أكد الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة، أن الزعيم محمد فريد زعيم، الحزب الوطنى، فى بداية القرن العشرين، كانا لديه فكرة أنه لا يمكن مواجهة الاحتلال الإنجليزى فى مصر ولا الاستعمار الذى بدأ يستشرى فى الكثير من البلدان العربية إلا من خلال الاحتفاظ بالحق القانونى بأننا ولايات عثمانية، وبالتالى الحق القانونى هو الذى سيدفع إنجلترا للجلاء، ومن هنا أصدر محمد فريد كتاب «تاريخ الدولة العلية» أى الدولة العثمانية، وأهداه للسلطان عبدالحميد الثاني، وهنا صناعة أسطورة الخلافة والخديو عباس حلمى الثانى ممثل الخليفة فى مصر.
وأضاف أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الأسبق في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": نحن هنا أمام صناعة أسطورة الخلافة التى بدأها محمد فريد ثم يواصل بعد رشيد رضا وتأثر بالاثنين حسن البنا، وحسن البنا فى مذكراته كتب عن تأثره بمحمد فريد، وأن كتابه تسبب فى وهج فى لحظات الضعف التى تعيشها الدول الإسلامية فى بداية القرن العشرين، وأن الأمل الأخير فى عودة الخلافة والجامعة الإسلامية، ومن هنا انبهر الشاب الصغير حسن البنا بكتاب «تاريخ الدولة العلية»، ثم كتاب رشيد رضا من بعده عن الخلافة، ومن هنا نجد أنه تمت صناعة تاريخ أسطورى للخلافة، وكما قلت نجد أن السلطان العثمانى بالأساس لا يهمه لقب الخلافة ولا يعنيه فى شيء، ولقب السلطان وقوة الغزو هو الأهم بالنسبة لهم، وهنا التاريخ والأسطورة يلعبان دورًا كبيرًا.