الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ننشر تفاصيل قتل عجوز إمبابة على يد عامل خردة.. نجل شقيق المجني عليها: المتهم رهن عقد الشقة اللي أجرها من عمتي وقتلها بـ13 طعنة.. الجيران: كان مدمن مخدرات وبيستلف كل حاجة حتى الغسالة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تتوقع «كريمة» ربة المنزل السبعينية، أن حياتها ستنتهي على يد مُستأجر لإحدى الشقق المملوكة لها بشارع الإمام الغزالي بدائرة قسم إمبابة، فرغم عدم اختلاطها بالناس وعدم وجود أعداء لها إلا أن نهايتها كانت غير متوقعة بالنسبة لأهالي المنطقة، بعدما تجرد «مصطفى»، عامل خردة، من مشاعر الرحمة والإنسانية، وسدد لها ١٣ طعنة في مناطق متفرقة من جسدها.
«قتلها عشان طالبته بالإيجار وكانت هتطرده.. قتلها لأنه اتخانق معاها.. قتلها عشان يسرقها»، تعددت الروايات حول مقتل العجوز، لذلك انتقلت «البوابة» إلى محل الواقعة بشارع الإمام الغزالي، وعلى بعد عدة أمتار من بداية الشارع، كان يقع منزل المجني عليها المكون من ٤ طوابق، الكثير من رجال الشرطة حضروا بصحبة المتهم ووكيل النيابة لإجراء معاينة تصويرية لمسرح الجريمة، حالة من القلق سادت المنطقة لأكثر من ٣ ساعات حتى انتهت النيابة من المعاينة التصويرية.
وخلال هذه الفترة التقينا عددًا من جيران المجني عليها وكان من بينهم «مصطفى. ع. آل»، شاب في العقد الثالث من العمر، نجل شقيق المجني عليها، الذي بدأ كلامه قائلا: «عمتي كانت طيبة وفي حالها، ومش بتتعامل مع حد، ومعندهاش أعداء، لأنها كانت تقيم بمفردها منذ ما يقرب من ١٠ سنوات، بعد وفاة زوجها ومالهاش حد يسأل عليها لأنها لم تنجب أي أطفال، الفترة الأخيرة كانت جدتي تقيم معها حتى توفيت هي الأخرى، كانت حياتها بسيطة تنفق على نفسها من خلال الإيجار الذي تحصله من الشقق التي تقوم بتأجيرها، بالإضافة إلى معاش زوجها الذي كانت تتحصل عليه، لم ترغب يومًا في الاختلاط بأحد فحياتها كانت منغلقة، حتى يوم ما فكرت تأجر منزلها، أجرت الطابقين الأول والثاني، وأقامت في الطابقين الثالث والرابع وعملت عليهما بابًا حديديًا، حتى لا يتمكن أحد من دخولهما سواها».
«كانت بتحب تربي الطيور والقطط فوق سطح بيتها»، هكذا بدأ «محمود» النجل الثاني لشقيق المجني عليها حديثه، مضيفا: «مفيش مرة اشتكت من المستأجرين غير من المتهم، كان بتاع مشاكل»، موضحًا أنه حضر من إحدى قرى الصعيد بصحبة زوجته وأبنائه الأربعة، للعمل بالقاهرة، بحث عن شقة للإيجار حتى عثر على عقار عمتي، وطلب يأجر شقة ودفع لها ٢٠٠٠ جنيه تأمين، واتفق معها على دفع إيجار شهري، مرت عدة أشهر دون مشكلات، ولكن سريعا ما تغير الوضع خاصة عندما تأخر المتهم في دفع الإيجار شهرين، طالبته أكثر من مرة ولكن دون جدوى فهددته بالطرد في حال عدم سداد قيمة الإيجار، ولم تكن تعلم أنه سيقتلها.
