الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

صفي الدين أبو شناف.. آسر "عساف ياجور"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
غاب عن عالمنا اليوم الفريق صفي الدين أبوشناف رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وكان رئيس اللجنة العسكرية المصرية في مباحثات السلام المصرية الإسرائيلية، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية إبان أزمة احتلال الكويت وحرب تحريرها.
النشأة
ولد في 29 يناير 1931 في قرية صفط الغربية التابعة لمركز المنيا، محافظة المنيا. متزوج وله ابن وبنت. تخرج في الكلية الحربية عام ١٩٥٣، حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية، وماجستير في العلوم العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا. تخرج من كلية أركان حرب، من كلية الحرب العليا، عمل رئيس استطلاع الفرقة الثالثة مشاة قائد ك 17 مشاة، رئيس أركان اللواء 117 مشاة، ورئيس شعبة عمليات الجيش الثاني، مدرسا بأكاديمية ناصر العسكرية، رئيس جهاز سطع بإدارة مخ وسطع، قائد الفرقة السابعة مشاة، رئيس أركان وقائد الجيش الثاني الميداني، رئيس هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة، مساعد رئيس أركان حرب، رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
تدرج في العمل العسكري علي مدار ٤١ عامًا من درجة ملازم بقيادة فصيلة مشاة مرورًا بجميع المواقع العسكرية حتى رئيس شعبة عمليات الجيش الثاني، وأيضا أركان الجيش الثاني، ثم رئيس اللجنة العسكرية المصرية في مباحثات السلام لتسلم سيناء، ورئيس لهيئة التنظيم والإدارة، ومساعد لرئيس الأركان.
شارك في حروب ٥٦ واليمن والاستنزاف و٧٣ والخليج لاستعادة الكويت.
خلال حرب أكتوبر تولى أبوشناف قيادة اللواء 117 مشاه ميكانيكى خلفا للعميد حمدى الحديدى، والذى أصيب، وكان أبو شناف برتبة عقيد وقتئذ، وحقق اللواء 117 نجاحات كبيرة خلال الحرب واستطاع صد الهجوم المضاد الذي نفذته إسرائيل واستطاع أسر عساف ياجوري.
وأكد أبوشناف في تصريحات له أن إسرائيل نظرت إلى مصر بعد الحرب على أنها العرب، وأن السلام معها يعني السلام مع العرب.
ووصف أبوشناف الرئيس السادات بأنه كان قائدًا جسورًا بعيد النظر، ولديه رؤية وفهم للاستراتيجية الدولية اكتسبها من العمل الوطني ضد الاحتلال، وكان من الذين سبق طردهم من القوات المسلحة، بالإضافة إلي قراءاته الكثيرة التي مكنته من تكوين رؤية للمجتمع الدولي، مؤكدًا أنه لو كان أحد غيره لما استطاع أن يأخذ قرار الحرب أو قرار السلام، لأن كليهما يحتاج إلي رجل مميز، لافتًا إلي أن تميزه ظهر أثناء ثغرة الدفرسوار التي أحدثت ارتباكًا في الجيش وتخيل البعض أنها ستؤدي إلى تدميره، لكنه بتواجده داخل مسرح العمليات وصموده أكد أنها لا تؤثر كثيرًا لأنها مجرد عملية تليفزيونية.
وروى أبوشناف ذكرياته عندما رفع الرئيس السادات العلم في العريش بحضور نظيره مناحم بيجن بقوله: «حضر بيجن إلي العريش وتناولنا الغداء مع اللجنة العسكرية، وطلب بيجن من السادات زيارة منطقة بئر سبع مع القيادات العسكرية الإسرائيلية، وفوجئنا بحشود إسرائيلية على الصفين من الأطفال والسيدات والرجال تعتريهم مشاعر غريبة، وفي اللقاء وقف رئيس إسرائيل حينذاك.
ورحب بالسادات قائلًا: (إحنا اتفقنا مع بعض وإحنا بنسلمك الأرض التي كنا نحتلها إيمانا منا بالسلام)، فتغير وجه الرئيس السادات وغضب، ثم قام ليلقي كلمته التي قدمها له السكرتير الخاص، لكنه تجاهلها وألقي كلمة غيرها قال فيها: (أنا شاكر للوفود التي حضرت لرؤيتي لكن عاوز أقول لرئيس الدولة إنه لم يسلمنا الأرض بتاعتنا بل أخذناها بدماء الشهداء في الحرب التي خضناها)، فصفق القادة العسكريون والمدنيون الإسرائيليون أكثر من ١٥ دقيقة».
