الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

"التعري" الوطني!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هذه حالة من (التعري) الوطني.. هي عبارة طالما تراودني عقب كل قول أو فعل جديد يصدر عن عضو من أعضاء “,”جماعة الإخوان“,” الفصيل السياسي المسيطر على الحكم في مصر الآن، والذي ينتمي إليه رئيس الجمهورية.
وحالات “,”التعري الوطني“,” التي نصطدم بها ومنها، مع كل خبر أو قول أو فعل رسمي أو شبه رسمي يصدر عن أعضاء هذه الجماعة كثيرة، والنماذج على صحة هذا القول متعددة.
واليوم سوف أتحدث عن نموذج من نماذج “,”التعري الوطني“,” وواحد من “,”المتعرين وطنيًا“,”:
** عصام “,”العريان“,” نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والقيادي المهم في
“,”جماعة الإخوان“,” والمستشار السابق لرئيس الجمهورية.
“,”العريان“,” الذي فاجأنا من فترة زمنية قصيرة وهو يُقرنْ لقبه بفعله، ويتعرى من وطنيته تمامًا عندما نادى متطوعًا “,”اليهود الصهاينة“,” بالعودة لمصر والمطالبة بحقوقهم وممتلكاتهم! وقالها بوضوح و “,”عري وطني“,” مخجل.. “,”أنا بناديهم الآن وأقول مصر أولى بيهم من إسرائيل“,”!
وتناسى القيادي في جماعة الإخوان “,”العريان“,” أنه ينادي أعداء مصر بالعودة لمصر! مؤكدًا لهم أن لديهم حقوق وممتلكات في مصر عليهم أن يطالبوا بها، رغم أنهم حصلوا على كل التعويضات وإلا ما كانوا صمتوا - ومتى يصمت اليهود عن حقوقهم وعن غير حقوقهم – وهكذا تعرى العريان من وطنيته، في مقابل رضاء الصهاينة عنه ومنحهم إياه لقب “,”البطل المحب للشعب اليهودي“,”!
ثم وفي محاولة من العريان لإسباغ بعض المنطق على “,”عريه الوطني“,”، انطلق كاذبًا كذبته الفجة، وفي لوي عنق الحقيقة، وبقدرة على “,”الافتراء“,” يحسد عليها، مؤكدًا أن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر جمعته لقاءات مع قادة صهاينة.. ملوحًا بالكشف عن أسرار تاريخية.. مهددًا: “,”إن عدتم عدنا“,”!
وواضح أن “,”العريان“,” ليس متعريًا من الوطنية فقط، لكنه مفلس أيضًا في قراءاته للتاريخ إلى درجة أنه لم يعرف باللاءات الثلاث “,”لا صلح.. لا اعتراف.. لا تفاوض“,” تلك اللاءات التي أطلقها عبدالناصر في مؤتمر القمة العربي الذي عقد مباشرة في الخرطوم عقب الهزيمة العسكرية في يونيو 67، هذه الهزيمة التي تحدث عنها العريان بشماتة لا تقل عن شماتة العدو !! متناسيًا أنها وبعد أقل من أسبوعين أعقبتها سلسلة من الانتصارات المتتالية وشبه اليومية، وذلك في حرب الاستنزاف التي كَبَدَ العدو خسائر متتالية منها ما كان على أرضه وفي موقعه.. هذه السلسلة من حرب الاستنزاف التي تُوجت - وبخطة كاملة وضعها عبدالناصر وقادة جيش مصر آنذاك - بانتصار أكتوبر العظيم، حتى لو كانت النتيجة قد أهدرت بالاتفاق “,”الصهيو- أمريكي- الساداتي“,” أو ما يسمى باتفاقية كامب ديفيد، أو اتفاقية السلام المزعوم.
ولو أن عبدالناصر وكما يقول العريان (المتعري وطنيًا) كان يلتقي بالقادة الصهاينة ويعقد معهم الاتفاقات ما كان في حاجة لحرب استنزاف ولا لحرب أكتوبر، وما كان قالها “,”لا صلح.. لا تفاوض.. لا اعتراف“,”.
والعريان واضح أيضًا أن حالة “,”التعري الوطني“,” التي هو عليها، قد أنسته أن الرئيس جمال عبدالناصر لم يكن في رفضه لأي شكل من أشكال التعامل مع العدو الصهيوني يعبر عن الموقف الرسمي لمصر فقط، بل إن هذا الرفض الرسمي كان متناغمًا مع الرفض الشعبي لأي شكل من أشكال التعامل مع العدو الصهيوني، ذلك الرفض الوثيق الثابت والذي ظل ممتدًا وعلى ثباته حتى بعد رحيل عبدالناصر وحتى بعد ما سُمى باتفاقية كامب ديفيد بسنوات طوال بل وحتى الآن.
