الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تكشف كواليس مصرع صبي داخل مغسلة ملابس بالسيدة زينب.. شاهد عيان: المروحة بترت ذراعه اليسرى.. وتوقف قلبه عن النبض.. وصاحب: تم تعويض أهله ماديًا

شاهد عيان يتحدث لـ
شاهد عيان يتحدث لـ البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاء لقدره" هذه العبارة انطبقت علي "محمود" ابن مدينة العياط الذي جاء إلي القاهرة ولم يكمل العشرة أيام ليلاقي مصيره داخل مغسلة للملابس بمنطقة السيدة زينب. 
تفاصيل تللك الواقعة التي أضجرت منطقة السيدة زينب برمتها، يرويها أهالي المنطقة والعاملون بالمغسلة.
في حادث مأساوي ضرب شارع بيرم التونسي بمنطقة السيدة زينب، الساعة الحادية عشرة ليلة أمس، حيث لقي "محمود" ابن الخامسة عشرة عامًا مصرعه متأثرًا بفقد إحدى ذراعيه نتيجة خطأ في الماكينة المخصصة لتجفيف الملابس بالمغسلة.
جاء "محمود" الذي لم يكمل عامه السادس عشر، بصحبة أخيه الأصغر "أحمد" ابن الثاني عشر ربيعًا، تاركًا مدينة العياط مسقط رأسه، بحثًا عن لقمة العيش، متجهًا إلي منطقة السيدة زينب، للعمل بمغسلة كبيرة في المساحة، متعددة في المهام، حيث الغسيل، الصباغة، المكواه.. وغيرها، ليلقى حتفه وهو لم يكمل العشرة أيام.
يقول "أحمد" كان محمود صبي أكبر من سنه، فبرغم أنه لم يكمل العشرة أيام في المغسلة، إلا أنه كان دائمًا في حاله، تبدو عليه علامات الطيبة والهدوء، وكذلك احتواؤه الملحوظ لأخيه الأصغر "أحمد"، وتركه لعائلته في هذا السن والإتيان هنا من أجل العمل ولقمة العيش، كل هذه الأشياء تدل على مدى تحمله المسئولية منذ نعومة أظافرة.
وأضاف "عادل" أنه سمع أصواتًا مرتفعة واستغاثة، تخرج من المغسلة، فهرولنا مسرعين إلي الداخل، فوجدنا "محمود" مسجي على ظهره، غارقًا في دمائه، مبتور الذراع اليسرى، لقد فارق الحياة. 
وتابع: "أحمد أخوه كان بالخارج وعندما دخل ورأي ذلك المنظر، ظل يصرخ مطالبًا أخاه بالاستيقاظ، وظل الجميع يندب حظه، ويبكي علي ما قد حدث لذلك الصبي".
فلقد كانت الآلة المستخدمة في تجفيف الملابس، تتعطل المروحة الموجودة بها باستمرار، وكان إذا حدث ذلك فعليك تحريك المروحة بيدك وسرعة رفع يدك، واعتاد الجميع علي ذلك.
وأكد: أنه في تلك الليلة المشؤومة، تعطلت المروحة وذهب "محمود" لتحريكها لكي تعمل، وبالفعل حركها، ولكنه عند رفع يده اشتبك قميصه بأحد التروس الموجودة بتلك الماكينة، وحاول الموجودون بالمغسلة مساعدته وإخراج يده من المروحة ولكن هيهات، فلقد عذبته المروحة وألقت بذراعه داخل فتحة التنشيف المخصصة للملابس، وظل ينازع الموت لبضعة دقائق وهذه المدة القليلة لم تكن كافية لإسعافه، فالذراع اليسرى بها وريد يصل إلي القلب يتطلب سرعة التدخل الطبي، والتقط أنفاسه الأخيرة حول حالة هيستريا من البكاء والنواح من الجميع. 
واستكمل: "تم إبلاغ الأجهزة الأمنية، وإبلاغ الأهل الذين جاءوا حوالى الساعة الثانية صباحًا، ليستلموا جثة ابنهم "محمود" الذي جاء لتلك المنطقة ليلاقي قدره، مشاعر حزن وأسي، صراخ وعويل ندب للحظ، الأمر أصعب مما تتخيل". 
وأكد "إبراهيم" أحد العاملين بالمغسلة: "المغسلة عوضت أهل "محمود" ماديًا، وأضاف أنه لم ولن يتخلوا عن أسرة "محمود" في يوم ما إذا أرادوا شيئًا، ولقد تعاهدوا جميعًا داخل المغسلة على ذلك".