لأكثر من عامين، ظل الأب وحيدا داخل الشقة، لا يعلم عنه أحد شيئا، رغم أن العقار عامر بالسكان، وطوال تلك الفترة لم يكتشف أحد أنه ميت سوى تلك العصافير التى كانت تتردد على الجثة كلما جاعت لتجد فيها طعامها، وكذلك «الدود» الذى ظل يأكل فى جسده طوال هذين العامين حتى تحول إلى هيكل عظمى ملقى على سريره بالطابق السادس «السطح»، دون أن يزوره أحد أو يسأل عليه، حتى كشفت الصدفة السر.
«البوابة نيوز» كشفت كواليس تلك الواقعة، التى شهدها شارع أحمد إمام بمنطقة دار السلام، حيث روت «أم محمد» السيدة التى تعمل بأحد المحلات المجاورة لمنزل الضحية، أنه خلال ما يقرب من ١٣ عامًا، لم يسمعوا عن الضحية سوى الخير فقط، فقد كان محبوبًا من الجميع نظرًا لطيبته، وحركته محدودة من الشقة إلى العمل ومن العمل إلى الشقة، ولكنه فى الفترة الأخيرة اختفى عن الأنظار وبالتحديد خلال العامين الماضيين.
وتشير أم محمد إلى أنهم كانوا يرون الطيور تدخل وتخرج بصورة مستمرة من داخل تلك الشقة خلال تلك الفترة، وكان ذلك الأمر بالنسبة لهم يشكل غموضا، فلم يكونوا يعلمون سبب دخول ذلك العدد الكبير من الحمام طوال الوقت من الشباك الموجود على الشارع، قائلة «كنا نظن أن المتوفى يقوم بتربية حمام وعصافير بداخل الشقة، ولم نتخيل أن يكون متوفى».
وأكدت أنهم طوال تلك الفترة، كانوا بالفعل يشمون رائحة كريهة جدًا، ولكن نظرًا لأن هناك جيران يقومون بتربية «الأغنام» بجوار العقار الذى شهد الواقعة، فكانوا يعتقدون أن تلك الرائحة هى رائحة الأغنام.
كان قد ورد بلاغ من «م. خ» ٣٥ سنة عامل، يفيد أنه أثناء قدومه بعد فترة زمنية من السفر لزيارته لوالده تفاجأ بوجوده جثة متحللة وعبارة عن هيكل عظمى ملقى على السرير فى غرفته أعلى سطح العمارة السكنية، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ وتبين أن الجثة قد مر عليها ما يقرب عامين وأنه مقيم بغرفة أعلى منزل مهجور لا يسكنه غيره، ومنفصل عن زوجته منذ سنوات وعندما توفى لم يشعر به أحد طول تلك المدة، وقاد القدر نجله للذهب له عقب انتهائه من السفر ليكتشف الأمر.
