الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

العذراء سريعة الاستجابة

العذراء
العذراء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى سنة ١٦٤٤، كان خادم المائدة الراهب نيلوس، والذى كان بحكم عمله يجتاز هذا الباب أكثر من غيره، سمع وهو مجتاز الباب ليلًا على عادته اليوميةـ وكان حاملًا بيده مشعلاَـ صوتًا من الأيقونة قائلًا له: «لا تقتربنَّ فيما بعد إلى هنا بمشعلك ولا تسوِّد أيقونتى بدخانك»، فخاف نيلوس أولًا ثم هدأ روعه، وعاد إلى قلايته حاسبًا أن ما سمعه كان مزاحًا من أحد الإخوة. 
ثم تابع على عادته الاجتياز قرب الأيقونة حاملًا بيديه مشاعل ملتهبة، ولذلك سمع من الأيقونة صوتًا يقول له: «يا لك من راهب غير مستحق لهذا الاسم، أتسود أيقونتى هكذا بلا مبالاة ولا خجل». فعمى نيلوس لساعته عند سماعه هذه الكلمات، وأدرك أن الصوت الذى سمعه فى المرة الأولى كان صوت والدة الإله الصادر من أيقونتها الشريفة، فندم على عدم انتباهه واعتبر نفسه مستوجبًا بعدل لهذه العقوبة.
فى صباح اليوم التالي، وجده الإخوة ملقى على ظهره أمام الأيقونة، وعندما سمعوا منه ما حدث له سجدوا بورع أمام الأيقونة وأوقدوا أمامها قنديلًا دائم الاشتعال، وانتخبوا خادمًا جديدًا للمائدة، وطلبوا منه أن يبخرها كل مساء.
أما نيلوس المبتلى بالعمى فكان يصلى باكيًا أمام الأيقونة ليلًا ونهارًا معترفًا بخطيئته، فاستجابت العذراء لتوبته القلبية ودموع صلاته، وفى أحد الأيام عندما كان يصلى ويبكى أمام أيقونتها العجائبية سمع صوتًا ملؤه الحنان يقول له: «يا نيلوس قد سُمِعَت صلاتك فصُفِحَ عنك وستُمنَح عيناك الضياء، فإذا ما نلت منى هذه الرحمة، بشّر الإخوة بأننى أنا سترهم ومدبرتهم، والمحامية عن ديرهم المكرّس لرؤساء الملائكة، فليلجأوا إليّ هم وجميع الأرثوذكسيين وأنا لا أهمل أحدًا، وسأكون الشفيعة لجميع الملتجئين إليّ بورع، وابنى وإلهى يستجيب طلباتهم كلها لأجل شفاعتى أمامه، ولذلك تسمى أيقونتى هذه من الآن (السريعة الاستجابة) لأنى سأبدأ الرحمة بسرعة وتحقيق الطلبات لجميع المستغيثين بى أمامها».
أبصر نيلوس بعد هذا الكلام وشكر السيدة بدموع استجابتها لتضرعه، وذاع خبر هذا الحادث العجيب بسرعة فى جبل آثوس المقدس كله، فتوافد كثير من الرهبان ليسجدوا للأيقونة المقدسة ويعاينوا خادم المائدة الذى عوقب ثم رُحم، فغُفِر له وعاد يبصر.
فيما بعد اتفق الرهبان على أن يحوّطوا ممر المائدة بشكل أن يصبح مقامًا وشيّدوا كنيسة إلى جهة الأيقونة اليمنى على اسم والدة الإله السريعة الاستجابة وقرروا تعيين راهب كاهن ليقيم دائمًا عند الأيقونة ويحتفل صباحًا ومساءً بإقامة الصلوات أمامها ويشعل المصباح دائمًا وفى يومى الثلاثاء والخميس من كل أسبوع يجتمع الرهبان مساءً ليرنموا صلاة الابتهال أمامها (البراكليسي).
وقد جرت عدة عجائب منها: شفاء العميان، العرج والمصابون بالفالج، ونجّت كثيرًا من السفن الموشكة على الغرق، وكذلك من الأسر عندما كانوا يطلبون شفاعة السيدة العذراء السريعة الاستجابة.