الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أمين "البحوث الإسلامية": المشترك الإنساني أصبح ضرورة ملحة للإنسانية

 الدكتور محيي الدين
الدكتور محيي الدين عفيفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية اهتمام الحضارة الإسلامية بالحوار والاحترام المتبادل لما لدى الآخر، لأجل تحقيق غاية التعارف والتواصل الحضاري في ظل التعددية.
وقال الدكتور عفيفي - خلال كلمته التي ألقاها تحت عنوان (الأمن والمواطنة والمشتركات الإنسانية) في احتفالية الجمعية الإسلامية في لشبونة بالبرتغال بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها - "إن التفاهم والتعايش لا يقومان بين طرفين مختلفين بالفكر والعقيدة إلا إذا توافر لدى كل منهما رغبة في العيش المشترك والتسامح في الأمور المختلف فيها وقبول التعددية في كل تجلياتها الدينية والمذهبية والفكرية وغير ذلك.. ولذلك فإن من خصائص الحضارة الإسلامية أنها لا تحكم بالرفض للحضارات أو الثقافات الأخرى بل تعتمد على الحوار معها".
وأضاف أن البحث في مفهوم المشتركات الإنسانية هو بحث في المبادئ والقيم الخلقية المشتركة بين الناس على اختلاف انتماءاتهم الحضارية والمذهبية والثقافية والدينية من أجل بناء أسس للتواصل بين مختلف الحضارات والثقافات الإنسانية.. فمن تمام حسن تدبير الاختلاف بين الناس الكشف عن المؤتلف بينهم الذي غالبا ما تصرفه حدة الاختلاف، كأن المختلفين لا ينتظمهم ناظم ولا يربطهم رابط.
وتابع عفيفي أننا نريد بالمشتركات الإنسانية تلك القيم الإنسانية الموجودة في جوهر كل الأديان والحضارات والمدارس الفكرية؛ تلك القيم التي تلبي حاجيات الإنسان الفطرية من حيث هو إنسان كونها قيما ومبادئ عابرة للخصوصيات الثقافية للأمم، وهي ما انغرس في فطرة الإنسانية من حب العدل وإنصاف المظلوم وبغض الظلم وغيرها من مبادئ حقوق الإنسان ومبادئ المروءة الإنسانية، التي تؤول في العمق إلى أثر من علم النبوات والرسالات السابقة، فما فطر عليه الناس من قيم البر يحتاج إلى أن ينفض عنه ركام الجاهليات.
وشدد علي أن المشترك الإنساني أصبح ضرورة ملحة للإنسانية أمام تنامي وقائع العنف واشتعال حروب الدمار وعمليات إفساد البيئة.. وهنا فإن القرآن الكريم قرر أن وحدة المشترك الإنساني حقيقة وجودة كونية اقتضتها الإرادة الإسلامية، وذلك انطلاقا من وحدة أصل الإنسانية والتي أخبر عنها الحق سبحانه في جملة من آيات كتابه، فالإنسانية على امتداد الزمان والمكان واختلاف الألسن والأعراق والألوان تؤول بمقتضى ما ذكره القرآن إلى أصل واحد.
وأشار الدكتور عفيفي إلى أن نشر ثقافة التعارف وبناء علاقة التعاون بين أمم الأرض ومجتمعاتها وثقافاتها وحضاراتها من شأنه أن يزيل فتيل التوتر بين الدول ويقلل من النزاعات والحروب بين الأمم، ويعمل على تنمية آفاق التواصل الحضاري وتعدد أشكال عمارة الأرض، منوها بأن من مقاصد الإسلام تحقيق السلم العالمي وحفظ نظام التعايش بين الناس في الأرض، لأن الإسلام رسالة رحمة للعالمين، ولا يتم التواصل والتفاعل الإيجابي مع هذه الرسالة إلا بانتفاء عوامل التوتر والإكراه والحروب.
وقال "إنه انطلاقا من مفهوم الوحدة في النفس والأبوة والأخوة الجامعة للإنسانية أسس القرآن الكريم قواعد متينة للمشترك الإنساني من أجل التعارف والتعاون والتكامل بين خلق الله أجمعين.. فمدّد القرآن الكريم مبدأ الاندماج الاجتماعي مع المخالف الديني إلى أخص الخصائص، وهي الحياة الزوجية واللبنة الأساسية للمجتمع، وهو ما يجعل المخالف في المجتمع الإسلامي يعيش كامل مواطنته بإيجابية عالية".
واختتم الدكتور عفيفي كلمته بالتأكيد علي أنه بهذا التأسيس العملي الفريد للعلاقة مع المخالف على قاعدتي حماية الحقوق والاندماج الاجتماعي يكون القرآن الكريم قد استكمل شروط بناء وتنمية المشتركات الإنسانية التي تعمل على تقوية التواصل الحضاري والتفاهم بين الشعوب المختلفة.
جدير بالذكر أن الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية يرافق الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في زيارته الحالية للبرتغال.