الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أبناء "بن لادن" يعيدون ترتيب صفوفهم على أنقاض تنظيم داعش

تنظيم داعش
تنظيم داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الوقت الذى انشغل فيه المجتمع الدولى بمحاربة تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق ومحاولات القضاء عليه، يبدو أن التنظيم الأم «القاعدة» يستغل ذلك لصالحه ليعيد فرض نفوذه وترتيب صفوفه فى سرية وهدوء عن طريق بناء تمركزات بعدة دول فى آسيا وأفريقيا، وفق ما ذكره بحث لمركز العلاقات الدولية الأمريكى CFR حول النمو الجديد للقاعدة. 
ووفق ما ذكرت الورقة البحثية التى نشرها المعهد الأمريكي، فقد نشر تنظيم القاعدة أتباعه فى مناطق الصراع المختلفة؛ ففى آسيا، رصد المركز ظهور عدد من أتباع القاعدة وإعلانات الولاء للتنظيم فى كشمير وأفغانستان، إضافة إلى تأثير كبير فى كل من سوريا واليمن والصومال، الأمر الذى يضع الأمن العالمى فى خطر داهم من ذلك المد السري، بحسب البحث.
وذكر المعهد، أن البحث تناول كيفية استغلال القاعدة لأحداث الاضطرابات فى الدول العربية عام ٢٠١١، حيث قام بإعادة ترتيب صفوفه بعد هزيمة فادحة تكبدها فى أفغانستان، معقل العديد من مؤسسى التنظيمات الإرهابية الذين يطلق عليهم «المجاهدون» أو «الأفغان العرب»، الذين كان منهم قائد التنظيم السابق أسامة بن لادن، وزعيم التنظيم الحالى أيمن الظواهري.
كذلك استغل تنظيم القاعدة الفراغ الأمنى الذى نتج عن الاضطرابات التى تسببت فيها أحداث ما سمى بـ«الربيع العربى»، لحشد مقاتليه وتوزيعهم فى عدد من الدول التى تعانى الانفلات الأمني، إلا أنه قام بتجنيد عدد من الجماعات الإرهابية المحلية فى تلك المناطق لتصبح أذرعًا له لزيادة نفوذه فى تلك المناطق، وللقيام بعمليات تخدم مصالحه فى نشر الإرهاب والفكر المتطرف.
ووفق الخريطة التى أعدها المعهد؛ فقد تبين أن عدد المقاتلين التابعين للقاعدة، سواء من الأفراد الأصليين للتنظيم أو من الجماعات التى أعلنت ولاءها للقاعدة، فى كل من آسيا وأفريقيا والشيشان أكثر من ٤٧ ألف مقاتل، موزعين كالتالي: ٢٠ ألفًا فى سوريا، ٤٠٠٠ فى اليمن، ٩٠٠٠ فى الصومال، ٦٠٠٠ فى ليبيا، ٤٠٠٠ فى دول المغرب العربى وأفريقيا الوسطى، ٨٠٠ فى أفغانستان وباكستان والهند، ٣٠٠ فى بنجلاديش وميانمار، ٣٠٠٠ فى إندونيسيا، وأخيرا نحو ١٠٠ مقاتل فى الشيشان.
وتشير الورقة البحثية أهمية الحرب السورية فى تطور تنظيم القاعدة من حيث التأثير والقوة، حيث نجح فى إظهار تنظيم داعش بأنه لا يمتلك القدرة على التخطيط طويل المدى، معللا ذلك بأنه فضّل استعمال القوة على التخطيط الاستراتيجي، وكان ذلك المفتاح الذى جعل العديد من أعضاء داعش السابقين فى سوريا ينضمون إلى تنظيم يبدو أنه قادر على مواصلة القتال فى إحدى أكثر بؤر الصراع تعقيدا فى الشرق الأوسط.
وقالت الورقة البحثية، إن نجاح القاعدة فى إعادة إحياء شبكتها العالمية هو نتيجة لثلاث خطوات استراتيجية قام بها الظواهري، الأول هو تعزيز نهج الامتياز اللامركزى الذى سهل بقاء الحركة، على مر السنين، تم دمج قادة ونواب الامتيازات البعيدة للقاعدة فى العمليات التداولية والاستشارية للحركة واليوم، أصبحت القاعدة «زائفة» بحق، بعد أن أدرجت المظالم والمخاوف المحلية بشكل فعال فى رواية عالمية تشكل الأساس لاستراتيجية شاملة شاملة.
الخطوة الثانية هى الأمر الذى أصدره الظواهرى فى عام ٢٠١٣ لتفادى عمليات الإصابات الجماعية، خاصة تلك التى قد تقتل المدنيين المسلمين وهكذا أصبحت القاعدة قادرة على تقديم نفسها عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، على نحو متناقض، كـ «متطرفين معتدلين»، أكثر ظهورًا من داعش.
أما التطور والقرار الاستراتيجى الثالث الذى اتخذه الظواهري، سمح لداعش باستيعاب كل الضربات من الائتلاف الذى استهدفه فى حين أن القاعدة أعادت بناء قوتها العسكرية بشكل غير مقصود، أى شخص يميل إلى أن تؤخذ فى هذه الحيلة من شأنه أن نفعل جيدا أن نلبى حذر ثيو بادنوس (نى بيتر ثيو كورتيس)، الصحفى الأمريكى الذى قضى عامين فى سوريا كرهينة النصرة بادنوس فى عام ٢٠١٤، كيف كان كبار قادة الجماعة «بدعوة الغربيين إلى الجهاد فى سوريا ليس كثيرا لأنهم كانوا بحاجة إلى المزيد من الجنود القادمين- لم يفعلوا ذلك ولكن لأنهم يريدون تعليم الغرباء لاتخاذ النضال فى كل حى ومترو الإنفاق محطة العودة إلى الوطن».
وذكر البحث أن أيمن الظواهرى، الزعيم الحالى للقاعدة، عمل بشكل سرى على نشر تأثير التنظيم فور ورود أنباء عن سقوط تنظيم داعش الإرهابى فى الشرق الأوسط؛ حيث استطاع إقناع العديد من التنظيمات الإرهابية فى الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، بأن داعش أصبح «ورقة محروقة»، وأن التخطيط على المدى الطويل هو الحل لاستمرار تلك الجماعات فى أنشطتها، الأمر الذى يجعل القاعدة يعيد تقلد زعامة الإرهاب العالمى.