الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"أطفال داعش" قنابل بريئة.. خبراء نفسيون: مصابون بـ"كرب الصدمة".. ويحتاجون لمراكز تأهيل خاصة لإعادة دمجهم في المجتمع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد عدد من الخبراء فى مصر، أن الأطفال التابعين لتنظيم داعش غير أسوياء، ويحتاجون إلى علاج نفسى، وإعادة تأهيل بشكل سريع، لأنهم بمثابة قنبلة موقوتة.


وقال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي: إنه يوجد عدد كبير من الأطفال الدواعش لأن الكثير من النساء اللاتى التحقن بالتنظيم وتزوجن بمقاتليه أنجبن منهم، كما أن بعضهن ذهبن حوامل إلى العراق أو سوريا واصطحبن معهن أطفالهن.

وأضاف فرويز لـ"البوابة نيوز" أن أطفال داعش بعد مقتل الكثير من آبائهم الإرهابيين، فى حاجة ماسة إلى علاج نفسى ضخم لكى يعودوا إلى الحياة الطبيعية، ويستطيعوا التعامل بسلمية مع المجتمع، خاصة أن آباءهم الإرهابيين علموهم مفاهيم متطرفة، وجعلوهم يرون مشاهد القتل والدمار والذبح والإرهاب، وزرعوا داخل نفوسهم الإرهاب، لذلك إذا لم يتم علاجهم بطريقة صحيحة، لن يكونوا أسوياء، وسيشكلون خطورة كبيرة على المجتمع.

وأشار الطبيب النفسي، إلى أن أى إنسان طبيعى يحتاج إلى المأكل والملبس ومكان للنوم، ثم يأتى الأمر الثاني، وهو توفير الأمان له، والأمر الثالث هو توفير العمل وتوفير أدوات العمل والإبداع فى العمل، وكل هذه الأمور يجب توفيرها للإنسان حتى ينشأ تنشئة سوية، وفى حال عدم توافرها، سيكون إنسانا عنيفا وإرهابيا، وهذا الأمر حدث مع أطفال تنظيم «داعش »، لذلك يجب أثناء فترة التأهيل النفسى لهم، أن يتم توفير هذه الأمور لهم، حتى لا يشعروا بأى نقص.

وأضاف «فرويز »، أن الأطفال أبناء عناصر تنظيم «داعش » الإرهابى ليس لهم أى ذنب فيما حدث، لأن أى إنسان يولد ولا يختار الأب والأم ولا المستوى الاجتماعى ولا الظروف، لذلك هؤلاء الأطفال ضحية ولا بد من التعامل معهم على هذا الأساس حتى تتم تنشئتهم تنشئة سليمة، خاصة أن آباءهم العناصر الإرهابية التى كانت فى التنظيم قاموا بغسيل مخ لهؤلاء الأبناء.

وتابع «هؤلاء الأطفال لا يعتبرون بشرا وهم هيكل إنسان، لأنهم لا يمتلكون أى نوع من أنواع الأمان، فهم منبوذون من قبل الشعوب التى حدثت على أراضيها الحرب على داعش، على الرغم من أن هذه الشعوب تعلم أن هؤلاء الأطفال ضحية

وأشار فرويز إلى أنه يجب الإسراع فى عمل مركز تأهيل لهؤلاء الأطفال من أجل إعادة تأهليهم، فهؤلاء الأطفال يعانون الآن أمراضًا نفسية خطيرة للغاية، وقد تؤثر تأثيرا سلبيا فى المجتمع.


وفى السياق ذاته، قال الدكتور هاشم بحري، استشارى الطب النفسي: إن الأطفال الدواعش يعانون شيئا يدعى «كرب الصدمة »، وهذا المرض النفسى عبارة عن أزمة نفسية أو صدمة كبرى تأتى للأطفال وللشباب بسبب الحروب، وهذا المرض أًصيب به أطفال تنظيم داعش، لأن آباءهم الإرهابيين كانوا يتعمدون إشراكهم فى المعارك الإرهابية التى يقومون بها، بل وكانوا يجعلونهم يشاهدون مناظر الذبح والقتل حتى يزرعوا فى نفوسهم حب التطرف والإرهاب.

