الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مولود فرعون.. أديب جزائري ناهض الظلم واغتاله الاستعمار

مولود فرعون
مولود فرعون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان واحدا من القليلين الذين نالوا تعليما من بين الفقراء والفلاحين في عصره، عبّر عن الروح الأمازيغية في أعماله كما ناهض الاستعمار والظلم، هو الروائي الجزائري مولود فرعون والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأحد. 
وُلد فرعون في 18 مارس عام 1913، في قرية جزائرية لعائلة فقيرة، وفرعون ليس اسم عائلته، بل كانت السلطات الفرنسية تقوم بإطلاق الأسماء على العائلات الجزائرية، وعلى الرغم من فقره فقد استطاع مولود الالتحاق بالمدرسة الابتدائية في قرية "تاوريرت موسى"، ولم تردعه الظروف الصعبة عن إكمال دراسته الأولية، وبعدها خاض العديد من الصراعات ليلتحق بالمدرسة الثانوية، وقد كان المعتاد في تلك الفترة أن يترك الأطفال الدراسة بعد حصولهم على الشهادة الابتدائية، وبعد إنهائه الثانوية دخل مدرسة المعلمين بالجزائر العاصمة، لم تكن مدرسة المعلمين لمولود فرعون مجرد مدرسة عليا يلتحق بها ليكمل تعليمه، بل هدفًا وضعه نصب عينيه منذ البداية.. أن يصبح معلمًا ويعود مرة أخرى إلى بلدته الصغيرة ليؤدي رسالته في تعليم صغارها، وحقق مولود حلمه كما أراد، فبعد تخرجه تم تعيينه عام 1935 في قريته مدرسًا، ثم التحق بعدها بمدرسته الابتدائية عام 1946 ليرد جميلها، وترقى في المناصب التعليمية حتى أصبح مديرًا لمدرسته، وكان آخر مناصبه هو مفتش لمراكز اجتماعية عام 1960.
وفي 15 مارس 1962 قبل أقل من أسبوع من قرار وقف إطلاق النار بين فرنسا والجزائر قامت مجموعة متطرفة من أعضاء عصابة المنظمة السرية الإرهابية الفرنسية باغتيال فرعون بوضح النهار، حيث كان في اجتماع مع مجموعة من العاملين في قطاع التعليم، لتضيف هذه الحادثة وصمة عار أخرى مع الكثير من الحوادث البشعة الأخرى التي اقترفها المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري.
وكانت أشهر أعماله رواية "ابن الفقير" والتي تتناول الظلم الذي عاشه الشعب الجزائري لسنوات عديدة تحت ظلام الاحتلال الفرنسي، حيث تدور الأحداث عقب نهاية "معركة الجزائر" الشهيرة عام 1957م. متناولة مأساة الفقراء الجزائريين، ويشرح فيها كيف يتكون الطبع الحقيقي للرجل القبيلي، حيث إن الطفل الرضيع تبدأ معركته مع الحياة منذ ولادته؛ فإما أن يقاوم الحياة ليحظى بالعيش بكرامة أو أن يستسلم للحياة والفقر ويعيش بالذل والمهانة لبقية حياته.