رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"وليم": التطور في الترجمات أمر حادث لا محالة.. وينكره الجاهل

كميل وليم سمعان
كميل وليم سمعان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرعلى ترجمة «فاندايك» زمن طويل.. تغيرت فيه مفردات اللغة وألفاظها وثقافة متحدثيها
قال الأب الدكتور القس، كميل وليم، عن ترجمات الكتاب المقدس، هناك نظريات عديدة لترجمات الكتاب المقدس، منها ما يعود لما قبل ظهور الإسلام، ويرى بعض العلماء، ومنهم يوليوس بن هوزين، أن عرب الجزيرة من اليهود والمسيحيين كان لديهم كتابات دينية، بالإضافة لنصوص الكتاب المقدس فى اللغة العربية المتداولة وقتئذ، وكانت قبائل بنى كلب، والطائيين، والغنامين من القبائل التى انتشرت وسطها المسيحية، ويؤيد هذا الرأى المستشرق الفرنسى فرانسوا، ولا يشك أحد اليوم أن المسيحيين كان لهم وجود فى الجزيرة العربية قبل الهجرة، وهو ما يؤكده المؤرخ لويس شيخو، وبالطبع كانت المدينة مهيأة للرسول محمد «عليه الصلاة والسلام» وهناك بعض الأحاديث النبوية التى تعكس نصوصًا كتابية من سفر «يشوع بن سيراخ»، منها «تَصَدَّقُوا وَلَوْ بِتَمْرَةٍ، فَإِنَّهَا تَسُدُّ مِنَ الْجَائِعِ، وَتُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ»، وكذلك «فتصدقوا فإن الصدقة فككم من النار»، وقد جاء هذان الحديثان فى السيوطى، وهذان الحديثان خلفيتهما موجودة فى سفر يشوع بن سيراخ «كما تطفئ الماء النار المشتعلة»، كذلك الصدقة تكفر عن الخطايا ويوجد العديد من النماذج المشابهة. 
ويكتب بطليموس السكندرى، أن التوراة ترجمت من اللغة العبرانية إلى اليونانية فى الإسكندرية، وهو ما يعرف بالترجمة السبعينية، وكان ذلك قبل ميلاد السيد المسيح، وقد ترجمت هذه النسخة إلى لغات كثيرة منها اللغة العربية، ومن المعروف أن حنين بن إسحاق، له باع فى ترجمة التوراة، كذلك سعديا الفيومى، الذى ترجم التوراة كاملة إلى اللغة العربية.
وهناك العديد من الترجمات التى قامت بها الكنيسة الكاثوليكية، منها ما ترجم فى مجمع انتشار الإيمان الكاثوليكى، باللغتين اللاتينية والعربية، وبعدها جاءت بعض الترجمات الأحدث مثل ترجمة الآباء الدومنيكان بالموصل العراق.
وبالقطع لا يمكن أن ننسى ترجمة سيمث فانديك والبستانى، ثم ترجمة الآباء اليسوعيين ببيروت، ثم ترجمة جامعة الكاثوليك، والترجمة البوليسية، والترجمة الطقسية للكنيسة المارونية، ترجمة دار المشرق اليسوعية، وأخيرًا الترجمة العربية المشتركة.
وأكد «وليم» بأنه هناك العديد من الملاحظات على ترجمة فاندايك، أولًا: النص الذى اعتمد عليه فاندايك، هو النص الأنطاكى، الذى كان متداولًا فى سوريا وبلاد آسيا الصغرى، والقسطنطينية، والجزيرة العربية وفلسطين ومصر، ومن المعروف أن هذا النص ليس الأفضل ليكون مصدرًا يؤخذ منه ويُترجم عنه.
ثانيًا: طريقة الترجمة التى اعتمد عليها فاندايك، فقد كان يلجأ إلى رجل الشارع ليسأله إن كان فهم النص المترجم فى اللغة العربية المتداولة آنذاك أم لا؟ وهذه ليس طريقة احترافية فى الترجمة وضبط المعانى، مع أن الذى قام بمراجعة النص النهائى لهذه الترجمة الشيخ حسين بن يوسف الأسيرى وهو من خريجى الأزهر.
ثالثًا: لا بد من الأخذ بعين الاعتبار للزمن، فلقد مر على هذه الترجمة زمن طويل، تغيرت فيه مفردات اللغة، وألفاظها، وثقافة متحدثيها، وإن كانت كل الترجمات تشترك فى الخاصية الأخيرة.
وأعلن «وليم» بان الترجمة المشتركة، نشاط أقرب إلى التكامل لوجود اشتراك أكثر من طائفة من البلدان العربية فى ظهورها، ولكن هذه الترجمة اعترض عليها بعض اللاهوتيين منهم موريس تواضروس، الذى اعترض على الترجمة كلها لا لسبب إلا أن المرجع النهائى لهذه الترجمة كان لبنانيًا، وبحسب تواضروس كان شريبًا للعرق، بينما تحامل على هذه الترجمة بعض من اللاهوتيين الإنجيليين لارتباط العاطفى وملكية حقوق النشر الخاصة بترجمة سميث فاندايك.
مختتما «وليم» بإن التطور فى الترجمات أمرٌ حادث لا محالة، وينكره كل جاهلٍ، انظر إلى أى إنسان، إن لم يتطور بعد ولادته ليصير طفلًا ثم شابًا فرجلًا، إن لم يحدث ذلك فهذا معناه خلل فى بنيته كإنسان طبيعى، وهكذا التطور الطبيعى، فأنا أقبل الكثير من نظريات التطور الطبيعى للكون، وعندما يتناول الكتاب المقدس هذا الأمر فى الفصلين الأول والثانى من سفر التكوين، وبطريقتين مختلفتين تماما الواحدة عن الأخرى، فهو لا يريد أن يعلمنا تاريخ نشأة الكون، لكنه يشرح أصل الكون فى علاقته بالإنسان وعلاقة هذا وذاك بالله، أى أن مصدر كل حياة هو الله، هو الذى خلق الكون بما فيه من جماد وكائنات حية وأنه أولى الإنسان مكانة خاصة عبر عنها فى القصة الأولى فى سفر التكوين والإصحاح الأول بأنه خلقه على صورته ومثاله وهو ما لا يقوله عن باقى المخلوقات، وفى سفر التكوين أيضا والإصحاح الثانى أشركه فى العمل إذ جعله يعطى المخلوقات أسماءها وأنه يتميز عن باقى المخلوقات إذا لم يجد له شبيها بينها.
فإذا كان الله تعالى تدخل فى لحظة ما وأولى كأنه موجود الخاصتين اللتين تجعلان منه شبيها له أى العقل المميز والإرادة الحرة فإن هذا لا يناقض النص الذى يقول إنه صنعه من التراب، ونفخ فيه نسمة الحياة، أى جزء مادى وجزء روحى.