الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

رفعت جبريل.. ثعلب المخابرات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقب بـ"ثعلب المخابرات المصرية"، وعُرف بشدة ذكائه الذي تسبب في تقديمه عددا كبيرا من البطولات المخابراتية على مدى حياته، وتم تجسيد بطولاته في عدد من الأعمال الفنية التي تحكي قصص القبض على جواسيس إسرائيل، كما رصد الموساد الإسرائيلي 2 مليون دولار لمن يغتاله، إنه الفريق أول "محمد رفعت جبريل"، رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق.
ولد في 15 مارس 1928، في محافظة البحيرة مركز كوم حمادة قرية شبرا أوسيم، بدأ حياته العملية ضابطًا في الجيش المصري، فى سلاح المدفعيه، وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، ومن ثم انضم إلى المخابرات العامة المصرية بعد إنشائها ليتخصص في مقاومة الجاسوسية، وخاصة النشاط الإسرائيلي حتى أصبح مدير مقاومة الجاسوسية، ثم رئيسًا لهيئة الأمن القومي ثم رئيسا للجهاز.
تجهيز"رأفت الهجان"
شارك "الثعلب" في أشهر العمليات المخابراتية وهي زراعة "رأفت الهجان" في قلب إسرائيل، حيث قام "جبريل" بدور محوري في تجهيزه وزرعه في المجتمع الإسرائيلى، ووقتها سافر الفريق عدة مرات إلى قلب إسرائيل لتنظيم تلك العملية.
بطل "الصعود إلى الهاوية".
ولعب "جبريل" دورا هاما في عملية القبض على الجاسوسة المصرية "هبة سليم"، التي تسببت في مقتل عشرات الجنود المصريين أثناء حرب الاستنزاف، بسبب تسريبها المعلومات الحربية إلى جهاز الموساد الإسرائيلى، وكانت تعرفها من خطيبها "فاروق الفقي" وكان يشغل حينئذ منصب مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة، وكان يحضر اجتماعات غرفة العمليات، فلو لم يقبض عليهما لعرفت إسرائيل بميعاد الحرب.
وقام "الثعلب" باستدراج الجاسوسة إلى مطار ليبيا، بعدما أوهمها بأن والدها مريض هناك، ليقوم بنقلها بعد ذلك إلى القاهرة حيث تم إعدامها، وتحولت تلك الحادثة إلى فيلم "الصعود إلى الهاوية".
إستلام الجاسوس"باروخ مزراحى"
كما نجح "جبريل" في عملية القبض على ضابط المخابرات الإسرائيلية "باروخ مزراحي"، الذى طُلب منه السفر إلى اليمن تحت غطاء دبلوماسي، واشتبه فيه بعض ضباط الأمن في اليمن، وألقوا القبض عليه، وبتفتيش منزله عثر معه على أفلام وصور لبعض القطع الحربية التي تعبر من طريق باب المندب، وعندما جرى اعتقاله واستجوابه، اختلق قصة أنه من دولة الكويت، ويعمل في جريدة كويتية، وأجرى رجال الأمن هناك تحرياتهم عن هذا الاسم، ولم يجدوا له أي بيانات، فبدأت الشكوك تساورهم، وعلى الفور تم الاتصال بجهاز المخابرات المصرية، قبل أن يسافر "رفعت جبريل" إلى هناك، واستلمه منهم.
وأرسلت إسرائيل، وحدات كاملة وراء هذا الضابط المصري، لإنقاذ ضابط الموساد، وعبر "جبريل"، عن طريق الصحراء والوديان، إلى أن وصل إلى البحر، وهناك تم التقاطه بغواصة مصرية، وكانت وراءه المقاتلات الإسرائيلية، ورغم ذلك لم يستطيعوا إنقاذ ضابطهم.
ورفضت المخابرات المصرية مقايضته بالعقيد السوفيتي، وضابط الكي جي بي الشهير "يوري لينوف"، المعتقل في "إسرائيل" بتهمة التخابر، والتجسس لصالح المعسكر الأحمر.
لكن في 3 مارس 1974، تمت مبادلته بـ 65 فدائيًا فلسطينيًا من سكان الضفة، والقطاع، واعترف الناطق بلسان جيش الاحتلال في بيانه الصادر في 4 مارس 1974: "أنهم نفذوا عمليات فدائية، وأنشطة تجسس في غاية الخطورة لصالح المصريين".
اذن مصرية داخل الموساد 
أما أخطر العمليات التي قام بها "جبريل" على الإطلاق، فكانت نجاحه في زرع أجهزة تنصت دقيقة داخل أحد المقار السرية للموساد بإحدى العواصم الأوربية، وذلك لتسجيل جلسات التعاون بين مخابرات أوربية وشرقية مع إسرائيل في بداية السبعينيات، وهي العملية التي أشاد بها الرئيس السادات شخصيًا، وبفضلها تم كشف تآمر هذه الدول، التي كان بعضها يؤكد صداقته ودعمه لمصر، وتم تجسيد العملية في المسلسل الشهير "الثعلب".
حصل "جبريل" على أنواط الامتياز من الطبقتين الأولى والثانية، وخرج من الخدمة برتبة فريق أول برغبته الشخصية وآثر الحياة الريفية الهادئة إلى أن توفي في 14 ديسمبر 2009.