وأضاف «بحري »، أن أطفال تنظيم داعش هم الضحية الأولى للصراعات والحروب التى حدثت طوال السنوات السابقة، ويجب على الشعوب تبنى مصير هؤلاء الأطفال، حتى لا يشكلوا خطرا على المجتمعات بسبب إرهابهم.

وأضاف الطبيب النفسي، أن الحل الوحيد لإنقاذ هؤلاء الأطفال هو أن يتم جمعهم فى مراكز نفسية خاصة، وتأهيلهم بعيدا عن الضياع الذى يعيشون فيه، خاصة أنهم يشكلون عبئا كبيرا على المجتمعين السورى والعراقي.

وأشار إلى أن الأطفال الدواعش يشكلون تحديًا كبيرًا أمام المجتمع الغربي، وذلك لأن أغلبهم من جنسيات أوروبية واندمجوا فى صفوف التنظيم فى السنوات الأخيرة، وهذا الأمر يضع العالم الغربى فى مشكلة، وهى أن هؤلاء الأطفال من المحتمل أن يعودوا إلى أوطانهم الأصلية ويشكلوا خطرا كبيرا.

وتابع الطبيب النفسي، أنه يجب عمل مراكز تأهيل فى أسرع وقت سواء داخل العراق أو سوريا أو في الخارج لتأهيل هؤلاء الأطفال حتى يسترجعوا الثقة فى نفوسهم من جديد، ويجب اختيار أفضل الأطباء من جميع أنحاء العالم لتأهيلهم للحياة الطبيعية، ويأتى الدور الثانى وهو دور الإعام فى جميع دول العالم لتوعية الناس بأن هؤلاء الأطفال قنابل موقوتة يجب الإسراع فى ضمهم إلى المجتمع، وإذا لم يحدث ذلك، سوف يشكلون تنظيما إرهابيا جديدا.


وبدوره، قال الدكتور محمد هاني، استشارى صحة نفسية وعلاقات أسرية وتعديل سلوك الأطفا ل: إن أطفال تنظيم «داعش »، الذين عثرت عليهم القوات العراقية والسورية تحت ركام الحرب أثناء عمليات تحرير المدن التى كانت تحت سيطرة التنظيم، نشأوا فى بيئة غير سوية، وتربوا على أفكار العنف والقتل.

وأضاف، أن ذنب هؤلاء الأطفال فى أعناق آبائهم، ويجب على الحكومات فى كل مكان جمعهم فى أماكن قابلة للعيش والراحة النفسية والتأهيل للحياة من خلال مراكز خاصة بالتأهيل، فهؤلاء الأطفال هم بذرة المستقبل ويجب أن تكون بذرة صالحة للحياة.

وأكد «هاني » ضرورة اختيار أماكن بعيدة عن ويلات الحرب، والاستعانة بأشخاص لا يعاملون هؤلاء الأطفال على أساس ذنب ذويهم، ويجب معاملتهم على أسس إنسانية سليمة.

ومن جانبه، قال جمال أبو ذكري، الخبير الاستراتيجي، إن الأطفال التابعين لتنظيم داعش يشكلون خطرا أمنيا كبيرا على المجتمعات؛ لأنهم أبناء إرهابيين، وبالتالى تم التأثير فيهم بشكل سلبي، خاصة أن آباءهم عملوا لهم عمليات غسيل مخ بالكامل وزرعوا فى عقولهم الأفكار المتطرفة  والإرهابية. وأضاف أبو ذكري، أنه لا بد من التعامل سريعا مع هؤلاء الأطفال، حتى تتم السيطرة على إرهابهم، كما أنه لا بد من وضع استراتيجية أمنية قوية للتصدى لخطرهم.


وأخيرا، قال عبدالشكور عامر، القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن أطفال تنظيم داعش يشكلون خطرا أمنيا كبيرا على سوريا والعراق والبلدان التى من الممكن أن يلجأوا إليها.

وأضاف عامر فى تصريحات لـ«البوابة»، أن أطفال داعش عبارة عن جيل ثانٍ من التنظيم، وإذا لم يتم التعامل معهم بشكل جيد سيصبحون أخطر من آبائهم.