الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

1964.. وفاة "صاحب العبقريات" عباس العقاد

عباس العقاد
عباس العقاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لأم من أصل كردى، ولد عباس محمود العقاد، فى الثامن والعشرين من يونيو من عام ١٨٨٩ بمحافظة أسوان، وكان نصيبه فى التعليم ضئيلا، حيث أتم دراسته الابتدائية وغادر المدرسة فى ١٩٠٣ لعدم وجود مدارس حديثة بأسوان، بالإضافة إلى تضاؤل موارد أسرته فلم تستطيع إرساله إلى القاهرة ليتم تعليمه.
برغم تلك المقدمات التى صادفت «العقاد» فإن ذكاءه الحاد، تمكن من تغيير وجهة حياته، حيث أتقن الإنجليزية من مخالطته الأجانب الذاهبين إلى الأقصر وأسوان للسياحة، بعد ذلك عمل بمصنع حرير فى دمياط، ولكنه أنفق معظم دخله على شراء الكتب، ثم انتقل للعمل موظفا حكوميا بمحافظة قنا، وكانت وجهته التالية إلى القاهرة، حيث استقر فيها وأسس جريدة «الدستور» فى ١٩٠٧، وخلال تلك الفترة تعرف بالزعيم سعد زغلول، ولم تستمر تلك الجريدة وأغلقت بعد فترة، وانتقل إلى جريدة «المؤيد».
ولكن حال فتى أسوان الذى ترك التعليم بسبب ضعف موارد أسرته المالية، لم يختلف عن صحفى القاهرة الذى اتجه إلى التدريس فى ١٩١٧ ليزيد من دخله بعد ضائقة مالية ألمت به، وبعد ذلك بعامين انتقل للعمل بجريدة «الأهرام».
كان للعقاد موقف سياسي بارز حينما عارض الملك فؤاد الذى رغب فى تعديل عبارتى «الأمة مصدر السلطات» و«الوزارة مسئولة أمام البرلمان» فما كان من العقاد إلا أن عارض رغبة الملك قائلا «إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس فى البلاد يخون الدستور ولا يصونه» فكلفه ذلك الموقف تقييد حريته لتسعة أشهر بتهمة العيب فى الذات الملكية، وكان ذلك فى ١٩٣٠.
وانتمى «العقاد» لحزب الوفد، وناصر نهج سعد زغلول خلال مفاوضاته مع الاحتلال البريطانى، ولكن اصطدامه بمصطفى النحاس فى ١٩٣٥ عجل بنهاية وجوده بين أروقة الحزب العريق، فاتجه نحو الأدب.
صدر أول ديوان شعرى للعقاد فى ١٩٢٦ وتوالت بعد ذلك أعماله الأدبية، حيث أصدر أيضا عدة دواوين شعرية، منها «وحى الأربعين» و«هدية الكروان» و«عابر سبيل» وأسس «مدرسة الديوان» بالاشتراك مع عبدالرحمن شكرى، وإبراهيم المازنى، وكان لأدب عباس العقاد منحى دينى حيث ألف سلسلة العبقريات التى تُعنى بسير أعلام الإسلام، حيث كتب «عبقرية محمد» و«عبقرية عمر» و«عبقرية خالد».
بعد ثورة ١٩٥٢ كرمه الرئيس جمال عبدالناصر بمنحه جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، ولكنه رفض تسلمها، بالإضافة إلى الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة، كانت نهاية رحلته بالحياة فى مثل هذا اليوم الثانى عشر من مارس ١٩٦٤ عن عمر ناهز الخامسة والسبعين.