الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصر والإمارات.. علاقات تاريخية وطيدة والعلاقات السياسية الوثيقة تدفع الدولتين للعمل سويا على تعزيز الاستثمار والتبادل التجاري

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يشهد التاريخ على متانة وعمق العلاقات "المصرية- الإمارتية"، ولم تكن مجرد علاقات هشة، رغم الظروف التي مرت بها مصر والتقلبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، فإن علاقات الإمارات بمصر لم تتغير طوال العقود الماضية، ولكنها ضعفت في عهد المعزول محمد مرسي، التي كانت بمثابة سحابة صيف عابرة، فلم تلبث أن اختفت لتعود العلاقات أقوى مما كانت عليه سابقًا.
وكانت الإمارات من أولى الدول التي دعمت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، كما شهدت البلاد السنوات الماضية تنسيقًا وثيقًا، وخاصة حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية وغيرها، وتعددت زيارات قيادتي البلدين ومسئوليها على كافة المستويات للتنسيق اتجاه المواقف الهامة، وهو ما يعد نجاحا لم يعهد له من قبل في العديد من الملفات التى تحظى باهتمام الجانبين، واتفقت مصر والامارات على حدوث طفرة اقتصادية تقوي روابط الدولتين، وذلك في استثمار العلاقات السياسية المتميزة بهدف الارتقاء في المجالات الثقافية والعلمية والتجارية والصناعية والاستثمارية المشتركة بين الجانبين، فضلا عن مجالات الموارد المائية والنقل والكهرباء والطاقة المتجددة.
ولم تنته العلاقات عند هذا الحد، حيث تعقد اليوم الأحد، مباحثات "مصرية – إماراتية"؛ لبحث تعزيز العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتطويرها في ضوء ما يربط البلدين الصديقين من تعاون بناء في كل المجالات التي تخدم الطرفين وتحقق مصالحهما، وبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر تطورات الأوضاع على الساحة العربية والدولية.
وتأتي المباحثات في إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية، وما يربط بين الدولتين من علاقات تعاون متشعبة على كل الأصعدة.
ويعكس تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين خلال الفترة الماضية، وحرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة، التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي، والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها، وذلك يعد نموذجا يحتذى به العلاقات " المصرية – الإمارتية".
وجاءت اجتماعات أمس بالتفاعل الإيجابى من الأشقاء الإماراتيين على مستوى الخبراء من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة حول أطر التعاون المطلوب تعزيزها على الصعيد الاقتصادي، وهو الأمر الذى يزيد من سقف التطلعات لتحقيق مزيد من التعاون في الفترة القادمة من خلال التواصل المستمر بين حكومتي البلدين ورجال الأعمال لتوثيق الروابط الاقتصادية بما يؤدى لتعظيم المنفعة المشتركة.
وقد حرص الجانبان خلال الفترة الماضية على التقارب في جميع الأصعدة، فضلا عما وفرته الإمارات من مساعدات في توفير فرصة عمل ما بين مؤقتة ودائمة، وهناك مشاريع إماراتية أخرى على جميع الأصعدة، منها ما تم إنجازه، وأخرى يتواصل العمل فيها، وذلك للتوافق الفكري، وقد استعانت الإمارات بمصر في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي، من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات.
وامتد التنسيق ليصل إلى حد التكامل والتطابق في المواقف، فالإمارات تؤكد دعمها المطلق لأمن مصر، ووقوفها إلى جانبها في مكافحة التنظيمات الإرهابية وإطار أخر يتبنى الطرفان مواقف متشابهة من أزمات سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين.
كما تؤكد مصر والإمارات دوما على مواجهة التدخل الخارجي من دول إقليمية تحاول استغلال الأوضاع غير المستقرة في بعض البلدان العربية لفرض أجنداتها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسئولين فيهما.