السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"القمني".. المفكر المثير للجدل

سيد القمني
سيد القمني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم الثلاثاء، الموافق 13 مارس، ذكري ميلاد مفكر وباحث تتناول غالبية دراساته تاريخ شبه الجزيرة العربية قبيل مجيء الإسلام وبعده كما يتناول برؤية مختلفة نشأة الدولة الإسلامية وقيادة الرسول لها، ويناقش العامل السياسي فى اتخاذ القرار الدينى فى التاريخ الإسلامى، ومن أشهر كتبه "الدولة المحمدية، ورب هذا الزمان، والحزب الهاشمى".
ولد سيد القمني بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف في 13 مارس عام 1947، وهو كاتب علماني معظم أعماله الأكاديمية تناولت منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي، بداية ولعه بالتعمق في التاريخ الإسلامي يعود إلى نكسة 1967 وتهاوي الحلم الناصري العروبي في بناء دولة حديثة فبدأ القمني وعلى لسانه بالتساؤل، ماذا حدث ؟ وقرر القمني وحسب تعبيره أن يكون جنديًا من نوع آخر وأن يضع يده على جوهر وجذر المشكلة والتي لم تكن مشكلة إخفاق عسكري وحسب بل كانت حسب رأي القمني متأصلة في الإطار الفكري الإسلامي وليس في الإطار الفكري العروبي.
يرى سيد القمني أن هناك بعدان للقرآن، البعد الأول حقائق، تتعامل مع أحداث تأريخية حدثت في التاريخ الإسلامي مثل غزوة بدر ومعركة أحد وصراع اليهود مع المسلمين في يثرب وغيرها من الأحداث وهناك بالإضافة إلى هذا الجانب التاريخي جانب روحي وميثولوجي إسطوري لم يحدث بصورة عملية فيزيائية وإنما يمكن اعتباره رموز وليس حقائق تأريخية.
يعتبر كتاب الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية وجهة نظر وتحليل القمني لجذور فكرة تأسيس الدولة الإسلامية، اعتبر البعض هذا الكتاب واحد من أهم الإصدارات العربية المعاصرة على الإطلاق، بينما اعتبره البعض الآخر ضربات خفية وظاهرة للإسلام.
و كان هذا الكتاب مخالفا لوجهة نظر المؤرخين القدامى عن تاريخ الإسلام فقد حلل القمني التاريخ الإسلامي على أساس كونها ظاهرة بشرية وليست كمسيرة دينية، تحركها إرادة الله دون تدخل من الماورائيات والفوق منطقيات، بل إن الإسلام يصبح أقرب إلى رسالة سياسية هدفها الأول في تكوين دولة الحزب الهاشمي (دولة بني هاشم)، هذه النظرية بالتحديد ستعارضها نظرية مشابهة تنحو أيضا لدراسة الإسلام كتاريخ ورسالة سياسية دون أي اعتبار ديني على يد خليل عبد الكريم لكن عبد الكريم يرى ان رسالة الإسلام السياسية كانت بناء دولة قريش.
صاحب فوز سيد القمنى بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 2009 والتى تبلغ قيمتها مائتى ألف جنيه مصرى، جدلا حول استحقاقه لهذه الجائزة، فقام الداعية الإسلامى الشيخ يوسف البدرى، برفع دعوى قضائية، ضد كل من وزير الثقافة فاروق حسنى وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة على أبو شادى وشيخ الأزهر، بسبب فوز سيد القمنى والدكتور حسن حنفى بجائزة الدولة التقديرية لهذا العام، وهو ما اعتبره البدرى إهدارا للمال العام لأنهما من وجهة نظره يسيئان إلى الذات الإلهية وإلى الإسلام.
كما طالبت "هيئة المفوضين" بمجلس الدولة المصرى، بسحب جائزة الدولة التقديرية من سيد القمنى.
وجاء فى حيثيات قرار "هيئة المفوضين" بمجلس الدولة المصرى أن قرار وزارة الثقافة المصرية منح الدكتور سيد القمنى، جاء مجاملة لاتجاه إلحادى كانت تستخدمه الدولة لمحاربة التيار الإسلامى.
صدر للقمنى العديد من الكتب والدراسات التى كانت سببا فى إثارة جدل كبير، لعل أشهر تلك الكتب كتاب "الحزب الهاشمى" وكتاب رب هذا الزمان، والأخير صادره الأزهر الشريف، وقدم للمحاكمة.
حاول فى كتبه مثل الحزب الهاشمى أن يظهر دور العامل السياسى فى اتخاذ القرار الدينى فى التاريخ الإسلامى المبكر بينما يظهر فى كتابه النبى إبراهيم تحليلات علمانية لقصص الأنبياء الأولين.
أشهر مؤلفاته «رب هذا الزمان» (1997)، الذى صادره مجمع بحوث الأزهر حينها وأخضع كاتبه لاستجواب فى نيابة أمن الدولة العليا، حول معانى «الارتداد» المتضمَّنة فيه.