تحضرانها لكِ؟ 
فأجابت: بالطبع ابنتاى تدركان عيد الأم جيدا، وتبدآن فى مراسم الاحتفال بهذا اليوم قبلها بأسبوع، وهذا اليوم تحديدا له طابع خاص لديهما، ودائما تشتريان لى مع والدهما كثير من الهدايا، وأى هدية منهما حتى وإن كانت بسيطة، فأنا اعتبرها بالعالم كله، ولكن الهدية الوحيدة التى أنتظرها منهما على جمر من النار وبشغف كبير هى رسوماتهما والجوابات التى يكتبوناها لي، فابنتى الصغيرة كتبت لى أربعة جوابات، وهذه الأشياء تجعلنى فى سعادة غامرة، لا توصف وابنتى الصغيرة مايا سألتنى مؤخرا سؤالا غريبا للغاية: «مامى مش أنا قبل ما أكبر كان بينى وبينك حبل سرى ليه قصتيه؟ ومين قالك تعملى كده؟ أن عايزة أكون لازقة كتير؟ فلا تتخيلى ابنتى الصغيرة مرتبطة بى كيف؟ أما الكبرى فعندما أتحدث معها على التليفون رغم انتهاء المكالمة لا تستطيع أن تغلق الهاتف وتقول لى بالمعنى الدارج «مش هقدر أقفل التليفون يا مامى وأنتى على السكة، خليكى معايا متسبينيش»، فالحمدلله البنتين تجعلانى أعيش فى حالة سعادة لا أحد يعوضنى بها. 

قاطعتها: ماذا عن هدية ميرنا لوالدتها، وهل لها دور فى تربية بناتك؟ قالت: كل عام يختلف عن العام الذى قبله، فهذه السنة اشتريت لها مثل ما اشتريت لنفسى برفيوم وبنطلون جينز مشابه لبنطلونى تماما، وأحيانا والدتى تساعدنى فى تربية بناتى، وأنا بشكل عام مشرفة عليهما طوال الوقت ووقت انشغالى قليلا تكون هى لها الدور معى. 

هوايات البنات 
قلت أثناء حديثنا معك أن بنتيك تهويان الرسم والإبداع، فهل لديهما ميول للفن؟ 
فأجابت: بالفعل ابنتى الكبرى لديها ميول فنية إلى التمثيل والغناء والرقص وكل شىء خاص بالإبداع.
قاطعتها: هل تخافين على ابنتك من المجال أو تعترضين على دخولها هذا المجال؟
فأجابت دون تردد: لم أمنع أى أحد من ابنتّى من ممارسة أى مجال يختارانه، فهما حرتان فيما تحبانه، أنا مطمئنة عليهما ما دام ربنا يديم على الصحة والقوة فى ضهرهما، ودائما أقول لبنتىّ: لا تخافان من أى شىء، ولا تبكيان ما دام مامى عايشة وهى موهوبة، ولا أمانع أبدًا إذا أرادت ابنتى الكبرى دخول مجال الفن، بل سأدعمها.

الأم والأب 
أشعر من بداية حديثك أنك حاملة للمسئولية على عاتقك طوال الوقت والظروف تفرض عليك أنت تكونى أما وأبا لهما فى آن واحد، وليس لوالدهما الدور الأكبر مثلك؟
فأجابت: والدهما بحكم ظروف عمله، فهو طيار ولا يراهما كثيرا، والظروف التى تفرض عليه ذلك، ولكن للحقيقة هو حنون معهما إلى أقصى درجة ممكنة، وطوال الوقت لا يقسو عليهما قط، وأنا اللى باشد عليهما.


لحظات صعبة 
مرت الفنانة ميرنا وليد بالعديد من المراحل فى حياتها خاصة بعد التخبطات التى عاشتها وهى صغيرة، وهذا ما دفعنا لسؤالها عن أصعب لحظات ميرنا وليد، وأيضا هل هناك لحظات صعبة مرت بها مع بناتها؟ فأجابت: لا أستطيع القول إن هناك لحظات صعبة مع بناتى أكثر من لحظة التصاقهما بى غير الطبيعى للغاية، وعلى قدر ما يسعدنى ذلك إلا أنه يرعبنى للغاية ويقلقنى عليهما أكثر لأن عمرى ليس بإيدي.
قاطعتها: هل ميرنا تخاف من الموت؟ فقالت: طوال عمرى لم أخف من الموت؛ لأننى مغامرة، ولكن بعد إنجابى للبنات أصبحت أخاف من الموت للغاية، وطوال الوقت أدعى يا رب يديم علىّ الصحة كى أصل بهما إلى بر الأمان، وأيضا من أصعب لحظات حياتى فى طفولتى وفاة والدي؛ لأنه مات أمام عينى وحدث لى شعور غريب لحظة موته على الفراش أمام عينى، كان عقلى لا يصدق أنه والدى إطلاقا الذى مات، لدرجة قلت لأخى: يلا نقوم نلعب آنذاك، فرد على قائلا: «أنت هتقومى تلعبى وأبوكى ميت»، وهذه الحالة انتابتنى من درجة حبى لوالدى، فكان عقلى الباطن لا يصدق. 

غدر وخيانة
قاطعتها.. ميرنا وليد: هل تعرّضت للطعن والخيانة من مقربين لها، أو من أسرتها؟ 
فردت بصراحتها: يااااااه كثيرا، وكثيرا وتعرضت للطعن من أقرب الناس لي، فالدنيا أصبحت ليست بيضاء كما نتصور، ومن كثرة الغدر والطعنات التى حدثت لى أصبحت أستقبل الضربات بفتور وبالمعنى الدارج «جتتى نحست من الذى شاهدته» فأنا أتعامل مع الناس بتركيبتى الخاصة ولكن ما يصدر منهم.

أنا مش مشهورة 
بعد ابتعادها طوال الفترة الماضية عن الفن.. سألناها: ماذا عن ميرنا بعيدا عن عملها الفنى خاصة منزلها؟ 
فقالت: أنا إنسانة طبيعية للغاية وأعيش حياتى ببساطة مطلقة، وليس لدى مشكلة؛ فأنا أمكث فى البيت طوال اليوم دون أن أخرج، وأعشق الجلوس مع العائلة، أرتدى داخل منزلى أبسط الأشياء، مثل البيجامة، وأكون دون مكياج نهائيًا، وعندما أخرج مع عائلتى أنسى نهائيًا أنى مشهورة، وأشعر بسعادة غامرة لا توصف، وأقوم بعمل شوبينج، وأشترى احتياجات منزلى بنفسى، وأخرج مع بناتى وأصدقائى وأتعامل مع الجميع بطريقة طبيعية للغاية، لأنى أشعر أننى إذا وضعت نفسى فى قالب الفنانة المشهورة، فلن أستطيع العيش وسأموت كمدا، وفى الغالب يومى يسير حسب ترتيبى له، إما مع بناتى أو مناسبات اجتماعية أو مع أصدقائى وأسرتى.. فى الوقت الحالى بقوم بقراءة أعمال أعود بها للفن.
«حب بناتى معوضنى عن الكل.. وعاوزة أموت وأنا مطمنة عليهم»