واستطرد «محمود»: «المتهم كان سيئ السمعة ومدمن مخدرات، استلف فلوس من أغلب أهالي المنطقة، وكل شوية حد ييجي له عشان فلوس، حتى أنه رهن عقد الشقة التي أجرها من عمتي لأحد الأفراد ليضمن حقه، كان بيستلف كل حاجة حتى الغسالة كان بياخدها من الجيران عشان يغسل هدومه».
وأشار نجل شقيق المجني عليها إلى أن المتهم اصطحب زوجته وأبناءه، قبل الواقعة بعدة أيام، وسافر لزيارة أسرته في الصعيد، ثم حضر لتنفيذ جريمته، فقد خطط لها جيدا لأنه على علم بأن المجني عليها تقيم بمفردها، واستغل صعودها لسطح العقار لإطعام الطيور والقطط، ودفعها داخل شقتها الكائنة بالطابق الرابع فور نزولها وسدد لها عدة طعنات، ثم استولى على ٧٥٠ جنيهًا وخاتمين وقرطها الذهبي، وهاتف محمول وذهب لأسرته، وبعد مرور ثلاثة أيام اكتشفنا الواقعة، وأبلغنا الشرطة، بعدما لاحظنا غيابها خاصة أنها لم تعتد على ذلك، ففي أغلب الوقت تخرج ثم تعود، ولم تتأخر أبدا في العودة للمنزل عن الساعة الخامسة مساء.
ولفت إلى أن المجني عليها كانت تدخر ما يقارب الـ١٠٠ ألف جنيه في أحد مكاتب البريد، وكذلك تمتلك عقارا آخر في منطقة ثانية ولكنها قامت ببيعه لتعلقها بهذا.
وعلى بعد مسافة صغيرة كانت تقف «أم بشرى»، الجارة التي تقيم بالعقار المجاور لعقار المجني عليها، والتي قالت: «كتير حذرنها من أن المتهم هيقتلها، لكن هي كانت طيبة ومصدقتش كلام حد، رغم أن إحدى الجارات أخبرتها منذ ٣ أشهر أن زوجة المتهم أكدت لها أنهم يقومون بتثبيت الناس وسرقتهم».
وأضافت جارة المجني عليها: «المتهم قتلها، ونزل من البيت عادي رمي على السلام ومشى، مر ٣ أيام على ارتكابه الواقعة، وفوجئت بجارة المجني عليها تطلب مني رقمها عشان تطمن عليها، فقولت لها (مش بتدي تليفونها لحد)، فأخبرنا أقاربها بأنها مختفية منذ أيام وأن هناك رائحة كريهة تصدر من المنزل، وأن نور الطابق الثالث شغال، وهي لم تعتد أن تتركه شغال كل الفترة دي».
وتابعت، أن أهالي المجني عليها حضروا سريعا وحاولوا فتح الباب لكن دون جدوى، فلا أحد يمتلك مفتاحا، فكسروا الباب حتى عثروا على جثتها، مصابة بعدة طعنات متفرقة في الرقبة والصدر ووجود بعثرة بمحتويات الشقة، وتم إبلاغ الشرطة، وبإجراء معاينة للشقة، تبين من خلالها سلامة منافذها، ما أكد أن المتهم دخل بطريقة مشروعة، وأنه من المترددين على الضحية، وبدأوا في مناقشة الجيران والبعض أجمع على أنها ليست على خلاف مع أحد سوى المتهم.
وأشار الجيران إلى أنه من سوء حظ المجني عليها أن جارتها التي تقيم بالشقة المجاورة لها كانت قد ذهبت لإجراء عملية جراحية، لذلك لم يشعر أحد بوفاتها لحظة تنفيذ الواقعة، حتى عثرنا عليها ملفوفة داخل سجادة حمراء وحول رقبتها إيشارب ومصابة بـ١٣ طعنة.
وألقت قوة أمنية بقيادة المقدم محمد ربيع رئيس مباحث القسم ومعاونه محمد المغربي، القبض على المتهم الذي اعترف بجريمته وأرشد عن المسروقات التي أخفاها لدى أسرته بالصعيد، وأمرت النيابة بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد.