الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"السلفي".. مأساة الفكر المتطرف في عمل سينمائي لـ"عمار علي حسن"

الروائى الدكتور عمار
الروائى الدكتور عمار على حسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعكف الروائى الدكتور عمار على حسن على تحويل إحدى رواياته «السلفي» إلى فيلم سينمائي، مؤكدا أنه يسعى جيدا للحفاظ على جوهر النص، ولكن العامل السينمائى له آلية أخرى، مضيفا أنه يجرى لقاءات مع مخرج العمل سعد هنداوي، وجمال عبدالقادر الذى يصيغ الحوار، للاطلاع الدائم على الآراء والمشاركة فى صناعة الفيلم حتى يظهر بالصورة المشرفة.
وقال عمار: إن المخرج سعد هنداوى يعد أحد تلاميذ المخرج الكبير عاطف الطيب صاحب الأعمال الواقعية، لافتا إلى أنه يعود بعد غياب عن السينما فى العقدين الآخيرين، من خلال الأعمال الروائية المكتوبة، لافتا إلى أن الرواية تتلاحق أحداثها عبر إحدى وعشرين عتبة، وتنتهى بمفارقة تمزج بين «صورة سحرية» تجسدها نبوءة شيخة صوفية تعيش فى القرية، وبين واقع مقبض فرض نفسه على الحياة الاجتماعية فى مصر خلال العقود الأخيرة، نظرا لتصاعد نفوذ تيار دينى تقليدى بصورته وقيمه، ليسرد معاناة أب يعمل «محاميا» ويؤمن بأفكار عصرية مع ابنه الجامعى الذى تسلل السلفيون الجهاديون إلى عقله وجندوه، ليأخذوه معهم فى الحرب التى خاضوها ضد الروس فى أفغانستان، وبعدها ينضم إلى فصيل من تنظيم القاعدة، وبعد أن أعيت الحيل الأب فى استعادة ابنه عبر كل الطرق المعروفة، مما أدى إلى إصابته بالفصام، يتذكر نبوءة قديمة لعبدة صالحة كان الكل فى قريته يعتقد فى كراماتها ذكرت له فيها، إنه لن يستعيد الغائب، روحا أو جسدا، إلا إذا مر بكل عتبات بيوت القرية ليشرح لهم منابع التدين المعتدل الذى تعلمه الأب فى الصغر، والذى لا يزال يؤمن به.
وتابع: وفى طوافه عبر البيوت يستعيد الأب كل مسرات أصحابها وأوجاعهم، سواء من بقى منهم على قيد الحياة أو من رحل تاركا وراءه حكايات صغيرة تتناسل بلا هوادة عبر نص شاعري، ينتقل بنا من القرية إلى المدينة ذهابا وإيابا، ويتخيل الأب أن ابنه يصاحبه فى طوافه هذا فيدخل معه فى حوار عميق حول الفرق بين التصورات الدينية المعتدلة لأصحاب كل هذه العتبات، والتى ذابت فى حياتهم البسيطة من دون تكلف ولا ادعاء، وبين التشدد الذى يعشش فى رأس الابن، وجعله يتحول إلى قاتل محترف وهو يظن أنه يجاهد فى سبيل الله.