الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

في ظل حكم بوتين.. هذه سياسة روسيا الخارجية

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدى أكثر من 18 عاماً في السلطة، تمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إعادة روسيا إلى واجهة الساحة الدولية، لكن على حساب أسوأ الخلافات مع الغرب تسجل منذ الحرب الباردة.

ويجسد بوتين، الضابط السابق في جهاز الكي جي بي، والذي يشارف على ولاية رابعة شبه محسومة الأحد المقبل، طموح "روسيا عظمى" استعادت نفوذها ومكانتها.

لاعب رئيسي في الشرق الأوسط

واستخدمت روسيا حليفة نظام دمشق حق النقض 11 مرة في مجلس الأمن لوقف مشاريع قرارات منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا في إبريل 2011، وذلك بهدف حماية نظام الرئيس بشار الأسد.

والكرملين المؤيد للاستقرار، لم ينظر بعين الرضا للربيع العربي واعتبر ما حصل في ليبيا بمثابة خيانة، حيث انتهى امتناع روسيا والصين عن التصويت على قرار في مجلس الأمن الدولي في مارس 2011 يتيح التدخل الدولي، بمقتل معمر القذافي بطريقة وحشية كما أغرق البلاد في فوضى.

واطلقت روسيا تدخلاً عسكرياً في سوريا في 2015 أدى إلى تغيير المعطيات الميدانية في النزاع السوري لصالح النظام ما أتاح للقوات الحكومية استعادة القسم الأكبر من الأراضي من إيدي فصائل المعارضة والمتطرفين.

وفي محاولة لحل النزاع، تعاونت روسيا بشكل غير مسبوق مع إيران، حليفة النظام السوري أيضاً، وتركيا الداعمة لفصائل المعارضة، وهكذا فرضت نفسها لاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط.

القرم والعقوبات

وفي مطلع 2014، أدت انتفاضة دامية مؤيدة للغرب في ساحة ميدان إلى فرار الرئيس المؤيد لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.

وفي خلال أيام، سيطر مسلحون- جنود روس كما قال لاحقاً بوتين- على شبه جزيرة القرم الأوكرانية وضمتها روسيا في 18 مارس بعد استفتاء اعتبرته المجموعة الدولية غير شرعي.

وفي الأسابيع التالية، تبع ضم شبه جزيرة القرم اندلاع نزاع مسلح بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا أوقع منذ ذلك الحين أكثر من 10 آلاف قتيل.

وروسيا متهمة من قبل كييف والغربيين بدعم الانفصاليين عسكرياً وهو ما تنفيه موسكو بشدة.

ومنذ العام 2014 تتعرض روسيا لعقوبات أمريكية وأوروبية غير مسبوقة.

وفي هذا الوقت، تبقى روسيا على آلاف من جنودها في ترانسنيستريا المنطقة الناطقة بالروسية التي انفصلت عن مولدافيا في مطلع التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.

وأقيمت قواعد عسكرية روسية أيضاً في أبخازيا واوسيتيا الجنوبية، المنطقتان الانفصاليتان الجورجيتان اللتان اعترفت موسكو باستقلالهما في 2008 في ختام حرب خاطفة مع جورجيا.

روسيا وكوريا الشمالية

خلافاً لواشنطن التي تلوح باستمرار بالتهديد بعقوبات، تدعو موسكو على الدوام إلى الحوار مع بيونج يانج على أساس خارطة طريق أعدتها روسيا والصين.

لكن روسيا ساندت في نهاية 2017 قراراً في الأمم المتحدة يفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية وخصوصاً فرض قيود على واردات النفط التي تعتبر أساسية للبرامج الصاروخية والنووية.

وفي مطلع يناير أشاد الرئيس الروسي بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، واصفاً إياه بأنه "رجل سياسة ناضج" حين وجه هذا الأخير إشارات انفتاح في خطابه إلى الأمة في مناسبة رأس السنة.

التدخل في الانتخابات الأمريكية

تختلف واشنطن وموسكو حول عدد من الملفات الدولية مثل أوكرانيا وسوريا وإيران، لكن منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وعد بتقارب مع روسيا، شابت العلاقات أزمة الاتهامات بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بواسطة عمليات قرصنة.

ومنذ سنوات، تندد موسكو بنشر الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية وبشكل عام تعزيز قوة حلف شمال الأطلسي على حدودها ما يشكل مبرراً لها لتقوية قدراتها العسكرية الخاصة.

سباق للتسلح

وما يثير مخاوف من سباق جديد للتسلح، أعلنت واشنطن في فبراير أنها ترغب في امتلاك أسلحة نووية جديدة ضعيفة القوة، فيما أشاد بوتين في مطلع مارس بصواريخ روسية جديدة "لا تقهر".

في أوج التوتر مع الغرب، حاولت روسيا تعزيز علاقاتها مع حلفائها التقليديين مثل الصين والهند أو فنزويلا.

العلاقات مع الصين

موسكو والصين اللتان يربطهما عقد ضخم حول تسليم الغاز الروسي إلى الصين، غالباً ما تظهران كجبهة متحدة على الساحة الدولية وخصوصاً في عمليات التصويت في مجلس الأمن، وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ إن العلاقات بين البلدين حالياً "في أفضل مستوى في تاريخها".

عقود ودعم مالي

ووقعت روسيا في السنوات الماضية عدة عقود مع الهند، الزبون الطويل الأمد للأسلحة الروسية وعززت علاقاتها مع أمريكا اللاتينية وخصوصاً مع فنزويلا التي تشاطرها مواقفها من الولايات المتحدة.

وأعطت موسكو في الآونة الأخيرة دعما مالياً لكراكاس التي تواجه أزمة اقتصادية عبر إعادة جدولة دين بقيمة 3 مليارات دولار منحته إياها في 2011.