الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

«الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس»: التطرف موجود منذ القدم

الدكتور حنا عيسى
الدكتور حنا عيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صرح الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، "بأن التطرف ظاهرة عامة وإنسانية موجودة منذ القدم، وهي ترتبط دائمًا بالتعصب الأعمى والإنغلاق الفكري وعدم قبول الرأي الآخر، وتمثل نوعًا من الوعي المزيف وحالة من الهروب إلى الأمام بالإستناد إلى نظرة غير واقعية، وهي تؤدي إلى سلسلة لا متناهية من العنف المضاد الذي يؤدي في النهاية إلى صراعات مدمرة داخل المجتمع.
وأضاف فى تصريحات صحفية، اليوم الأحد: أن "مواجهة ظاهرة التطرف يتطلب وضع استراتيجية طويلة المدى ترتكز على ضرورة نشر الثقافة وتشجيع النقاش والحوار، بحيث يعتبر الحوار حاجة ملحة لا رفاهية فكرية". منوها، "أن مستوى التطرف وتعبيراته تعتمد على العلاقة بمجموعة من العوامل أهمها مدى تخلف المجتمع أو تقدمه، ومدى إنتشار المعرفة والعلاقة بين التحدي والمعني بالتحدي لذلك كانت مظاهر التطرف تنتشر في ظل أوضاع التخلف والجهل والأزمات، وتقترن عادة بالتعصب والتزمت وتختلط فيها ثقافة الأساطير بالأحكام القطعية وبالعدائية".
وتابع عيسى: "تعيش الأمة العربية اليوم أسوأ أيامها بسب الاضطرابات والعنف الذي تعيش فيه المنطقة وحالة الانسداد المعرفي، إذ لا يوجد بلد عربي لم تمسه حالة العنف الفكري الذي تمارسه تنظيمات الهوس الديني، وقد سادت حالة من الفوضى والحروب عدد من الدول العربية مما يهدد كيان المجتمعات العربية والاسلامية بمستقبل غامض وحاضر سماته العنف والقتل".
ولفت إلى أن "التطرف، تعبير يستعمل لوصف أفكار أو أعمال ينظر إليها من قبل مطلقي هذا التعبير بأنها غير مبررة، من ناحية الأفكار، يستعمل هذا التعبير لوصم الأيديولوجية السياسية التي تعتبر بعيدة عن التوجه السياسي للمجتمع، من ناحية الأعمال، يستعمل هذا التعبير في أغلب الأحيان لوصم المنهجيات العنيفة المستعملة في محاولة تغير سياسية أو اجتماعية، وقد يعني التعبير استعمال وسائل غير مقبولة من المجتمع مثل التخريب أو العنف للترويج لجدول أعمال معين".
واستطرد الدكتور حنا عيسى،"يأتي القرن العشرون بمثالين غاية في السوء هما فاشية موسوليني في ايطاليا ونازية هتلر في المانيا حيث فرضت عقيدة العرق الأفضل بالعنف والتقتيل ولا ننسى تطرف جوزيف ستالين في تطبيقه القاسي للإشتراكية في الاتحاد السوفيتي، وكما أن بروز حركات سلفية تكفيرية متطرفة كالحركة الوهابية والاخوان المسلمين في العصر الحديث تعتبر مثالا حيا للتطرف الفكري وفرض العقائد، وهذا يثبت أن التطرف موجود في كل المجتمعات على اختلاف أديانها تقريبا إلا ان الإعلام الغربي ونتيجة لضعف الإعلام في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية يركز الضوء أكثر على التطرف لدى المسلمين، وهناك الكثير من أشكال التطرف كالتطرف السياسي والاجتماعي والثقافي إلا ان التطرف الديني أو المذهبي أو العرقي يعتبر الأخطر على المجتمعات".