الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"المكابيين".. آخر نصوص التوراة.. و"طوبيا" يتكون من 14 إصحاحًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قسم اليهود أسفار العهد القديم إلى أربعة أقسام، وهى التوراة أو الناموس، وهى أسفار موسى الخمسة، والأنبياء، وتنقسم إلى قسمين: الأنبياء المتقدمون وهى أسفار يشوع، والقضاة، وسفرا صموئيل وسفرا الملوك، ثم الأنبياء المتأخرون وهم أشعياء وإرميا وحزقيال، والأنبياء الاثنا عشر الصغار.
والقسم الثالث هو الكتب، وتضم المزامير والأمثال وأيوب والنشيد والجامعة وراعوث والمراثى وأستير، ودانيال، ثم عزرا ونحميا وسفرا الأخبار، ثم عاد اليهود وأضافوا سفر راعوث إلى القضاة، ومراثى إرميا إلى سفر إرميا، فصار عدد الأسفار القانونية ٢٢ سفرًا فقط، بعدد حروف الأبجدية العبرية.
الأسفار القانونية الثانية والتى تضم طوبيا، يهوديت، يشوع بن سيراخ، باروخ، سفر الحكمة، المكابيين الأول والمكابيين الثاني، بالإضافة إلى تتمة أستير وتتمة دانيال.
فيوجد فى نسخ الترجمة السبعينية أسفار لم تجمع ضمن أسفار العهد القديم العبرية، وهذه الأسفار تعرف بـ«الابوكريفا»، وهناك أسفار تؤمن بها الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية، ولكن يرفضها البروتستانت تُعْرَف باسم الأسفار القانونية الثانية.
وقد بدأت هذه الترجمة إلى اليونانية بأمر من بطليموس فيلادلفوس الذى كان يحب الكتب، والذى حكم فى مصر من سنة ٢٨٥ ق.م، وقد عمل على حفظ كتابات العهد القديم ترجمتها إلى اليونانية بالترجمة المعروفة «السبعينية» والتى بدأت حوالى ٢٥٠ وأكملت حوالى ١٥٠ ق.م. 
يشوع بن سيراخ
يعبر سفر يشوع بن سيراخ أهم الأسفار القانونية المحذوفة، وأكثرها قراءة فى الكنيسة، فهو أحد حكماء اليهود ممن درسوا التوراة واختبروا الحكمة فكتب فيها، وقد قيل عنه إنه يشوع بن سيراخ بن سمعون، وقد كان كاتبًا مشهورًا مات أثناء السبى فى بابل ودُفِنَ هناك.
وقد كان أصلًا من مدينة أورشليم، وسُميَ «يشوع بن سيراخ الأورشليمي، وقد ورد فى مقدمة السفر أن كاتبه بن سيراخ «لزم تلاوة الشريعة والأنبياء وسائر أسفار آبائنا ورسخ فيها كما ينبغى»، وبناء على ذلك فقد «أقبل هو أيضًا على تدوين شىء مما يتعلق بالأدب والحكمة ليقتبس منه الراغبون فى التعلُّم، ويزدادوا من حُسن السيرة الموافِقة للشريعة».
ومن المقدمة، نفهم أيضًا أن السِفر أول ما كتب كان باللغة العبرانية، والأرجح عند العلماء أن كتابة السفر بالعبرية تمت فى زمن «بطليموس أورجتيس الأول» فى المدة من ٢٤٦-٢٢١ ق.م. 
وهناك من يقول إن السفر كُتِب أيضًا فى فلسطين خلال الفترة من ١٩٠-١٧٠ق.م، أما ترجمة السفر إلى اليونانية فقد قام بها حفيد الكاتِب فى مصر «فى مدينة الإسكندرية، بحسب رأى بعض العلماء» فى السنة الثامنة والثلاثين لحكم ملك مصرى آخر باسم «أورجتيس»، لفائدة اليهود المتغربين فى مصر ممن لا يعرفون العبرية. 
وقد وُجِدَت نسخة من سفر يشوع بن سيراخ فى الأصل العبرانى فى مصر القديمة سنة ١٨٩٦م. وهى ترجع فى كتابتها إلى القرن الحادى عشر أو الثانى عشر الميلادي، ويتكون السفر من ٥١ إصحاحًا. 
قد كُتِبَ السفر على نهج وأسلوب سليمان الحكيم فى أمثاله، غير أنه يضيف الكثير من المديح لأنبياء ملوك وكهنة وقادة بنى إسرائيل وآبائهم الكبار تمجيدًا لأعمالهم وفضائلهم العظيمة.
سفرا المكابيين
سفرا المكابيين، الأول والثانـي، هـما آخـر أسفـار التـوراة، وقـد جـاءا ضـمن قائـمة الأسفار القـانونيـة للعـهد القـديم الـواردة فى قـوانيـن الـرسل. 
والتـى أثبتهـا الشـيخ «الصـفى بـن العـسال» فى كتابـه مجموعة القـوانيـن- البـاب الثـانى وورد السـفران فى التـرجمـة السبـعينية للتـوراة التى تمت فى الإسـكنـدريـة عـام ٢٨٠ ق.م، والتى ما زالت أقـدم نسخهـا الخطيـة مـوجودة حتـى الآن، وهـى النسـخة السينائيـة والنسخـة السـكندرية والنسخـة الفاتيكانيـة، وكلهـا تقريـبًا مـن القـرن الـرابع الميـلادي. 