وذكر أبوشناف القصة الحقيقية لعملية أسر قائد الدبابات الإسرائيلية العقيد عساف ياجور بقوله: «يوم ٨ أكتوبر كانت إسرائيل تخطط للقيام بضربة مضادة بهدف تدمير قوات الفرقة الثانية مشاة عند رأس الكوبري شرق القناة، والوصول للقناة مما يؤدي إلى رجوع قواتنا إلي غرب القناة، وكانت الفرقة الثانية موزعة بواقع لواء في اليمين، وآخر في اليسار، واللواء ١١٧مشاة ميكانيكا في المنتصف، وعند هجوم القوات الإسرائيلية من خلال لواء مدرع لم تكن لديها معلومات عن حجم قواتنا.
وكان اتجاه اللواء المدرع الإسرائيلي في اتجاه اللواء ١١٧ الذي استعد للمواجهة، وكان هناك لواء مدرع احتياطي، وقد فوجئ قادة اللواء المدرع الإسرائيلي بحزم من النيران جعلتهم يتركون الدبابات ويختبئون، فألقت عناصر من قواتنا القبض على الأفراد، ومنهم عساف ياجور وهو يشير بالمناديل البيضاء دليلًا على الاستسلام، وكان بحوزة ياجور طبنجة، ومحفظة، وكارت، وفلوس، وتحقيق شخصية.
وقد أهديت الطبنجة إلي العميد حمدي الحديدي، قائد اللواء المصري، الذي أصيب ونقل إلى المستشفى، فأرسلنا الطبنجة إليه تقديرًا من ضباط وجنود الفرقة، ومازالت بحوزته حتى الآن للذكرى، أما تحقيق الشخصية فقد تم إهداءه إلى العميد حسن أبوسعدة، قائد الفرقة، أما المحفظة والكارت وكتاب الدعوات والفلوس والخوذة، فقد حصلت عليها أنا، وبعد ذلك وضعنا الخوذة في المتحف الحربي، ووزعنا الفلوس علي بعض الضباط، كما عثر مع كل الجنود والضباط الذين تم أسرهم على كتاب التنود «الدعوات».
وأوضح أبوشناف أن اللذين أسرا ياجور هما النقيب يسري عمارة، والملازم أول فتحي بخيت ومعهما ٣ ضباط برتبة ملازم و١٢ جنديا، مؤكدًا أنهم تعاملوا مع الأسري الإسرائيليين بشكل طيب وقدموا لهم البسكويت والشاي، رغم أنهم كانوا يعاملون أسرانا بعنف، لافتًا إلي أن ياجور زار مصر بعد ذلك عقب عملية السلام لأنه كان رجل أعمال وكانت درجته احتياطيا بالجيش.
وأضاف أبوشناف: كنت أول ضابط مصري في لجنة المفاوضات العسكرية عقب توقيع معاهدة السلام، ولما كنت ضابط استطلاع مهمته معرفة تحركات العدو، فقد تساءلوا عندما كنت هناك: لماذا هذا الضابط رئيس لجنة؟ وقد التقيت عساف ياجور هناك لكنه كان مدنيًا، كما التقيت موشي ديان، وآرييل شارون، وعيزرا فايتسمان، وزير الدفاع، ومناحم بيجن، وكان ديان وفايتسمان مع السلام بقوة، في حين كان شارون ضده لأنه كان يؤكد وجود ثأر بينه وبين مصر.
وأوضح أبوشناف أن مرحلة الاستعداد لحرب ١٩٧٣ كانت تتم من خلال تدريبات مستمرة طوال اليوم، وكان كل قائد وجندي يتدرب علي مهمته المطلوبة منه في الحرب، مؤكدًا أن التدريبات الليلية تضمنت عبور القناة، الأمر الذي ساعد الجنود علي عبورها بسبب تكثيف واستمرار التدريبات، مشيرًا إلى أن رجال القوات المسلحة قبل الحرب كان لديهم إحساس بالكسوف والعار بسبب هزيمة يونيو، رغم أنها لم تكن ذنبهم أو خطأهم، لكنها كانت ذنب وخطأ القيادة السياسية والعسكرية حينذاك.
التكريم
حصل على ميدالية الترقية الاستثنائية، وسام النجمة العسكرية، نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى، نوط الخدمة الممتازة وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة.
حصل على عدد كبير من الأوسمة والأنواط العسكرية ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى.