الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أصل تسمية "شم النسيم" عند الفراعنة.. "البيض الملون" يرمز لخلق الحياة

البيض الملون- صورة
البيض الملون- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل المصريون بعيد "شم النسيم" منذ 5 آلاف عام محافظين على طقوسه القديمة، وبالتحديد يرجع إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية، ويرمز إلى بداية حياة جديدة، وفقًا للجداريات المكتشفة، حيث إن المصري القديم تعوّد أن يبدأ صباح هذا اليوم - كما جاء في البرديات القديمة - بإهداء زوجته زهرة من اللوتس.
وكان القدماء يطلقون على هذا اليوم الرسمي "عيد الربيع"، ويجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم ليشهدوا غروب الشمس، ويظهر قرص الشمس مقتربًا تدريجيًا من الهرم حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمته، فتخترقها أشعة الشمس لتبدو واجهة الهرم وقد انشطرت شطرين.
وكان الفراعنة يحيون الليلة الأولى، التي عًرفت بـ"ليلة الرؤية"، بطقوس دينية، قبل أن يتحوّل العيد مع شروق الشمس إلى عيد شعبي.

أصل تسمية عيد "شم النسيم"
وأطلق الفراعنة على هذا العيد اسم "عيد شموش" أي "بعث الحياة"، وحرِّف الاسم على مر الزمن، لا سيما في العصر القبطي، إلى أن أصبح "شم"، ثم أضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التي تُعلن وصوله، ويخرج المحتفلون بعيد "شم النسيم" جماعات إلى الحدائق والمتنزهات ليستقبلوا الشمس عند شروقها، حاملين طعامهم وشرابهم، ليقضوا اليوم في الاحتفال، وتتزيّن الفتيات بعقود الياسمين، ويحمل الأطفال سعف النخيل المزيّن بالألوان والزهور، وتُقام حفلات الرقص على أنغام الناي والمزمار، تصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع.. فضلًا عن إعداد المأكولات الخاصة، كتلوين البيض وتجهيز الفسيخ.

مائدة شم النسيم
تحفل مائدة عيد الربيع بالأطعمة المحببة للمصريين مثل "البيض الملون"، ويرمز هذا لدى المصريين القدامى إلى خلق الحياة، لذا كان يعدّ أكل البيض في الاحتفال بقدوم الربيع من الشعائر المقدسة، وقد كان المصريون ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد ويضعونه في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو على أغصان الأشجار لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم.
أما عادة تلوين البيض بمختلف الألوان، فهذا التقليد المتبع فى جميع أنحاء العالم، بدأ في فلسطين عندما أمر القديسون في الديانة المسيحية بصبغ البيض باللون الأحمر ليذكرهم بدم المسيح، ثم انتقلت تلك العادة إلى مصر، حيث ظهر بيض شم النسيم لأول مرة مصبوغًا باللون الأحمر، وحافظ عليها الأقباط مع ما توارثوه من الرموز والطلاسم والنقوش الفرعونية.

الأبعاد الدينية "لشم النسيم"
احتفل المصريون بكل طوائفهم ومعتقداتهم "بشم النسيم"، فاحتفل به اليهود في عهد النبى "موسى"، ويقال إنهم كانوا يحتفلون بالعيد وقت خروجهم من مصر، حتى لا يشعر بهم أهل مصر وهم يحملون معهم امتعتهم، واتخذوا هذا اليوم عيدًا لهم، وجعلوه رأس السنة العبرية، وأطلقوا عليه "عيد الفصح"، وهي كلمة عبرية تعنى الخروج.
وعندما دخلت المسيحية إلى مصر، وافق الاحتفال بعيد القيامة المجيد عيد الربيع، فيحتفل المسيحيون يوم الأحد بعيد القيامة، ثم يوم الإثنين بشم النسيم.
استمر الاحتفال بشم النسيم عندما دخل الإسلام مصر، واعتبروه الممصريون طقس من الطقوس المتوارثة عن الأجداد، ولم يطرأ أي تغيير حتى الآن.