وقـد قـال الـقديس مـارأفـرام إن سفـرى المكابيـين الأول والثـانى، كانـا مـوجوديـن فى الترجمـة السيريانيـة، عـلاوة على وجـودهـما فى الترجمـة اليـونانيـة السـبعينية، وقـد جـاء ذِكْـر هـذين السفـرين فى الترجمـة القـبطيـة بلهجاتهـا المخـتلفـة، وهـى أقـدم التـراجـم بـعـد السـبعينية. كمـا ذكِـرَ هـذان السفـران أيضـًا فى نسخـة تـوراة (الفـولجاتـا)، وهـى نسخـة التـوراة القـديمـة المعتمـدة لدى الكنيسـة الكاثوليكـية. 
سفر طوبيا 
طوبيا، كلمة عِبرية تتكون من مقطعين «طوب- ياه» ومعناها «الله طيب»، وقد وردت هذه الكلمة فى الكتاب المقدس اسمًا لأكثر من شخص وهم طوبيا اللاوي، وطوبيا العبد العموني، طوبيا الذى أتى من نسله بعض الراجعين مع زربابل، طوبيا من أهل السبي.
طوبيا الذى سُمِّيَ هذا السفر باسمه، فهو رجل من سبط نفتالى سباه «شلمنآسر» ملك آشور، وسكن أثناء السبى فى مدينة نينوى مع حنة امرأته وابنه الذى كان له نفس الاسم «طوبيا»، ومن المرجح أن يكون طوبيا الابن هو الذى كتب هذا السفر.
ويتكون سفر طوبيا من ١٤ إصحاحًا، ويتضمن وصفًا بالغًا حد الإبداع لسيرة عائلة إسرائيلية تقية عاشت فى زمن الأسر الأشورى نحو سنة ٧٢٢ ق.م، وقد نال جميع أفراد هذه العائلة كرامة وثناء بسبب محافظتهم الدقيقة على شريعة الرب ولإحسانهم إلى الذين يحبونها.
تتمة دانيال 
دانيال أو دانيئيل هى كلمة عبرية من مقطعين ومعناها «الله قضى»، وقد أطلق هذا الاسم على عدة أشخاص ذكرهم الكتاب المقدس وكان أشهرهم «دانيال» النبى الذى كُتِبَ السفر المعروف باسمه. 
وهؤلاء الأشخاص، هم: دانيال كاهن من رؤوس الآباء الذين صعدوا مع عزرا فى مُلك أرتحشستا من بابل. وهو من بنى إيثامار، ودانيال واحد من أبناء داود الملك وأمه هى أبيجايل امرأة نابال الكرملي، وهو ثانى أولاد داود الملك بعد بكره آمنون.
شخص ثالث ذُكِرَ فى سفر حزقيال أكثر من مرة، ويقول البعض إنه هو نفسه دانيال النبى صاحب سفر دانيال الذى وصفه حزقيال فى سفره بأنه «حكيم وسرٌ ما لا يخفى عليه».
أما دانيال صاحب السفر فهو دانيال النبي، واحد من الأنبياء الأربعة الكبار الذين هم إشعياء وإرميا وحزقيال ودانيال، وقد وصفه الوحى بأنه وزملاؤه الثلاثة «شدرخ وميشخ وعبدناغو».
وُلد فى مدينة أورشليم وعاش طفولته الأولى فيها، ودانيال إذًا، صاحب السفر وكاتبه، كان شريفًا من أشراف سبط يهوذا ومن النسل الملكى ممن سُبوا مع أشراف كثيرين آخرين؛ فى السنة الثالثة من مُلك يهوياقيم ملك يهوذا، وقد قيل عنهم إنهم كانوا «من نسل الملك ومن الشرفاء؛ فِتيانًا لا عيب فيهم حُسان المنظر وحاذِقين فى كل حكمة ومعارفين معرفة وذوى فهم بالعلم..». 
وقد كُتِبَ سفر دانيال كله باللغة العبرانية فيما عدا الجزء من (دا٤:٢ - ٢٨:٧) الذى كُتِبَ باللغة الكلدانية التى كان يجيدها دانيال، ويأتى ترتيب السفر بعد سفر حزقيال، وهى نفس الترتيب الذى سارَت عليه الترجمة السبعينية للتوراة، وكذا ترجمة الفولجا اللاتينية، والترجمات الحديثة للكتاب المقدس كافة.
ويحتوى سفر دانيال المدوَّن فى طبعة دار الكتاب المقدس على اثنى عشر إصحاحًا، غير أن الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية تضيف إليه تّتِمَّة، رغم تصديق المجامع وآباء الكنيسة الأولى على صحتها وقانونيّتها، وهذه الإضافات موجودة فى الترجمة السبعينية التى تُرْجِمَت من خلالها التوراة إلى اليونانية فى حوالى القرن الثالث قبل الميلاد. 
تتمة إستير 
أستير هى بطلة هذا السفر المسمى باسمها فى الكتاب المقدس، وإستير هو السفر السابع عشر من أسفار التوراة، غير أنه يوضع بعد سفر يهوديت بحسب عقيدة الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية. 
السفر مكون من ستة عشر إصحاحًا، وهذه التتمة تعتقد الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية فى صحتها وقانونيتها رغم رفض البروتستانت له، وقد ظل السفر موضع نقاش كثير إلى أن استقر البروتستانت على قبول العشرة إصحاحات الأولى منه. 
سفر الحكمة
أخذ هذا السفر مكانه بعد سفر نشيد الإنشاد لسليمان الحكيم. وهو مكون من ١٩ إصحاحًا كلها تفيض بأحاديث حكيمة عميقة المعانى الروحانية. 
وقد ورد هذا السفر ضمن أسفار التوراة فى النسخة السبعينية المترجمة إلى اليونانية، وبرغم اعتراض البروتستانت على قانونية هذا السفر وباقى أسفار المجموعة الثانية التى جمعت بعد عزرا الكاهن.