الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأناجيل المنحولة.. كتابات حول حياة يسوع ترفضها "الكنيسة"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هى نصوصٌ دينية تروى حياة يسوع، كُتِبَ معظمُها انطلاقًا من منتصف القرن الثاني، وحكم عليها المسيحيون الأوائل بكونها غير موثوقة من الناحية التاريخية، وبالعموم غير موحاة من الله، أمّا فحواها فيتضمن فى معظم الأحيان مفاهيم هرطوقية، ومع ذلك فقد أثّرت فى التقوى الشعبية وفى العديد من الأعمال الفنية.
تأتى كلمة «منحول» من اليونانية وتعنى شيئًا «غامضًا» أو «خفيًا». كان المصطلح فى البداية يُستخدم للإشارة إلى تلك الكتابات التى تكشفُ عن «حقائق» مقتصرة على فئةٍ معينة من «البدائيين».
بينما يُستخدم اليوم للإشارة بالعموم إلى كتاباتٍ حول حياة يسوع لا تقبلها الكنيسة كأسفارٍ موحاة من الله ولا كصيغة إيمان، بعكس الأناجيل المنسوبة إلى متى ومرقس ولوقا ويوحنّا، والتى كُتبت انطلاقًا من النصف الثانى من القرن الأول وتُسمّى الأسفار «القانونية».
هناك قواسم مشتركة بين الأناجيل المنحولة والأناجيل القانونية لأنّها تقدّم كلمات وأحداثًا مرتبطة بحياة يسوع، أو قصصًا موسّعة عن شخصياتٍ جاء ذكرها فى الأناجيل الأربعة.
بدأت هذه الأناجيل تنتشرُ فى المحيط اليهودى والمسيحى انطلاقًا من منتصف القرن الثاني، كانعكاسٍ لتقاليد وأحاديث شعبية، ولكنها لم تُقرَأ خلال الاحتفالات الليتورجية فى لقاءات الجماعات المسيحية الأولى، ولم تحظ بشهرة واسعة كما تشهد القلّة الباقية. ولم تُقبل جميعها لأنّها اُعتبرت خالية من المصداقية، كونها مؤلّفة فى عصرٍ كان فيه الرسل وجميع شهود العيان للأحداث المرتبطة بحياة وموت يسوع قد توفوا وليس هم فحسب، بل أيضًا تلاميذ الرسل وأعضاء الجماعات الأولى.
تُقسّم الأناجيل المنحولة فى الأساس إلى أربعة أقسام المجموعة التى يذكرها الكتّاب المسيحيون القدماء؛ أجزاء من ورق البردى عُثِر عليها مؤخرًا؛ الكتابات التى تحوى تفاصيل عن طفولة وحياة يسوع وأخرى ذات طابع غنوصي، وهى حركة هرطوقية مسيحية من القرون الأولى.
تُعرفُ بعضُ الأناجيل المنحولة، مثل «إنجيل العبرانيين»، فقط من خلال أخبار كتّاب الكنيسة القدماء، وأخرى مثل «إنجيل بطرس»، وصلت أجزاءٌ منها ولا تضيفُ شيئًا جديدًا على الأناجيل القانونية. 
وأخرى مثل «إنجيل القديس يعقوب» و«متى المنحول» و«توما المنحول» تشير إلى عناصر من حياة يسوع ومريم ويوسف لا ترد فى الأناجيل القانونية، على سبيل المثال، من «إنجيل يعقوب» عرفنا عن وجود الثور والحمار فى المغارة التى وُلد فيها يسوع، واسم والدى مريم، يواكيم وحنّة. 
كثيرًا ما تحوى الأناجيل المنحولة تفاصيل من نسج الخيال فتنقل قصّة العصا المزهرة للقديس يوسف، اسم الملوك المجوس الثلاثة (جاسبار، ملكيور، بالدازار) أو العجائب التى قام بها الطفل يسوع. وكانت فى القرون الوسطى مصدر إلهامٍ لأساطير وأعمال فنية.
ومثال على ذلك «سرّ إلتشي» فى إسبانيا، وهو تمثيلٌ مقدس لرقاد وانتقال وتكليل العذراء مريم الذى يُقام كلّ عام فى شهر أغسطس، وبصورةٍ غير منقطعة منذ القرون الوسطى، فى بازيليك القديسة مريم فى إلتشي. 
المجموعة الرابعة من الأناجيل المنحولة تتكوّن من تلك التى تضع تحت سلطة بعض الرسل عقائدَ ومضامين غريبة عن الإيمان، رُبطت هذه المجموعة بالغنوصية، وهى حركة فلسفية دينية ازدهرت بصورةٍ خاصّة فى شمال أفريقيا فى القرنين الثانى والثالث.
كان هدف الغنوصيين الأوّل تثبيت نظام معتقداتهم، أى كانوا يهدفون بكتاباتهم رفعَ أصل هذه المعتقدات إلى المسيح نفسه، ومن بين هذه النصوص يبرزُ إنجيل مريم المجدلية، إنجيل توما وإنجيل «بيستيس صوفيا» (فالنتاين). وقد حارب العديدُ من آباء الكنيسة هذه النصوص ليحاربوا الانحرافات الغنوصية، وفى أغلب المرات، روت هذه الكتابات ظهورات مزعومة ليسوع بعد قيامته، وأمورًا عن أساس الألوهية، الخليقة، احتقار الجسد.