الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بليه.. والفك المفترس! "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ونستكمل حديثنا عن أخطاء السياسة الأمريكية، ونستعرض رؤية المستشار حسن أحمد عمر، الذى يؤكد أن لديه ما يؤكد أن دوائر إسرائيلية متعصية تدرك أن الاسم الحقيقى لذلك الحائط هو (الحائط العربي) وليس (حائط المبكى)، وهذا خطأ يقع فيه الإعلام العربى وأحدث الأبحاث القانونية والمستندية، ومن خلال مداولات عديدة (مقدسية) ومصرية على رأسهم الفقيه بل شيخ الفقهاء الدكتور مصطفى الغتيت.
وتشير الوثائق إلى أن هذا الحائط حتى اليوم وحتى كتابة هذه السطور ملك للأوقاف الإسلامية وليس لإسرائيل رسميًا، وذلك على الرغم من أنه بعد حرب ١٩٦٧مـ قامت إسرائيل بمصادرة (الحى اليهودي) فى إطار التشريع الذى أصدرته، ولكن هناك المحامى الإسرائيلى شموئيل بركوفيتش أعد بحثًا قضائيًا موثقًا صدر فى عام ١٩٩٧مـ جاءت فيه حقيقة مدهشة وهى أن إسرائيل الدولة لم تصادر الحائط نفسه، بل اكتفت بمصادرة ساحة الحائط وحتى جدار الحائط نفسه، وأن المصادرة للحى اليهودى فقط.
وهذا البحث الصادر من معهد القدس لأبحاث إسرائيل الذى يهتم بالموقف القضائى للأماكن المقدسة بالقدس وتناول البحث الصادر من هذا المحامى الذى تخصص فى دراسة الأماكن المقدسة للأديان الثلاثة من الوجهة القانونية، وليست السياسية، فقد تم فحص الوثائق الخاصة بالمصادرة عام ١٩٦٨مـ، والتى كانت قد صدرت وسجلت فى السجلات، فإن البحث انتهى إلى عدم وجود أى إشارة بأن إسرائيل قد تم ضم الحائط إليها، والشىء الوحيد الذى وجد فى خريطة المصادرة هو رسم (كروكي) بدون أى إيضاح، والذى اكتشفته المحامية (دفورا كورتييل) الباحثة التى حملت تحت إشراف الدكتور بروكوفيتش الذى يؤكد أن المحتمل أن تكون إسرائيل قد قامت عن طريق الخطأ برسم الإضافة المذكورة على الخريطة لكن ليس لهذا الرسم أى ذكر فى الوثائق المسجلة، وبالنسبة للحائط الذى يبلغ سمكه حوالى خمسين مترًا فإن الأمر واضح بأن السند الإسلامى والموقف الإسلامى أقوى من أن تقوم إسرائيل بمصادرة الحائط العربى خشية مواجهة الموقف الإسلامى.
وأكد المستشار حسن أحمد عمر خبير القانون الدولى فى مصر والعالم العربى بأن مراكز صناعة القرار فى إسرائيل، سواء بين الصقور أو الحمائم أن هذا الموضوع شديد الحساسية للغاية وأن إدخالهم فى تفاصيل هذا الوضع، وقد قام عالم آثار دا باهاظ وهو أستاذ شهير وله مكانته العالمية من جامعة بار إيلان وله أبحاثه فى سجل الأماكن المقدسة بالقدس، مؤكدًا أنه يرى أن إسرائيل تصرفت بحكمة فى عدم مصادرتها للحائط وقال فى بحثه إنه عندما تمت عملية المصادرة الكبرى للحى اليهودى وساحة الصلاة بجوار الحائط عام ١٩٦٨مـ فلم يتم التعامل مع الحائط، والباحث يعتقد أن إسرائيل فكرت أنه إذا ماصادرت جدار الحائط فإنهم فى الواقع يجب عليهم مصادرة (كل الحرم الشريف)، وذلك العمل هو عمل معقد من الناحية السياسية.
وقرار ترامب هو مكافأة للصوص وجائزة للصوص الأراضى الثابت ملكيتها وتذليل للبلطجة السياسية وإشادة بمن يقتحم حرمة المنازل وتنشيط لروح الاغتيالات. ويؤكد المستشار حسن عمر أنه سبق لها تصفية الشهيد يحيى عياش وكانت عملية تصفية غريبة كما أعلنتها إسرائيل بما يؤكد أنه (إرهاب دولة)، فقد حصل الشخص الذى اشترك وتعاون فى اغتيال يحيى عياش على مبلغ مليون دولار عام ١٩٩٦مـ وهو اعتراف رسمى إسرائيلي، كما حصل على جواز سفر مزيف وبطاقة شخصية وهمية، هذا كلام ثابت فى التحقيقات، وظل عياش تحت مراقبة دائمة لجهاز الأمن العام وعناصر الاستخبارات فى جيش الدفاع لفترة طويلة واعتمدت العملية على جهاز التليفون المحمول ومن خلال الشفرة التى أرسلت عبر الجهاز وسببت الانفجار لأن جهاز التليفون لم ينفجر إذا تحدث أى شخص آخر وبمجرد التأكد من أن عياش هو المتحدث وحصلت الإشارة وتم الانفجار.
ويقول المستشار حسن عمر، إن هذه الوثائق ترد على الزيارة الفاشلة التى قام بها نائب الرئيس الأمريكى (مايك بنس) وتوجه إلى حائط (البراق) لكنها إعلان لتدشين تهويده.
ويعتبر خطوة غير موفقة تمامًا من الرئيس ترامب بل إنه جعل من نائبه مثل (صبى الورشة بليه) ليس له حضور وأنه يشغل منصبًا أكبر من قدراته لكنه يغير نفسه فى فلك (نجم الشر).
فقد أصبح الرئيس ترامب هو نجم أخبار الشر فى كل مكان على ظهر الكرة الأرضية الذى تصور أنها سجلت باسمه فى الشهر العقارى الأممي، وفى خضم هذا الزحام نسى دوره الريادى والقيادى وأصبح بعده أن يقوم بدور الفك المفترس للبشرية، سلاحه أنيابه وطلقات لسانه أفقدته التوازن المنشود، وكل هذه إرهاصات ومقدمات لحالة الغروب المرتقبة ذلك أن شخصية ترامب سقطت فى جميع الاختبارات وبدأت الأمة الأمريكية ذاتها تعانى من الحماقات اليومية الهتلرية التى تتساقط يوميًا فوق الرؤوس وتحول المناخ الدولى العام إلى سحاب أسود داكن عاصف ساخن يعانى العالم بفضله من ارتفاع ضغط الدم والتهاب الأعصاب والانفلات فى كل اتجاه.