تأثرت الروائية اللبنانية الكبيرة إميلي نصرالله بحركة الثقافة والفكر العربي، وبرزت ككاتبة روائية وصحفية متميزة في لبنان والعالم العربي، لكن لإميلي محطات مبكرة كانت السبب المباشر في تحويلها من فتاة ريفية منغلقة إلى أديبة كبيرة ومرموقة.
كان خالها أيوب أول الشخصيات التي أثرت في إميلي خاصة أنه تلقى تعليمه ودرس حتى الثانوية وكتب للعديد من الصحف العربية، وكان له مقالا يرد فيه على تصريحات بلفور بشأن اليهود وفلسطين مما يكشف وعيه المبكر بدور الصهيونية في الاستيلاء على فلسطين.
ثم يأتي خالها توفيق في المرتبة الثانية، فقد حرمه والده من التعليم متعللا بكون الأسرة يكفيها متعلم واحد، وكان من أكبر الداعمين لاستكمال إميلي تعليمها لأنه شعر بمرارة الحرمان وأنفق عليها خلال تعليمها بالمعهد الثانوي.
وتحتل جدتها مكانة خاصة، والجدة عموما تحفل بمكانة لدى الكتاب عامة لأنها مصدر الحكاية والغواية الأولى التي تجعل الكل يغرق في بحار الحكايات والقصص، ولقدت أهدت إميلي إحدى رواياتها لجدتها اعترافا منها بفضل قصصها القديمة، ثم مكتبة الكلية الوطنية بالشويفات، خطيبها الأول الذي أثر فيها، وشكل لها صدمة كبيرة بعدما أصيب بمرض اللوكيما القاتل الذي مات على إثره، وحياة الجامعة الأمريكية وتعرفها إلى شريك عمرها فيليب نصرالله، ومجلة الصياد التي كتبت فيها.
وقد لاقت روايتها "طيور أيلول" ترحيبا كبيرا وكتب عنها الشاعر ميخائيل نعيمة، وقد كتبتها نصر الله متأثرة بهجرة إخوتها الصغار من قريتهم، وكانت تعتز دائما بانتمائها للقرية التي نشأت فيها وتحب أن يُطلق عليها "فلاحة الرواية العربية"، تعلن دائما أنها تكتب ما تؤمن به ولا تنتظر جوائز على ذلك، ولقد ساندت المقاومة في لبنان ضد العدو الإسرئيلي.
يذكر أن إميلي نصرالله ولدت في قرية الكفير الجنوبية بلبنان عام 1931 وقد رحلت عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء 14 مارس عن عمر يناهز الـ87 عاما، ونشرت عددًا من الروايات والمجموعات القصصية، وحصدت العديد من الجوائز كان منها وسام الأرز الوطني الذي منحه لها رئيس الجمهورية ميشال عون.
