بعد مرور عام كامل على رحيل المفكر الكبير السيد يس، أكد عدد من المثقفين والسياسيين أن الساحة الثقافية والسياسية المصرية خسرت عالمًا جليلًا من أكبر علماء الاجتماع السياسي في مصر في الآونة الأخيرة، حيث أكد الكاتب إبراهيم عبد المجيد، إن الساحة الإبداعية فقدت قيمة كبيرة من القامات الثقافية في مصر، لافتًا إلى السيد ياسين واحدًا من أهم علماء الاجتماع، وعلم من أعلام المجتمع المصري.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن السيد ياسين من أوائل الشخصيات التي اطلعت على أعماله، منذ وقت مبكر، وأنهم دائما ما كانوا يلتقون ويتناقشون حول أعماله، مشيرًا إلى أن ياسين كان قارئ كبير للآداب وكافة الفنون، وكان على اتصال بالأدب الجديد والآراء الشبابية والحديثة، مؤكدًا أنه على الرغم من كبر سنه إلا أنه كان متابع لكافة الأجيال والتطورات التكنولوجية.
فيما أكد الناقد الأدبي حسين حمودة، أن كتابات ومؤلفات ومقالات السيد ياسين المتناثرة والمتفرقة تستحق أن تجمع في سلسلة أعمال كاملة، كما يستحق المشروع الذي قدمه لوزارة الثقافة حول استراتيجية الثقافة المصرية قبل نحو عامين المناقشة والاهتمام.
وأضاف حمودة أن السيد ياسين في تجربته الكبيرة، قدم إسهامات مهمة على مستوى الدراسات الاجتماعية والسياسية، واستطاع خلالها أن يواكب ويتابع الكثير من التغيرات في المجتمعات العربية خلال فترة طويلة، بالإضافة إلى أنه كان مغامرًا ومستكشفًا، في بعض دراساته التي ربطت بين الأدب والمجتمع.
وفي سياق متصل أكد الناقد ربيع مفتاح، عضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، أن فكر السيد ياسين الليبرالي كان يشجع اقتصاد السوق الحر، ويدعو إلى تداول السلطة من خلال أسلوب ديموقراطي في الحكم، موضحًا أنه كان من الطبيعي أن يصطدم بالأيديولوجيات الثابتة، وخاصة الإسلام السياسي لأنه كان يرى في جماعات الإسلامي محاولة للارتداد إلى الماضي في حين أن حقائق العصر ومعطياته يناسبها الاتجاه الليبرالي الذي تبناه المفكر الراحل.
وأضاف، أن وأوضح أنه منذ أقل من عامين قام المجلس الأعلى للثقافة بتكليف المفكر الراحل السيد ياسين وأعضاء اللجان المشكلة والمكونة للمجلس بتجهيز مشروع ثقافي يكون جديدًا وملبيًا لاحتياجات الوطن والمواطن، مشيرًا إلى أنه بصفته عضوا في لجنة القصة بالمجلس، حصل على صورة من المشروع الذي أعده الراحل، وقاموا بمناقشته وكان هناك قواسم مشتركة ومرتكزات مشتركة بينهم وبين المشروع الذي أعده الراحل.