وأذكر أنني كنت في مؤتمر في العاصمة الأردنية عمان وكان البرلمان الأردني – في ذلك الوقت – مازال يناقش اتفاقية السلام الأردنية “,”الإسرائيلية“,”، ولفت نظري رغم أن الاتفاقية لم توقع بعد، إلا أن هناك حالة تعامل وتطبيع بدأت تلوح في الأفق وأن هناك مرضى من الأردن ذهبوا للعلاج هناك.. وأذكر أنني في المؤتمر عبرت في كلمتي بوضوح وتكرار (ورغم انتمائي العروبي) عن فخري واعتزازي الكبير بمصريتي، وبأنني مواطنة مصرية أنتمي لشعب مصر العظيم، الذي ورغم مرور السنوات على توقيع السادات للاتفاقية مع العدو، إلا أنه ظل ومازال رافضًا بقوة لأي شكل من أشكال التطبيع أو التعامل مع العدو الصهيوني، وأن القلة القليلة جدًا إلى درجة الندرة التي تعاملت قوبلت بالنبذ والتحقير من شعب مصر في كل القطاعات، وراجية الشعب العربي الأردني بالوقوف وقفة صلبة أمام الاتفاقية وأمام المتخاذلين الذين هرولوا متوهمين أن هناك سلامًا مع عدو قضيتنا معه هي قضية وجود!
وأذكر أيضًا كيف أن قاعة المؤتمر ارتجت تصفيقًا وهتافًا لمصر وتنديدًا بالاتفاقية التي كان البرلمان يناقشها في نفس الوقت.
وتمضي السنون والشعب المصري ثابت على موقفه العظيم من رفض التعامل والتطبيع مع العدو.. ويأتي عام 2011 وتندلع ثورة 25 يناير في مصر، ويذهب فيها مئات الشهداء في عمر الزهور.. وتخطف جماعة الإخوان الثورة التي رفضوا في البداية المشاركة فيها انتظارًا للأمر الأمريكي، ويصدر الأمر.. وتتواصل الحوارات التي امتدت على مدار سنوات.. وتنعقد الصفقة “,”الصهيو- أمريكية - الإخوانجية“,”.. ليأتي محمد مرسي إلى الحكم أمرًا وفرضًا.. ويحكم مرسي مصر بأوامر وتعليمات مكتب إرشاد جماعة الإخوان، وتسيطر الجماعة على الكثير من مؤسسات الدولة المصرية وفي مقدمتها الصحافة والإعلام.. ويخرج أصحاب العاهات النفسية من أعضاء الجماعة من جحورهم، وتنطلق حناجرهم بالهراءات والتفاهات، يكفرون ويخونون، ناسون أنهم وتنظيمهم الدولي من الأساس صناعة “,”مخابراتية بريطانية“,”.. وتصدر التصريحات (الهراءات) على لسان محمد بديع المرشد العام للجماعة، ومحمود غزلان المتحدث الرسمي للجماعة، و صفوت حجازي عراب قطر، وغيرهم.. حول حلمهم “,” الدولي“,” في إقامة “,”دولة الخلافة“,” التي يعلم القاصي والداني أن قيامها سيكون فوق أنقاض مصر المفتتة المفككة إلى ولايات، وكما يريد الصهاينة لها تمامًا.. وهو الحلم وهي التصريحات التي تؤكد أن جماعة الإخوان هم خير منفذ للحلم الصهيوني بتمزيق مصر وبلدان الوطن العربي.
ثم وبين من خرجوا علينا محتمين بمظلة حماية سلطة مرسي، يخرج علينا العريان بترهاته وأكاذيبه وتهديداته: “,”إن عدتم عدنا“,”.. ناسيًا وناكرًا الجميل الكبير لجريدة “,”العربي“,” التي هي جريدة حزب عبدالناصر.. جريدة “,”العربي“,” التي خصصت الصفحات وخصص كتابها أعمدتهم للدفاع عن العريان وهو قابع داخل سجون مبارك، وكنت أنا واحدة من هؤلاء الكتاب، كتبت مرارًا مدافعة دفاعًا مستميتًا عنه، وعن مبدأ حريته في اختيار ما يعتقده، حتى وإن اختلفت معه فيه أو رفضته.
ثم.. ها هو العريان وبعد أن أصبح واحدًا من السلطة المسيطرة على حكم مصر، يخرج علينا بهراءاته وأكاذيبه، مهاجمًا زعيمًا ندر أن يأتي الزمان بمثله ويعض (هو) الأيادي التي أحسنت إليه في أزمته!..
ها هو العريان بعد أن أصبح داخل منظومة هشة تحكم مصر الآن، يقف وقفة هشة هشاشة درجة وطنيته التي “,”برع“,” في التعري تمامًا منها بعد أن أصبح حامل اللقب “,”البطل المحب للشعب اليهودي“,”.. ها هو يقف ويتوعد قائلا “,”إن عدتم عدنا“,”!
** ويا عريان عد أنت إلى عقلك ودعك من هذا اللوحات (الاستربتيزية) التي تقوم بها بين وقت وآخر.. ولا تكن مثل براقش على نفسك جنيت.