حضر كثيرا من الثورات وعاش الأوضاع المصرية المُختلفة، فتغلغل في دمائه الفكر الثوري والغليان الفكري ورفض كل ما هو خطأ سياسيا ومُجتمعيا، وُلد في 30 من أكتوبر لعام 1933، فتفتحت عينه على ثورات ضد الاستعمار الأجنبي وبعض الأوضاع السياسية غير المُستقرة التي أثرت بشكل كبير على تكوينه الفكري، هو الكاتب والمُفكر السيد ياسين الذي تحل اليوم الذكرى الأولى على رحيله في 19 مارس للعام الماضي 2017.
التحق ياسين بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية حتى تخرج فيها وهو في مُقتبل العشرينات من عمره، ثم واصل دراسته بالتحاقه بالدراسات العليا، حيث حصل على درجة الماجستير في علم الاجتماع والعلوم السياسية من جامعة القاهرة.
سافر ياسين إلى فرنسا، لمزيد من التمعن في دراسة القانون والعلوم الاجتماعية، ولكنه وسع من مداركه بدراسة علم الاجتماع الأدبي وعلم الاجتماع السياسي، حتى عاد إلى مصر من جديد ليعمل في مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية بالأهرام في 1968، ثم شغل منصب مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في مؤسسة الأهرام لمدة تسعة عشر عاما بداية من عام 1975 وهو في الثانية والأربعين من عمره.
ألف ياسين مجموعة من المؤلفات السياسية والاجتماعية منها أسس البحث الاجتماعي، التحليل الاجتماعي للأدب، الصهيونية أيديولوجية عنصرية، تحليل مفهوم الفكر القومي، تحولات الأمم والمُستقبل العالمي، الشعب على منصة التاريخ، صعود وسقوط حركات الإسلام السياسي، آفاق المعرفة في عصر العولمة، مصر بين الأزمة والنهضة بالإضافة إلى مجموعة من المؤلفات الأخرى.
حصل الكاتب ياسين على مجموعة من الجوائز الأدبية منها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الإجتماعية، وسام العلوم والفنون والآداب، جائزة أفضل كتاب في مجال الفكر، وذلك عن كتاب الوعي التاريخي والثورة الكويتية، وسام الاستحقاق الأردني من الدرجة الأولى وذلك بالإضافة إلى مجموعة من الجوائز الأخرى.
فارق الكاتب والفيلسوف السيد ياسين الحياة في مثل هذا اليوم 19 مارس 2017، وذلك بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 84 عام.
