الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

حبيب جرجس.. مؤسس مدارس الأحد بالكنيسة الأرثوذكسية

حبيب جرجس
حبيب جرجس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان البابا شنودة الثالث، وكثير من الأساقفة والكهنة والشمامسة من خدام التربية الكنسية، يشعرون دوما بأن الفضل يعود إلى الأرشيدياكون حبيب جرجس الذي أنشأ مدارس الأحد في كل القطر.
وحكى أحد الخدام انه كان تلميذًا في اجتماع للشباب يقوده المتنيح حبيب جرجس، وكانوا ثائرين ضد رجال الكهنوت. أما هو فقال لهم إن الإصلاح الكنسي لا يقوم على الهجوم أو النقد اللاذع للقيادات الكنسية، وإنما بالعمل الجاد مع الأطفال والفتيان والشباب، إذ يصيرون أعضاء الكنيسة في المستقبل، ومنهم مَنْ يتسلم القيادات الكنسية.
نشأته:
ولد سنة 1876 م. وصار أشهر واعظ في جيله بعد القمص فيلوثيؤس إبراهيم، وكان في وعظه جهوري الصوت، قويًا، غزير المعلومات، يؤثِّر في سامعيه، وقام بإنشاء جمعيات خيرية جديدة، كما قام بتشجيع الجمعيات القائمة وأنشأ جمعيات أخرى للوعظ.
المعلم الأول:
مرَّ وقت كان فيه حبيب جرجس هو المعلم الأول حتى أخرج للكنيسة جيلًا من المعلمين. وشمل عمله في التعليم الكلية الإكليريكية ومنابر الكنائس والجمعيات، كما علَّم بقلمه من خلال الكتب التي ألفها. وتعتبر مدارس التربية الكنسية من أهم ميادينه في التعليم.
كِتاباته:
أصدر حبيب جرجس مجلة الكرمة كما أصدر أكثر من ثلاثين كتابًا في شتى العلوم الدينية: في الروحيات والعقيدة والتاريخ والإصلاح الكنسي، نضعها تِباعًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت، وأصدر أيضًا كتبًا في الترانيم وفي الشعر.
مؤسس مدارس الأحد:
أنشأ مدارس الأحد سنة 1918 لتعويض النقص الذي يعانيه الطلبة الأقباط في دراسة مادة الدين في المدارس الأميرية وبعض المدارس الأهلية. فإنه وإن كان قد نجح مرقس بك مليكة في تقرير دراسة الدين المسيحي في المدارس الأميرية سنة 1908 لكن عدم وجود أساتذة متخصصين واعتبار مادة الدين إضافية أدى إلى إهمال تدريسه.
حددت اللجنة العليا لمدارس الأحد هدفها الذي تركز في خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحي بروح وطني، مع الاهتمام بالرحلات الدينية والخلوات الروحية. تقدمت مدارس الأحد بسرعةٍ فائقةٍ، فصار لها في سنة 1935: 20 فرعًا بالقاهرة، 18 بالوجه البحري، 44 بالوجه القبلي، 30 بالسودان.
في عهد المتنيح البابا كيرلس السادس سيم نيافة الأنبا شنودة أول أسقف على المعاهد الدينية والتربية الكنسية، وباختياره بابا للإسكندرية بقي أيضًا مسئولًا عن هذه الأسقفية.
المؤسس الحقيقي للإكليريكية:
يُعْتَبَر القديس حبيب جرجس المؤسس الحقيقي للإكليريكية في عصرها الحاضر، فهو الذي اشترى لها الأرض وأسس لها المباني في مهمشة، وأعد القسم الداخلي لمبيت الطلبة. أنشأ الإكليركية في 29 نوفمبر 1893 والتحق بها، وصار الواعظ الأول ومدرس اللاهوت بالكلية في الربع الأول من القرن العشرين. وتسلم نظارتها سنة 1918 إلى نياحته سنة 1951.
عين البابا كيرلس الخامس حبيب جرجس مديرا للإكليريكية، فوضع أمامه زيادة عدد الطلاب وزيادة عدد المدرسين، وادخل فيها تدريس مواد المنطق والفلسفة وعلم النفس واللغتين العبرية واليونانية وزيادة العناية باللغة العربية والانجليزية، والقبطية والتاريخ. كما اهتم برفع مستوى المعيشة بالقسم الداخلي لمبيت الطلاب ليكون في مستوى نظيف لائق مريح لما رأى البابا ازدهار الإكليريكية طلب ممن الأساقفة إن يكون رسامه الكهنة الجدد من خريجي الإكليريكية فقط.
وفي عام 1946م أنشا حبيب جرجس القسم الليلي الجامعي (لخريجي الجامعات) وكان قداسه البابا شنودة الثالث أول خريجيه نتيجة لنشاط حبيب جرجس وخدمته النارية وهب كثير من الأقباط أراضيهم للصرف من إيرادها على الإكليريكية.
وفي عام 1993م احتفل قداسة البابا شنودة باليوبيل المئوي لأعاده تأسيس الإكليريكية. 
وكان لى شرف وبركة حضور هذا الاحتفال فقدكنت متخرجا للتو من الاكليريكية ووزع علينا قداسة البابا شهادة التخرج مع ميدالية فخمة بمناسبة مرور مئوية تأسيس الاكليريكية.
ترشيحه للمطرانية:
اختير عضوًا للمجلس الملّي العام، ورُشِّح مطرانًا للجيزة سنة 1948 م. ولكن لم يقبل البابا يوساب رسامته لأنه لم يكن راهبًا.
مرض لمدة عام قبل أن يتنيح ليلة عيد السيدة العذراء 16 مسرى 1667ش. الموافق 21 أغسطس سنة 1951 م.
واعترف المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بقداسة حبيب جرجس في جلسته بتاريخ 20 يونيو 2013م.