تشهد مصر خلال الفترة القادمة نشاط وانتعاش بالمجالات السياحية، وذلك عقب الركود السياحي الذي كان يخيم على حركة السياحة بعد ثورة 25 يناير 2011 وانتشار الفوضى والعنف، إلا أن مصر بدأت تسترجع قواها السياحية من جديد وفقا للتقارير الرسمية الخارجية والداخلية، وذلك من خلال تنظيم المؤتمرات والرحلات.
وأكد محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة، أن نسبة خسائر السياحة بلغت منذ سقوط الطائرة الروسية، 4 مليارات جنيه، الأمر الذى أدى لتضرر أكثر من 20 ألف عامل، مضيفا: "رغم ما حدث إلا أننا نستعيد عافيتنا من جديد ونعمل في صمت على تنشيط السياحة وجلب السائحين من الخارج"، متوقعا تزايد أعداد السياحة بنهاية العام، وخاصة من دول غرب أوربا مثل ألمانيا والدول الإسكندنافية.
وأشار فودة إلى أن هناك إقبال من قبل السياح الأوكرانيين، حيث توضح المؤشرات ارتفاع نسبة السياحية الأوكرانية بنحو 30% أي ما يقرب من 12 ألف سائح، بالإضافة إلى وجود حركة سياحية بين شرم الشيخ وإيطاليا والفاتيكان.
ومن جانبها أوضحت وزيرة السياحة رانيا المشاط أن نتائج القطاع خلال عام 2017 "مرضية"، فالسوق الألمانية صدرت لمصر 1.25 مليون سائح العام الماضي، وكان هناك تنوع مع قدوم سياح جدد من دول مختلفة وهو ما تسعى الوزارة إلى تحسينه خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن الأمر الأهم هو إعادة المصداقية مع الكثير من شركاء مصر في المجال السياحي، ومن أكثر الموضوعات التي جرى إثارتها خلال مشاركتها، المستحقات المتأخرة لمنظمي الرحلات وشركات الطيران.
ووفقا لما جاء بتقرير نشره موقع "Expatica"، فإن الهدوء النسبي الذي تشهد السوق المصري في الوقت الحالي جعل السائحين يتركون مخاوفهم ويعيدون اكتشاف تلك الوجهات السياحية التقليدية، حيث يمكنهم التمتع بالأجواء المشمسة والشواطئ إلى جانب أنخفاض أسعار الخدمات بها.
وبحسب ما جاء بموقع Hospitality Net فإن شركات إدارة الفنادق الكبرى تعود مجددًا إلى مصر وتعمل على تثبيت أقدامها في البلاد مع عودة السائحين تدريجيًا، ولا توجد طفرة فندقية مُقبلة أكثر وضوحًا مما هو عليه الحال في مصر، وهناك 52 فندقا في مصر قيد الإنشاء ما يضيف 19466 غرفة فندقية بمجرد اكتمالها بحلول عام 2021، بجانب أن مصر كانت قد فازت بتنظيم المؤتمر السنوي لأتحاد غرف السياحة البولندية جاء فوز مصر بعد منافسة قوية من مجموعة من الدول الأخرى.
وقال الخبير السياحي هشام مصطفى، إنه يجب الاهتمام بالجوانب التسويقية وتسليط الضوء على المعالم السياحية حتى تنال مكانتها العالمية، وجذب المزيد من السياح حول العالم.
وأضاف مصطفى لـ"البوابة نيوز"، أن محافظة الأقصر إحدى عواصم الحضارات القديمة، ويجب الاهتمام بها وتنظيم الحفلات للترويج السياحي، بجانب تشجيع الشباب والتعريف بالمحميات الطبيعية المختلفة في مصر وتنميتها وتوسيع أنشطتها من حيث الكائنات الحية بها من نباتات وحيوانات، والتي يبلغ عددها حوالي 30 محمية، مؤكدا أهمية السياحة العلاجية لانتعاش الاقتصاد وتوفير العملات الأجنبية.
ولفت أحمد عاصم الخبير التنموي إلى أن تنشيط السياحة الداخلية سيحدث عن طريق تخفيض تذاكر الطيران الداخلي للمصريين أولًا، وابتكار وسائل لجذب لسياحة الخارجية كالرحلات الاستكشافية والحفلات، وإعداد البرامج لزيارة المناطق الأثرية بالتنسيق مع وزارة الثقافة لتشجيع المواطنين على زيارة أثارهم بالداخل.
وأكد عاصم أهمية التأمين المناسب على المنشآت السياحية الداخلية، وتأكيد ذلك من خلال وسائل الإعلام مما يشجع السائحين الأجانب على السفر إلى مصر ويرفع من معدل السياحة مرة أخرى.
