الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

مرصد الأزهر: المسلمون يعانون من غياب أبسط قواعد الإنسانية في الغرب

الأزهر- أرشيفية
الأزهر- أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشر مرصد الأزهر، تقريرًا، صباح اليوم الإثنين، على خلفية مقتل "مريم"، الطالبة المصرية، بلندن، موضحًا أن ما يعاني منه المسلمون في بعض المجتمعات الغربية من عنصرية بغيضة تنبئ عن غياب أبسط قواعد الأخوة الإنسانية التي تقضي بأن البشر كلهم متساوون في الخلقة وأنهم كلهم أبناء أبٍ واحدٍ وأمٍ واحدةٍ، وأن الله- سبحانه وتعالى- قد كرمهم جميعًا بغض النظر عن اختلاف أجناسهم وأعراقهم ودياناتهم، مستطردً من المفترض أن يكون هذا العصر الذى وصل فيه الإنسان لأعلى درجات التقدم المادي في كل مناحي الحياة المختلفة أن يكون أزهى عصور البشرية حضارًة وتقدمًا وثقافًة ورقيًا أخلاقيًا وحفاظًا على حقوق الإنسان.

ولفت التقرير، الذي حمل عنوان "مسلمو بريطانيا بين مطرقة جرائم الكراهية وسندان العدالة الغائبة"، إلى أن المملكة المتحدة تعاني ارتفاع معدلات الكراهية ضد المسلمين على نحو ملحوظ، ففي تقرير لها نشرته عام 2016، أوضحت جمعية Tell Mama البريطانية أن جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا قد ارتفعت في العام ذاته من 146 إلى 437، مؤكدة في الوقت ذاته أن المسلمة المحجبة هي الأكثر عرضة لجرائم الكراهية بصورة شبه يومية، حيث تمثل المرأة 61% من إجمالي ضحايا الكراهية، وهو وما أكده التقرير الذي نشره موقع Evening Standard (27/2/2018) من ارتفاع معدل جرائم الكراهية والإسلاموفوبيا في العاصمة الإنجليزية لندن بنسبة 40% في العام الماضي، ‏حيث شهدت لندن 1678 جريمة كراهية ضد المسلمين خلال العام الماضي 2017، مقارنة بــ1205 جريمة خلال عام ‏‏2016، محذرة في الوقت ذاته من أن هذه الإحصائية الصادرة عن مكتب عمدة العاصمة لا تظهر جميع جرائم الكراهية التي يتم رصدها، وقد تجلت هذه الكراهية بوضوح في حادثة اغتيال الطالبة المصرية "مريم مصطفى" قبل أيام قلائل.

‏وتابع: "الطالبة التي تدرس الهندسة في جامعة نوتينجهام قد تعرضت للضرب المبرح على أيدي جماعة من النساء لم يبرحن يضربنها حتى أفقدنها الوعي وأدخلنها في غيبوبة ماتت على إثرها مخلفة ورائها أسئلة كثيرة حول مستقبل المسلمين في هذا البلد! وهل ستسمر جرائم الكراهية ضدهم في ظل صمتٍ مطبقٍ من الحكومة البريطانية والأجهزة المعنية حول مرتكبي الحادثة؟ وهل ستستمر بعض الحكومات الغربية في تبني سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع المسلمين، ولا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الفتاة المصرية لم تتلق العلاج على الوجه الذي ينبغي، إذ سمحت المستشفى التي كانت تتلقى العلاج فيها لها بالخروج بالرغم من أن النزيف الدماغي الداخلي الذي تعرضت له على إثر الهجوم الوحشي عليها لم يكن قد توقف بعد! وهنا نتسائل عن الذنب أو الجرم أو الإساءة التي ارتكبتها هذه الفتاة المصرية في حق هؤلاء الذين أزهقوا روحها؟ بل ما هو السوء الذي ارتكبه المسلمون في هذا البلد أو غيره في حق شعوبها وأبنائها؟".

وشدد مرصد الأزهر أن المسلمين لم يكونوا ليخرقوا قواعد دينهم الذي أوجب عليهم معاملة البشر جميعا بالحسنى وأن يتعايشوا في سلام ووئام مع غيرهم، مؤكدين في الوقت ذاته أن كل هذه الاعتداءات التي يلقاها المسلمون في هذه البلدان غير مبررة وأنها تخرق أحكام الديانات السماوية التي حثت البشر جميعا على التعامل بالرحمة والود والرأفة، كما أنها تقض قواعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي يقضي بالمساوة بين البشر جميعا وبأحقية الإنسان في العيش بكرامة في المكان الذي يختار.